المعارضة السورية تلوح بالانسحاب من مفاوضات جنيف

يعقد المنسق العام لـ "الهيئة العليا للمفاوضات" السورية المعارضة رياض حجاب اليوم الاثنين، مؤتمراً صحافياً في جنيف، لإعلان حصيلة اللقاءات التي عقدتها الهيئة والاجواء التي تحيط بالمفاوضات غير المباشرة مع الوفد الحكومي عبر الموفد الدولي ستيفان دي ميستورا.

وكان حجاب ترأس أمس اجتماعاً لأعضاء الهيئة في جنيف، الذين التقوا أيضاً مجموعة من سفراء الدول الغربية والعربية الصديقة للشعب السوري، الذين نصحوا المعارضة بأن الاستمرار في المفاوضات أفضل من عدمه.وكان وفد المعارضة السورية لوح أمس بتعليق مشاركته في جولة المفاوضات المستمرة بصعوبة في جنيف، بعد وصول النقاش إلى "طريق شبه مسدود"، متهماً "وفد النظام بالتمسك بموقفه في موضوع الانتقال السياسي"، بحسب ما أكد أعضاء في وفد "الهيئة العليا للمفاوضات".

واعتبر عضو الوفد ان "المفاوضات وصلت إلى طريق شبه مسدود مع تعنت النظام على رفض نقاش مصير الأسد"، مضيفاً أن "الجولة الحالية مهددة بالفشل إذا لم تتدخل الدول الكبرى المعنية بالنزاع السوري وتحديداً واشنطن وروسيا لممارسة الضغوط".

وأوضح  نائب رئيس الائتلاف السوري المعارض عضو "الهيئة العليا" عبد الحكيم بشار، إن "كل الاحتمالات واردة، وقد نتوجه إلى تعليق المفاوضات إذا استمرت الأوضاع على هذا الشكل ولن يكون هناك آفاق لأي حل سياسي".وقال: إن "الهدف من تعليق المشاركة سيكون حض المجتمع الدولي على أن يفرض على النظام الاستجابة للبندين 12 و13 من القرار 2254 المتعلقين بإيصال المساعدات لا سيما إلى المناطق المحاصرة، وإطلاق المعتقلين تعسفاً ووقف الهجمات على المدنيين".

وكان كبير مفاوضي وفد المعارضة السورية في جنيف محمد علوش دعا في وقت سابق ، في تغريدة على موقع "تويتر" إلى قتال قوات النظام، على رغم وقف الأعمال القتالية الساري في مناطق عدة منذ 27 شباط/ فبراير الماضي.ولم يصدر أي موقف رسمي حول مواقف علوش، لكن عضواً في الوفد الاستشاري المرافق لوفد الهيئة قال إن موقف علوش يعبر عن "وجهة نظر شخصية".

ومن المقرر يلتقي دي ميستورا اليوم الاثنين وفدي الحكومة و "الهيئة" في جنيف ، على أمل الحصول على إجابات عن الأسئلة التي وجهها إليهما الجمعة، بالتزامن مع سعي مجموعتي مؤتمري موسكو والقاهرة إلى توحيد صفوفهما وتقديم ردود عن الأسئلة الـ 29 المتعلقة بالحكم الجديد بموجب القرار 2254، الذي نص على مفاوضات خلال ستة اشهر لتشكيل حكم يصوغ دستوراً جديداً تجرى الانتخابات بموجبه خلال 18 شهراً.

وكان رئيس الوفد الحكومي بشار الجعفري قدم ملاحظات على وثيقة المبادئ السياسية التي أعلنها دي ميستورا في نهاية الجولة التفاوضية في 24 الشهر الماضي، ثم قدم تصور دمشق للحل السياسي الذي يقوم على تشكيل حكومة موسعة بمشاركة آخرين، الأمر الذي قابله المبعوث الدولي بالسؤال عن المقصود بـ "الحكومة الموسعة" والمعارضين الذين يمكن أن يشاركوا في هذه الحكومة بموجب الدستور الحالي للعام 2012. ومن المقرر ان يكون الجعفري حصل على تفويض من دمشق لنقل موقف رسمي اليوم، وسط أمل من دي ميستورا بالدخول في جوهر المفاوضات.