تنظيم "داعش"

أعلن تنظيم "داعش" تبنَيه للهجوم الانتحاري الدامي على حاجز تفتيش شمال مدينة الحلة كبرى مدن محافظة بابل العراقية، والذي أسفر عن مقتل 47 شخصًا، وإصابة العشرات. ونشر التنظيم المتطرَف بيانًا من خلال حسابات على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" يؤكد فيه بأن العملية الانتحارية نُفذت بواسطة شاحنة مفخخة، وأوقعت أكثر من 90 قتيلًا وجريحًا. كما أسقط تنظيم "داعش"، طائرة حربية أميركية، خلال معارك مع البيشمركة في منطقة شندوخة التابعة لمدينة أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق.

وكشف رئيس اللجنة الأمنية في مجلس محافظة بابل فلاح الراضي، الأحد، أن الشاحنة كانت محملة بـ500 كيلو من المتفجرات، ولم تشهد المحافظة منذ أعوام تفجيرًا مثله. وأكد الراضي أن القوات الأمنية طوقت مكان الحادث، وهرعت سيارات الإسعاف لنقل الجرحى إلى مستشفيات قريبة وجثث القتلى إلى دائرة الطب العدلي. واعتبر محافظ بابل صادق مدلول السلطاني، أن التفجير الانتحاري، محاولة من "داعش" لإشغال القطعات الأمنية التي تقاتل في الأنبار، نافيًا وجود خلل في أداء السيطرة، على الرغم من حدوث الانفجار داخلها. وأعلن السلطاني تشكيل لجان للتحقيق في كيفية وصول السيارة المفخخة إلى الآثار التي تعتبر المدخل الرئيس لمدينة بابل، مؤكدًا أنها انفجرت في القطع الثاني.

وبيّن محافظ بابل أنه كان لديه معلومات استخباراتية قبل أسبوعين باستهداف المحافظة، لافتًا إلى كثرة التفتيش اليدوي، مما أدى إلى تجمع كبير في الحاجز، وأسفر عن وقوع عدد أكبر من الضحايا نتيجة تجمع السيارات". وكان رئيس مجلس محافظة بابل حيدر الزنبور أعلن الحداد العام لثلاثة أيام على ضحايا التفجير الانتحاري الذي استهدف سيطرة الآثار جنوبي الحلة.

واستنكر رئيس مجلس النواب سليم الجبوري، التفجير الذي استهدف حاجز الآثار شمال بابل، داعيًا الأجهزة الأمنية إلى المزيد من اليقظة والحذ، مضيفًا "الهزائم المتكررة التي يتعرض لها تنظيم داعش يوميًا وعلى أكثر من محور تدفعه لتوسيع دائرة الاستهداف الأعمى لأبناء شعبنا".

وأدان مبعوث الأمم المتحدة إلى العراق بان كوبيش، بشدة التفجير الانتحاري الذي استهدف الحاجز الأمني، مناشدًا العراقيين بعدم الوقوع في فخ المتطرفيين الذين يسعون إلى إشعال الفتنة الطائفية، مضيفًا "مرة أخرى يضرب المتطرفون بوحشية لا توصف مخلفين وراءهم الموت والدمار، ويستهدف عدد كبير من الأرواح في صفوف المدنيين".

وناشد كوبيش، العراقيين بعدم الوقوع في فخ المتطرفيين الذين يسعون إلى النيل من وحدة العراق وإشعال الفتنة الطائفية، داعيًا الحكومة العراقية إلى "ضمان تقديم مرتكبي هذه الجرائم والذين خلفهم إلى العدالة على وجه السرعة.

وتمكنت قيادة العمليات المشتركة من اعتقال أمير في تنظيم "داعش"، في منطقة اليوسفية، جنوب العاصمة بغداد، يُعَد الممول الرئيسي للمتطرفين في المدائن، كما تقدمت القوات العراقية في محيط الفلوجة، كبرى مدن محافظة الأنبار، وضيّقت الخناق على عناصر التنظيم واستعادت بعض المناطق هناك.

وذكرت القيادة أن "قوة من قيادة فرقة المشاة الـ17 تمكنت، مساء السبت، من اعتقال أمير داعشي في اليوسفية أثناء تنفيذ واجب تفتيش على الخط الدولي السريع، وأنه يعتبر الممول الرئيسي للجماعات المتطرفة في ناحية الوحدة في قضاء المدائن والمطلوب وفق المادة 4 / 1 الصادرة عن محكمة التحقيق المركزية".

وشهدت العاصمة بغداد، السبت، قيام مسلحين مجهولين باقتحام منزل في منطقة الغزالية وسرقة مبالغ مالية ومصوغات ذهبية، والعثور على كدس للأسلحة والعتاد يضم صواريخ كاتيوشا في قرية عواد حسين، جنوب بغداد.

وأوضحت مصادر مطلعة نجاح القوات العراقية من التقدم في محيط الفلوجة، كبرى مدن محافظة الأنبار، حيث تمكنت من تضيق الخناق على عناصر داعش، واستعادة بعض المناطق هناك، ما دفع بعناصر التنظيم إلى الفرار داخل مدينة الفلوجة، بحسب ما أعلنت وزارة الدفاع العراقية.
 
وفرّت عشرات الأسر العراقية، معظمها من النساء والأطفال، من عناصر "داعش" في ناحية كبيسه، جنوب مدينة هيت، متوجهةً إلى الصحراء باتجاه القوات الأمنية العراقية، بحسب ما أكدت مصادر عسكرية في الأنبار، والتي أوضحت أنه تم توفير ممرات آمنة للفارين، وأن الأسر استطاعت الهروب من التنظيم بعدما قصفت طائرات التحالف تجمعات وأهداف له في ناحية كبيسة وأدت إلى مقتل عدد منهم.

وأكد مسؤولون محليون، السبت، وصول تعزيزات عسكرية إلى مناطق بين مدينتي أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق ومدينة الموصل معقل تنظيم "داعش" في البلاد تزامنًا مع تكثيف التنظيم المتشدد هجماته في تلك المناطق، إذ يأتي وصول هذه التعزيزات بعد يوم واحد من قصف كثيف نفذته المدفعية الثقيلة للجيش العراقي على "مواقع محددة" لداعش جنوب الموصل، لكن مسؤولاً رفيع المستوى في محافظة نينوى نفى أن يكون ذلك القصف بداية لعملية تحرير المدينة.

ونفذ الطيران العراقي طلعات جوية ضد مواقع تنظيم داعش في سامراء وصلاح الدين بالتنسيق مع قوات الحشد الشعبي، وأكد قائد طيران الجيش حامد المالكي أن قياديًا عسكريًا في داعش قُتل بعد استهداف موقعه غرب سامراء إلى جانب 20 مسلحًا آخرين ، وأن العمليات العسكرية تسير وفق المخطط المرسوم لتطهير المنطقة الواقعة من جنوب غرب اللاين وصولاً إلى غرب قاعدة سبايكر في صلاح الدين وشارع حديثة والثرثار في الأنبار.

وأعلنت مصادر مطلعة داخل مدينة الموصل، مركز محافظة نينوى، عن نزوح العشرات من العوائل الموصلية من الجانب الأيمن إلى الجانب الأيسر من المدينة بعد الأنباء عن انطلاق العملية العسكرية لتحرير المدينة.

وكانت طائرات القوة الجوية العراقية ألقت، السبت، آلاف المنشورات على الجانبين الأيمن والأيسر من مدينة الموصل وقضاء تلعفر، شمال غرب المدينة وناحية قيارة والشورى، تتضمن توجيهات عامة للمواطنين مع قرب البدء بعملية تحرير الموصل، ودعت المنشورات التي القيت المواطنين للاستعداد لعمليات تحرير المدينة. وأكد ممثل الرئيس الأميركي بارك أوباما في التحالف الدولي بريت ماكغورك، خلال مؤتمر صحافي عقده في بغداد، السبت، أن معركة الموصل بدأت فعليًا منذ أن تم عزلها عن الرقة وزحف القوات العراقية المشتركة إلى معسكر مخمور.

وأشارت تلك المصادر إلى أن قسمًا كبيرًا من سكان الجانب الأيمن من الموصل بدأوا في الانتقال إلى الجانب الأيسر بعد حمل ما تيسر لهم من أمتعتهم وحاجتهم للسكن لدى الأقارب أو بالإيجار قبل بدء العمليات البرية ضمن معركة تحرير الموصل. وأضافت أن تنظيم "داعش" يركز ثقله القتالي على الجانب الأيمن من الموصل لما يحويه من مناطق شعبية متداخلة وأزقة ضيقة وأبنية مرتفعة ما يؤمن له حماية نسبية من الغارات الجوية ويمكنه من التنقل بحرية بين الأزقة في المناطق الشعبية.

وأكد مصدر عسكري أن تنظيم داعش متخوف من تواجده في الجانب الأيسر من الموصل بسبب تطويق القوات الأمنية للمدينة من الجهة الشمالية والشرقية وصولًا إلى جنوب الموصل ما يمنح القوات الأمنية سهولة التحرك والتقدم صوب مركز المدينة لمسافة تزيد عن 200 كلم والتي يصعب على داعش السيطرة على حدودها بالكامل، فضلًا عن ضعف السيطرة الأمنية على الحدود الغربية للمحافظة والمناطق المفتوحة المتداخلة مع الحدود العراقية السورية ومحافظة الأنبار التي يسيطر داعش على أجزاء  قليلة منها.

ولفت إلى أن عناصر تنظيم "داعش" المتطرف بدأوا بنقل عوائلهم من الجانب الأيسر إلى الأيمن عكس تحركات المواطنين لتيقنهم من عدم قدرة التنظيم على الحفاظ على الجانب الأيسر من مدينة الموصل حال تقدم القوات المحررة نحوها. وكانت أنباء سابقة تحدثت عن أن عناصر تنظيم "داعش" المتطرف فخخوا جسور الموصل الخمسة، للاستعداد للهروب من الجانب الأيسر إلى الأيمن في حال اضطروا لذلك وتفجير الجسور لمنع تقدم القوات الأمنية نحوه والاحتماء والتحصن في الجانب الأيمن لفترة أطول، إضافة إلى نشرهم صواريخ بعيدة المدى ومدافع في أطراف قرى الزاوية، وتل الشعير، وحاوي في جنوب الموصل.