باريس - محمد حسن
يستهل المنتخب البرتغالي لكرة القدم،بقيادة نجمه كريستيانو رونالدو، مشوار الفرصة الأخيرة لتدوين اسم البلاد في سجلات المنتخبات المتوجة بالألقاب، الثلاثاء، بمواجهة آيسلندا، على ملعب "جوفروا غيشار"، في "سانت اتيان"، في الجولة الأولى من منافسات المجموعة السادسة، ضمن الدور الأول لنهائيات كأس أوروبا، التي تحتضنها فرنسا، حتى العاشر من يوليو المقبل.
وتشكل النهائيات القارية تحديًا جديدًا لـ"رونالدو"، الذي قاد فريقه ريال مدريد الاسباني إلى لقبه الـ11 في دوري أبطال أوروبا، كي يثبت ذاته وينقل نجاحاته الى المنتخب البرتغالي، فشتان الفارق بين إنجازات "رونالدو" على صعيد الأندية، ولا سيما ريال مدريد، وبين ما حققه مع المنتخب، على غرار منافسه ليونيل ميسي، نجم برشلونة الإسباني، الذي لم يحرز حتى الآن أي لقب كبير مع منتخب بلاده الأرجنتين، باستثناء ذهبية أولمبية.
وتفرض المنافسة بين "رونالدو" و"ميسي" نفسها في البطولة القارية، فابن ماديرا يسير بثبات نحو استعادة الكرة الذهبية من ابن روزاريو، ورفع رصيده إلى 4 كرات ذهبية، في ظل التألق اللافت له هذا العام مع النادي الملكي، وتسجيله أكثر من 50 هدفًا للموسم الخامس على التوالي، وهو إنجاز غير مسبوق.
ويخوض "رونالدو"، صاحب الـ 31 ربيعًا، العرس القاري للمرة الرابعة على التوالي، وكان على وشك تدوين اسم منتخب بلاده في سجلات المنتخبات الفائزة باللقب في مشاركته الاولى عام 2004، عندما كان عمره 19 عامًا، حيث خسرت البرتغال على أرضها في المباراة النهائية أمام اليونان، قبل أن يقودها إلى ربع النهائي عام 2008، وإلى نصف النهائي في النسخة الأخيرة في أوكرانيا وبولندا.
ويدرك "رونالدو" جيدًا الآمال المعقودة عليه من مواطنيه، ويقول في هذا الصدد: "إنها مسؤولية كبيرة على عاتقي، أعي ذلك جيدا وأبذل كل ما في وسعي من أجل تحقيق أمنياتهم، التي هي أيضًا امنياتنا نحن كلاعبين".
وأضاف: "لا شك أن أي لاعب يحلم برفع كأس البطولة، وأعتقد أن الوقت حان بالنسبة لي ولمنتخب بلادي لتحقيق ذلك، بالنظر إلى عروضنا في النسخ الأربع الأخيرة، لكن المهمة لن تكون سهلة، فهناك منتخبات مرشحة بقوة، وأخرى بإمكانها تحقيق المفاجأة، فكل شىء وارد وكل ما نتمناه هو تخطي الدور الأول وبعد ذلك لكل حادث حديث".
وغاب "رونالدو" عن المباراتين الإعداديتين لمنتخب بلاده (ضد إنكلترا 0 – 1، وضد النروج 3 - 0)، رغبة من المدرب فرناندو سانتوس في إراحته، كونه تعرض للاصابة مرتين في نهاية الموسم، وكاد يغيب عن نهائي دوري أبطال أوروبا، قبل أن يشركه في المباراة الأخيرة أمام استونيا، والتي حسمتها البرتغال بسباعية نظيفة، كان نصيب الدون منها ثنائية.
وتدخل البرتغال البطولة القارية برغبة محو خيبة أمل مونديال البرازيل، عندما خرجت من الدور الاول. وأكد المدافع الايمن لفولفسبورج الألماني "فيرينيا":"كريستيانو رونالدو هو دائمًا افضل لاعب في العالم، ومستوى باقي لاعبي المنتخب هو بالتأكيد مستوى أفضل من عام 2014، لدينا 23 لاعبًا مركزين على هدف واحد، مثلما قال المدرب، من السهل سحب لاعب وتعويضه باخر، نحن لا نرى أي فرق بيننا لأننا جميعًا في مستوى رائع".
وأضاف: "بالتأكيد نحن نرغب في الفوز، وهدفنا هو بلوغ المباراة النهائية، ولكن أولا يجب أن نظهر قدراتنا، من أجل بلوغ ذلك أمام آيسلندا والنمسا والمجر".
واردف قائلاً: "الفارق الكبير عن 2014 هو الحماس الذي وصلنا به إلى فرنسا، فعلى سبيل المثال احتجنا إلى الملحق للتأهل الى كأس العالم، ولكننا هذه المرة تأهلنا بصدارتنا لمجموعتنا في التصفيات. أعتقد أن النتائج التي حققناها مع فرناندو سانتوس (يشرف على تدريب البرتغال منذ عام 2014) في السنوات الأخيرة تعطينا حماسًا كبيرًا".
وستكون المهمة الأولى للبرتغال أمام آيسلندا، مفاجأة البطولة، والتي حجزت بطاقتها للمرة الأولى في تاريخها، لكن رفاق "رونالدو" يملكون الافضلية، في ظل حسمهم للمواجهتين الوحيدتين ضد الآيسلنديين، وكانتا في تصفيات النسخة الأخيرة 2012، حيث فازوا 3-1 في آيسلندا، و5-3 في لشبونة.
وتأمل آيسلندا في تأكيد مشوارها في التصفيات وتأهلها من مجموعة قوية، ضمت هولندا وصيفة بطل العالم 2010، وثالثة مونديال 2014، والتشيك، وتركيا.
واضطر مدرب آيسلندا، السويدي لارس لاغرباك، إلى إقناع نجم تشلسي السابق إيدور جوديونسن (37 عامًا) بالعودة عن اعتزاله للاستفادة من خبراته في البطولة القارية، ومساعدة زملائه في تحقيق انجاز تخطي الدور الأول.
وحذر "لاجرباك" لاعبيه من "رونالدو"، وقال: "شاهدته خلال 45 دقيقة أمام استونيا، لا أعتقد أنه كان في عطلة، لقد شحن بطارياته بدنيًا وفنيًا"، مضيفًا: "يمكنك توقع أي شىء منه، ولكن أتمنى أن لا يكون ذلك ضدنا".
وفي المجموعة ذاتها، تلتقي النمسا مع المجر في بوردو، في قمة ساخنة تسعى من خلالها الأولى إلى تأكيد مشوارها الرائع في التصفيات. وحقق منتخب النمسا نتائج مذهلة في رحلة التأهل الأول الى نهائيات القارة، على اعتبار أن مشاركتها السابقة والوحيدة في البطولة كانت في نسخة 2008، بحكم كونها صاحب الاستضافة المشتركة مع سويسرا.
وكان الظهور الأول للنمسا في النهائيات على أرضها غير مشجع على الاطلاق، اذ ودعت البطولة من الدور الأول، وهبط مركزها في التصنيف الذي يصدره الاتحاد الدولي (فيفا) عقب ذلك إلى المركز 105 على العالم، وهو المركز الأسوأ في تاريخها.
واللافت أن منتخب النمسا، بقيادة المدرب السويسري مارسيل كولر، الذي تولى المهمة في نوفمبر 2011، حقق وثبة هائلة، ودخل في الشهر ذاته من عام 2015 إلى لائحة المنتخبات العشرين الأولى، باحتلاله المركز الخامس عشر في تصنيف الفيفا، وهو افضل مركز في تاريخه.
ويعتمد المنتخب النمساوي على مجموعة من اللاعبين المميزين، في طليعتهم نجم بايرن ميونيخ الألماني دافيد الابا، وماركو ارنوتوفيتش، ومارك يانكو، وكريستيان فوخس، قائد المنتخب الذي يلعب في ليستر سيتي ،وساهم باحرازه للقب الدوري الإنكليزي الممتاز هذا الموسم، للمرة الأولى في تاريخه. ولكن لن تكون المجر لقمة سائغة، خصوصًا وأنها تخوض غمار أول بطولة كبيرة منذ 30 عامًا، بعد مونديال 1986 في المكسيك، والأولى لها في البطولة الاوروبية منذ 44 عامًا عندما حلت رابعة في النسخة التي استضافتها بلجيكا عام 1972.
وخطف منتخب المجر بطاقته إلى نهائيات فرنسا، عبر الملحق، حيث تغلب ذهابًا وإيابًا على نظيره النرويغي 1-0 في أوسلو و2-1 في أوغبشت.