دبي صوت الامارات
أكد المشاركون في ندوة "تراسل الشعر العربي مع الفنون"، المقامة ضمن البرنامج الفكري المصاحب لمهرجان الشارقة للشعر العربي في دورته الـ15، التي أقيمت أول من أمس في "بيت الشعر بالشارقة"، أن التراسل هو الجسر الحقيقي بين الفنون على اختلافها، ينصب على إقامة وشائج مشتركة بين الشعر والفنون الأخرى، وهو ضرورة من تطور الحياة، ومظهر من مظاهرها تفرضه طبيعة الفنون للوصول إلى شكل من أشكال التبادل والتواصل والحوار الدائم بينها.
وفي مستهل الندوة، التي أدارها الباحث العراقي ماهر مهدي هلال، أشار د.محمد الصفراني (السعودية) في ورقة بعنوان "تراسل الشعر العربي الحديث.. مع فنَّيْ الرسم والتصوير"، إلى أن تراسل الشعر مع فنَّيْ الرسم والتصوير يندرج تحت مصطلح التشكيل البصري، الذي يعني كل ما يمنحه النص للرؤية، سواء أكانت الرؤية على مستوى العين المجردة، أم عين الخيال.
وقدمت د.رشا العلي (سورية)، ورقة بعنوان "تراسل الشعر العربي المعاصر مع الفنون السردية والبصرية"، قالت فيها: "من يقرأ الشعر الحديث يدرك أنه لم يعد يعتمد على اللغة فقط في إنتاج شعريته، ذلك أن تضخم الشعرية الحديثة واتساعها لم يعد يكتفي بهذه الأداة"، ونوهت إلى أن النص الشعري الحديث قوة متحوّلة ومتحررة، تقاوم أعراف الأجناس الأدبية بتقسيماتها التقليدية، وهناك مساحة المشتركات، ودوائر التفاعل والترافد وقد اغتنت مع ذوبان الحدود، وظهور ما يمكن أن نسميه (أدبيات العولمة).
وفي الجلسة الثانية، التي أدارها ماهر مهدي هلال، قدم د.محمد القاضي (تونس) ورقة بعنوان "الشعر والمعمار: تحولات الجمالية"، وأوضح فيها أن أغلب الباحثين اهتموا بالنظر في تراسل الأدب والفنون التشكيلية والنحت والمسرح والسينما، ولم ينل فن المعمار عنايتهم، على الرغم من أنه يحتل موقعاً مخصوصاً في منظومة الفنون. وأشار إلى أن علاقة الشعر العربي بالعمارة مرت بأطوار ثلاثة كبرى، هي: جمالية المحكاة، جمالية الانعكاس، وجمالية المفارقة.
وجاءت ورقة د.حسين حموده (مصر)، بعنوان "تراسل الشعر العربي مع الفنون" تناول فيها: تاريخ التراسل بين الشعر العربي، وغير العربي، والفنون المتنوعة. وقال: شهد الشعر، وشهدت الكتابات عنه، خلال فترات متعددة، تجارب إبداعية واجتهادات نقدية، جسّدت نزوعا متّصلا إلى استعادة "الوحدة الأولى" للحواس البشرية، التي توازي "وحدة الكون" كله.
وقدم د.محمد الديباجي (المغرب) ورقة بعنوان "تبادل الحواس والجوارح في شعرنا العربي القديم". قال فيها: "لكي يحقق الشاعر هدفه، ويدرك غايته، فإنه يبذل كل الوسائل المتاحة لديه. وقد لا يكتفي بذلك، فيستنفر كل حواسه وجوارحه للتعبير عن خوالج نفسه، ونبضات قلبه، فيستعمل حاسة البصر للسمع، وحاسة السمع للبصر، وهذا ما سمّاه القدماء "بتبادل الحواس"، ونسميه نحن اليوم "بتراسل الحواس".