خبراء يؤكّدون أن المدمن ليس بالضرورة مدركًا لرغبته في تعاطي الكوكايين

أعلن العلماء أن السبب في عدم قدرة مدمني الكوكايين على السيطرة على أنفسهم هو جزء من دماغهم، والذي يؤثر على ضبط النفس والسلوك، وأشارت النتائج التي توصلوا إليها أن المدمن ليس بالضرورة مدركًا لرغبته في تعاطي الكوكايين، في الوقت الذي افترضت فيه الكثير من الدراسات السابقة أن الادمان هو نتيجة لعدم القدرة على ضبط النفس.
ويوضح الدكتور ديفيد بلين من قسم الأدوية في جامعة كامبريدج " لقد افترضنا دائما أن الادمان يحدث بسبب عدم قدرة الانسان على ضبط نفسه، ولكننا الان نعلم أن الأمر ليس بالضرورة كذلك، فلقد وجدنا أن جزءًا من الدماغ يؤثر مباشرة على السلوك المعتاد".
وأكّد "يعتبر الادمان على المخدرات السبب الرئيسي في الاضطرابات النفسية، ويركز العلاج غالبا على استعادة قشرة الفص الجبهي في الدماغ القدرة على السيطرة على تعاطي المخدرات، ولكننا اكتشفنا أن قشرة الفص الجبهي ليست دائما على علم بما يحدث، مما يشير الى أن هذه العلاجات لا تكون فعالة دائما". 
وعلى الرغم من أن الدراسة أُجريت على الفئران، يعتقد العلماء أن النتائج نفسها تطبق على البشر، فالكوكايين دواء منبه يؤدي الى الادمان عندما يؤخذ مرارا وتكرارا، وبينما يكون الاقلاع عن التدخين صعبا للغاية بالنسبة إلى بعض الناس، فحوالي أربعة من 10 أشخاص الذين يحاولون التعافي من الادمان على الكوكايين يتعرضون للانتكاس، ويعودون له مرة أخرى.
وأعلن دكتور بلين "معظم مدمني الكوكايين يقعون في البداية في فخ المتعة، والاستخدام المتكرر يؤدي الى الادمان، وأردنا أن نعرف السبب في هذه الحالة، فتعاطي المخدرات يؤدي الى افراغ الدماغ لمادة الدوبامين الكيميائية التي تؤثر على المزاج العالي، وفي البداية يكون تعاطي المخدرات اراديا، فالشخص نفسه هو من يختار تعاطي المخدر، ولكن مع الوقت يصبح الامر عادة وخارجا عن الارادة". 
وِأشارت ابحاث سابقة بقيادة البروفيسور باري ايفيريت في كامبريدج أنه عندما سُمح للفئران بإدارة تعاطيهم للكوكايين بشكل ذاتي، افرز الدوبامين في منطقة من الدماغ تعرف باسم النواة المتكئة، وهي منطقة تلعب دورا هاما في قيادة السلوك، مع ذلك اذا أعطيت الفئران الكوكايين على مدى فترة طويلة، لاحظ الباحثون أن نشاطًا في الدماغ نقل الى المخطط الظهراني الذي يلعب أيضا دورا مهما في السلوك المعتاد.
ويعتقد العلماء أن هذا الأمر أدى لعدم تمكن الفئران من السيطرة على نفسها، وبالتالي أصبحوا يستجيبون بشكل أوتوماتيكي للرغبة في تناول المخدر، وتشمل آلية الدماغ الكامنة في التوازن بين السلوك الموجه والسلوك المعتاد القشرة الجبهية، وكان يُعتقد في السابق أن هذه المنطقة تسيطر على المثيرات المرتبطة بالمخدرات، ومع ذلك لا يفسر هذا الأمر بسهولة لماذا غالبية الناس العائدين لتعاطي الكوكايين يشهدون شغفًا له.
ويغير التعاطي المزمن للمخدرات المنطقة المؤثرة عليه من قشرة الفص الجبهي الى منطقة أخرى في الدماغ ترتبط بالتحفيز والعاطفة، والتي تخزن الذكريات الممتعة المرتبطة مع الكوكايين، لدرجة أن يصل الانسان لحد عدم ادراكه بالضرورة لرغبته في تناول المخدر.