بحوث جديدة أنَّ الخلايا الجذعية يمكنها إعادة نعمة البصر

كشفت بحوث جديدة أنَّ الخلايا الجذعية يمكنها إعادة نعمة البصر إلى الأشخاص المصابين بضمور بقعي شديد، والمرتبط بتقدم العمر، وهو الشكل الأكثر شيوعًا للعمى عند كبار السن، حيث يمكنهم الرؤية بطريقة أفضل بعد حقن عشرات الآلاف من الخلايا الجذعية الجنينية، في الجزء الخلفي من العين، مبيّنة أنَّ الأطفال الذين يعانون من مرض "ستار غاردت"، السبب الرئيسي للعمى لدى الشباب، يكمنهم الاستفادة أيضًا من الاكتشاف.
 
وأوضح الباحث وخبير الخلايا الجذعية روبرت لانزا أنَّ "التطورات الصغيرة أحدثت فرقًا كبيرًا في جودة الحياة، إذ يمكن لبعض المصابين فعل الأشياء التي نفعلها، مثل قراءة الساعة، أو العمل على الكمبيوتر، ولكن رجلاً واحدًا فقط قادر على ركوب الخيل مجددًا، وواحد من المرضى قد يذهب إلى مركز التسوق للمرة الأولى".
 
وأشار لانزرا إلى أنًّ "الهدف من الأبحاث كان معالجة  المرضى في وقت مبكر، لمنع وصولهم إلى درجة العمى الكامل"، مبيّنًا أنَّ "جميع الذين شاركوا في التجربة المتقدمة، كانوا لا يبصرون بإحدى أعينهم".
 
ويحقّق العلاج الجديد الهدف المرجو منه، ويعتبر الدليل الأول على أنَّ الخلايا الجذعية الجينيّة يمكنها أن تعمل كعلاج للمرضى، حيث ينظر إليها على أنها الخلايا الرئيسية التي يمكنها إصلاح الخلايا الميتة والمستهلكة، بعد التقاطها من الأجنة في أيام الحياة الأولى.
 
وأبرز الدكتور لانزا، أنّه "بدأ في تحويل خلايا جذعية جنينية إلى خلايا حساسة للضوء، يمكنها أن تلفت الضمور للجزء الخلفي من العين في الضمور البقعي المرتبط بتقدم العمر، ومرض ستار غاردت، ولكن كلاهما غير قابل للعلاج في الوقت الراهن".
 
ولفت إلى أنّ "العلاج أعاد الإبصار لأحد رواد ركوب الخيل، يبلغ من العمر 75 عامًا، وهو يقيم في ولاية تكساس، وكان مصابًا بالعمى في عين واحدة، وبعد شهر من العلاج تحسن، والآن يمكنه ركوب الخيل مرة أخرى".
 
ولا يعني نجاح تجربة الخلايا الجذعية على بعض الأشخاص إتمام نجاح الدكتور لانزا للتجربة، حيث أكّد أنّه "يعتزم إجراء التجربة على أعداد أكبر من المرضى، مع حلول نهاية العام الجاري، فحال نجح العلاج بشكل كبير، يمكن استخدامه على نطاق واسع مع حلول عام 2020".
 
ورأى جراح عاليون في جامعة "أكسفورد" البروفيسور روبرت ماكلارين أنّه "من دواعي السرور أن نرى تقرير الخلايا الجذعية يتحرك أخيرًا خارج المعمل، ويتم تطبيقه على المرضى"، مبيّنًا أنَّ "الدراسة التاريخية تظهر أنّ الخلايا الجذعية الجنينية يمكن حقنها في مؤخرة العين بأمان، دون أيّ مخاوف في شأن السلامة، مع مدة تصل إلى 3 أعوام للمتابعة، كما ينبغي تسريع جميع مشاريع الخلايا الجذعية الجنينة الأخرى، بغية إيجاد علاج للعمى غير القابل للشفاء في المرحلة الراهنة".
 
واعتبر أستاذ الطب التجديدي في جامعة كلية لندن كريس ماسون أنّ "دليل سلامة التجربة على المدى الطويل سيجعل أمر اختبار الخلايا الجذعية الجنينة على أمراض أخرى سهلاً".
 
ويبقى استخدام الخلايا الجذعية الجنينية أمرًا مثيرًا للجدل، حيث أنَّ إزالتها من الجنين في الأيام الأولى من الحياة قد تؤدي إلى الوفاة، فيما يرى النقاد أنّه "من الخطأ أخذ (قطع غيار) من الجنين للمضي قدمًا في الأبحاث العلمية"، إلا أنَّ الدكتور لانزا يؤكّد أنَّ "القدرة الملحوظة للخلايا الجذعية الجنينية على النمو تعني أنَّ الجنين يمكنه تكوين كل الخلايا اللازمة للعلاج".