حضور الشيوخ مجالس العزاء في الشهداء الأبطال

تحولت مجالس عزاء شهداء قواتنا المسلحة، الذين شاركوا في عاصفة الحزم باليمن، إلى ساحات مضيئة بالعزة والنصر، عبّر المشاركون فيها عن مشاعر الفخر والولاء للوطن، ولقيادة الدولة التي حرصت على حضور هذه المجالس ومواساة جميع ذوي الشهداء في مختلف مناطق الدولة.

 وأظهرت المجالس قوة التلاحم والوحدة وعمق العلاقة الإنسانية والاجتماعية التي تربط بين القيادة والشعب، وكذا التفاف جميع المواطنين وراء قيادتهم، وأن الجميع على قلب رجل واحد، ضد أعداء الوطن، وسط أجواء من الحماس والاستعداد لتقديم مزيد من الأبناء فداء للوطن الغالي.

ولم تدخر القيادة جهدًا أو وقتًا في تأدية صلاة الجنازة على جثامين شهداء الوطن أو حضور جميع مجالس عزاء جنودنا الشهداء وتقديم المواساة لأسر شهداء الوطن الذين ضحوا بأرواحهم دفاعًا عن الحق والشرعية والعدالة في اليمن الشقيق، والتأكيد على دعمهم الكامل لهم، والوعد بالثأر من الأعداء.

وحرصت القيادة على تبادل الأحاديث الودية مع ذوي الشهداء، والتعبير عن فخرهم، واعتزازه بالتضحيات العظيمة التي سطرها أبناء الوطن في ميدان العز والشرف، وبما جسدوه من تفانٍ وإخلاص وبطولة لرفع راية الوطن خفاقة، وفي سبيل أن ينعم الأشقاء في اليمن بالأمن والاستقرار.

وبعد إعلان استشهاد عدد من جنودنا البواسل المشاركين في عملية"إعادة الأمل" في اليمن، بقيادة المملكة العربية السعودية، بدأ نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، والشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، زياراتهما لمجالس العزاء المقامة على مستوى الدولة.

ولم يتوقف سعيهما لزيارة أسر جميع الشهداء على مدار أسبوعين من استشهادهم في حادثة مأرب، في الرابع من سبتمبر الماضي، إذ إنهما كانا يزوران أسر الشهداء، على مدار اليوم طيلة أيام الأسبوع، لرفع روحهم المعنوية وإظهار روح التلاحم الحقيقية بين الشعب والقيادة.
 
وبدأت زيارات الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم لأسر ذوي الشهداء ومجالس العزاء في السادس من أيلول/سبتمبر الماضي، بعد مضي يومين من استشهاد 45 جنديًا من جنودنا البواسل، وإعلان الحداد لمدة ثلاثة أيام على مستوى الدولة، وتنكيس الأعلام، إذ إنه بدأ بزيارة أسر 16 شهيدًا في مختلف أنحاء الدولة في جولات صباحية ومسائية، وفي اليوم التالي زار مجالس وخيم عزاء 17 شهيدًا.
 
وزار مجلس عزاء الشهيدين سلطان عبيد سيف الكعبي، وعبدالله سعيد شيخان الكلباني، بمنطقة مصفوت في عجمان، ومن ثم في اليوم ذاته زار خيمة عزاء الشهيدين حامد محمد عباس البلوشي، ومحمد إسماعيل محمد يوسف في مدينة كلباء التابعة للشارقة، ومن ثم زار سموه خيمة عزاء الشهداء: جاسم سعيد عبدالله السعدي، ووليد أحمد الظنحاني، وخليفة عبدالله الصريدي، ومحمد الصريدي، وخليفة اليماحي، وراشد اليماحي، في الفجيرة.
فيما بدأ ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، زيارات مجالس أسر الشهداء في السادس من سبتمبر الماضي، أي بعد مضي يومين من استشهاد جنودنا البواسل، وإعلان الحداد لمدة ثلاثة أيام على مستوى الدولة، وتنكيس الأعلام، إذ إنه زار مجالس عزاء سبعة شهداء خلال اليوم الأول في العين وعجمان، وفي اليوم التالي زار مجالس عزاء 11 شهيدًا في الشارقة والفجيرة.

واستكمل الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، زيارة منازل الشهداء في مناطق في عجمان والشارقة والفجيرة ورأس الخيمة والفجيرة، في فترات صباحية ومسائية، خلال أسبوع منذ استشهاد جنودنا، وتوالت الزيارات على مدى الأسابيع التالية لأسر الجنود الذين استشهدوا متأثرين بجراحهم، وقال سموه، خلال لقاء ذوي الشهداء، إن"ذكرى هؤلاء الشهداء الأبطال ستظل خالدة في عقول وقلوب قيادة وشعب الإمارات، وفي سجل شرف قواتنا المسلحة الباسلة"، مؤكدًا أنهم"جسدوا معاني الجندية النبيلة".

وأضاف خلال زياراته أن شهداء الإمارات"هم مبعث فخر واعتزاز لقيادتهم وشعبهم وذويهم الذين ضحوا بفلذات أكبادهم من أجل إعلاء راية الوطن الغالي، ومن أجل رفع راية الاستقرار والسلام في ربوع دول المنطقة وأمن شعوبها".
 وأبان الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم:"نحن نستمد إيماننا بدولتنا وثقتنا بشعبنا من إيماننا بالله، عزو جل، وإيماننا بالعدالة والسلام والتعايش السلمي بين مختلف الناس، بصرف النظر عن انتماءاتهم الدينية والطائفية والعرقية والثقافية، وهم متساوون في الحقوق والواجبات". وأشار سموّه خلال زياراته لمجالس العزاء، في سبتمبر الماضي، إلى أن"هؤلاء الأبطال وعيالهم هم عيالنا كما هم عيالكم، وما يؤلمكم يؤلمنا، وما يفرحكم يفرحنا، نحن في هذا الوطن أسرة واحدة، لا فرق بين حاكم ومحكوم، ولا بين كبير وصغير، ولا بين غني وفقير، نعيش كجسد واحد إذا اشتكى منه عضو تألم له باقي الجسد".

 وأضاف "نحن وإياكم نعتز أيما اعتزاز بتضحيات شباب الوطن وعطاءاتهم وإنجازاتهم في كل حقل وميدان، فهم أسود في السلم والحرب، أسود في العمل والعلم والتقدم في شتى المجالات التي تبني وطنًا شامخًا فخورًا بإنجازاته الحضارية والإنسانية، المجد والخلود لشهدائنا الأبطال، عاشت دولتنا حرة منيعة، والعزة والشموخ لشعبنا".

وذكر الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، في عزائه لأسر الشهداء البواسل:"إننا نرفع هاماتنا عاليًا بمواقف شعبنا المشرفة وبتضحيات شهدائنا الغالية، وبعطاء أبناء الوطن في كل الميادين"، مؤكدًا أن"الروح الوطنية لشعب الإمارات الوفي هي امتداد لما تحلى به الآباء والأجداد من شيم الإباء والفداء عندما نذروا أنفسهم لحماية الأرض والعرض، والتمسك بالهوية، والانتماء لهذه الأرض، والذود عن حياضها لتبقى عزيزة شامخة".

وأضاف:"صور التلاحم والتعاضد والتآزر التي أبداها أسر الشهداء وذووهم، من أمهات وآباء وأشقاء وأبناء، وما عبر عنه شعب الإمارات بأسره في هذا الظرف، تكسبنا طمأنينة، وتزيدنا ثقة بحاضر هذا الوطن ومستقبله الزاهر"، مضيفًا أنها سمة أصيلة من سمات مجتمع الإمارات.