أكدوا أن مرونة ساعات العمل مصدر الارتياح الأول

وفقًا لاستطلاع الرأي الذي أجرته مؤسسة "يوجوف" أكد ثلاثة من كل أربعة مستجوبين إنهم راضون عن وظائفهم، بحيث تصدرت مرونة ساعات العمل (60 في المئة) الأسباب، وتلاها الأمان الوظيفي (58 في المئة)، ثم الراتب (56 في المئة)، وأخيراً ضغط العمل (56 في المئة). وعن هذا الموضوع أكد جاسم المحيربي، المواطن الإماراتي البالغ من العمر 24 عاما والذي يعمل كفني في القطاع الحكومي، أنه يحب عمله، قائلا "أنا سعيد جدا في عملي، هو ليس سهلاً تماما، ولكنه ليس شاقا أيضاً، فالإحساس بأني قادر على إدارة عجلة العمل يملؤني بالسعادة"، وفيما أشار المحيربي إلى أن عمله ليس مجزيا من ناحية المكافآت، إلا أن راتبه الشهري جيد ويعوضه عن ذلك.

وفي مثال آخر يؤكد سليمان عقار الذي يعمل بين دبي وأبوظبي كمحرر ومنسق إنتاج إن عمله مريح، لكن المقيم السوري والبالغ من العمر 23 عاما أضاف بأنه منشغل في شأن درجة الأمان الوظيفي، قائلا " لا أشعر بدرجة عالية من الأمان في وظيفتي لأني أعمل في شركة صغيرة، وإذا ما أغلقت أبوابها فإني..." وهو الشعور نفسه بعدم الأمان الوظيفي الذي عبر عنه أيضاً عمار العراضي، المواطن البحريني البالغ من العمر 29 سنة والذي يعمل في دبي كمدير إقليمي لموقع إلكتروني مختص في تقديم خدمات موسيقية، قائلا "يبقى الأمان الوظيفي مسألة غائبة لأن الشركة ممولة من قبل شخص واحد"، لكن وبرغم هذا الجانب، إلا أنه يؤكد سعادته باختياره المهني، فيما لفتت حصة عمر البالغة من العمر 31 سنة والتي تعمل في دبي كمحاسبة إنها سعيدة أيضا في عملها.
وعندما سئل المستجوبون عن درجة رضاهم الوظيفي أوضح 74 في المئة إنهم راضون عن وظيفتهم الحالية، ومنهم 26 في المئة قالوا إنهم راضون جدا عن عملهم، ومن بين كل الجنسيات التي شملها الاستطلاع كان المواطنون الأكثر سعادة في وظائفهم.

وفي أمثلة لنماذج أخرى مقيمة في الإمارات قالت إيمي جامايو، الممرضة الفلبينية، إنها تعمل في أبوظبي منذ ست سنوات: وتابعت "جئت هنا لأسباب مالية"، مردفة أنها راضية جيدا عن عملها، لكن مصطفى عبدالله، موظف المبيعات المصري في أبوظبي والبالغ من العمر 27 سنة قال إنه ليس راضيا عن عمله والسبب الرئيس، حسب قوله، هو الراتب المتدني.
كشف الاستطلاع أنه من بين كل ثلاثة موظفين فقد أكثر من واحد منهم وظيفته خلال مساره المهني، وأيضا من بين المستجوبين في الاستطلاع الذي أجرته يوجوف و"ذي ناشونال" أكد 36 في المئة منهم أنهم خسروا وظائفهم في السابق، واثنان من بين كل ثلاثة قالوا إنهم يعرفون صديقا فقد عمله، فيما أشار نصف المستجوبين إلى أن أحد أفراد العائلة تم تسريحه، واللافت أن الذين فقدوا وظائفهم لم يحصل لهم ذلك في أعقاب الأزمة المالية العالمية، بل في السنوات الأخيرة.
وأبان الاستطلاع أن واحدا من بين كل خمسة من المستطلعة آراؤهم (19 في المئة) قالوا إنهم فقدوا وظائفهم خلال السنة، أو السنتين الماضيتين، فيما قال 15 في المئة إنهم سُرّحوا من وظائفهم خلال الثلاثة أشهر السابقة، كما أكد 16 في المئة أنهم فقدوا العمل خلال الأشهر الستة الأخيرة، وأشار أيضا 16 في المئة من المستجوبين أنهم خسروا وظائفهم منذ أكثر من عامين، في حين أعرب الثلث تقريباً (34 في المئة) أنهم لم يفقدوا قط عملهم، هذا ولا يقتصر فقدان الوظيفة على جنسية دون أخرى بل يشملها جميعاً، كما يهم كل الشرائح العمرية.

وعندما يتعلق الأمر بأصدقاء المستجوبين كشف الاستطلاع أن اثنين من بين ثلاثة أصدقاء تعرضوا للإقالة من العمل، ولدى سؤالهم عن تأثر أفراد العائلة بفقدان العمل أكد نصف المستجوبين تقريباً أنهم فعلا تأثروا بذلك، وبالنسبة للقطاعات الأكثر تأثراً بالتسريح من العمل أشار المستجوبون إلى أن البنوك والقطاع المالي عموما هو الأكثر تسريحاً للموظفين.
وذكر المستشار المالي، تيم دينتون، إنه في المتوسط يجب على الشخص أن يكون قد ادخر ما يكفيه لثلاثة إلى ستة أشهر في حال فقد عمله لتحمل مصاريف الحياة، وفي هذا الإطار أشار محمد جواد البالغ من العمر 33 سنة إنه عمل في شركة للنفط لست سنوات قبل أن يغادر لدراسة الماجستير في الهندسة، وفيما انشغل جواد المواطن المقيم في أبوظبي بالمسألة المادية، لا سيما وأنه من دون عمل، إلا أنه أكد وجود ما يكفي من المدخرات للاستمرار دون عمل، مشيرًا " كنت في البداية قلقا لأني فيما عدا المنحة الدراسية لم يكن لدي دخل، لكن لحسن الحظ استطعت الادخار، كما أن زوجتي تعمل".