صورًا لاستهداف مواقع تابعة لـ"حزب العمال الكردستاني" المحظور

نشرت القوات المسلحة التركية صورًا لاستهداف مواقع تابعة لـ"حزب العمال الكردستاني" المحظور خلال موجة جديدة من الغارات شنتها طائرات سلاح الجو التركي في شمال العراق. ويأتي ذلك بعد الدعم الكامل من سفراء جميع الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي "ناتو"، البالغ عددهم 28 في الحرب التي تخوضها تركيا ضد الجماعات المسلحة على طول حدودها الجنوبية والدعوة إلي تقييم التهديد الذي يشكله المتمردين الأكراد وتنظيم "داعش". وأكد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس شتولتنبرج، أنَّ أمن الحلف لا يتجزأ.

وعلى الرغم من محتوى البيان الذي انتهى إليه اجتماع سفراء الدول الأعضاء في "ناتو" والتركيز على وحدة الحلف، إلا أنَّ أحد المسؤولين كشف عن أنَّ الأعضاء استغلوا الاجتماع المغلق بينهم لدعوة تركيا إلى عدم استخدام القوة المفرطة ومواصلة جهود السلام مع ممثلي الأقلية الكردية.

وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، صرح خلال مؤتمر صحافي في أنقرة قبل مغادرته لإجراء زيارة رسمية إلي الصين، بأنه من المستحيل مواصلة عملية السلام مع المسلحين الأكراد الذين يهددون الوحدة الوطنية، كما دعا البرلمان إلى ضرورة تجريد السياسيين ممن هم على صلة بهم ويتمتعون بحصانة من الملاحقة قضائية.

وارتفعت حدة الاضطرابات داخل تركيا في أعقاب سلسلة من الهجمات على ضباط الشرطة والجنود أشارت أصابع الاتهام إلى الجماعة الكردية في تنفيذها، وفي وقت سابق هز انفجار ضخم خط أنبوب رئيسي للغاز في تركيا، بدا وكأنه هجوم انتقامي من قبل المتمردين الأكراد قبل ساعات من مناقشة حلف شمال الأطلسي للحملة التي تقودها تركيا ضد الجماعات المسلحة.

وأوضح وزير الطاقة التركي تانر يلدز، أنَّ الانفجار نتج عنه وقف تدفق الغاز. وكان خط الأنابيب الذي ينقل حوالي 10 مليار متر مكعب من الغاز الإيراني إلي تركيا كل عام تعرض لهجوم من قبل المسلحين الأكراد خلال فترة التسعينيات وحتى فرض وقف إطلاق النار في العام  2013.

واعتقلت قوات الأمن التركية في موجة من المداهمات التي جرت خلال الأيام الأخيرة نحو 900 شخص من بينهم أعضاء يشتبه في انتمائهم إلى تنظيم "داعش"، ومتعاطفين مع المتشددين الأكراد فضلًا عن مقاتلين يساريين. واتفقت الولايات المتحدة وتركيا على العمل سويًا لدحر "داعش" في سورية عن طريق إنشاء منطقة آمنة على طول الشريط الحدودي وهو ما فسره البعض بأنه محاولة تحريضية في الاستيلاء على الأراضي، ولكن أردوغان أكد أنَّ من شأن ذلك تمهيد الطريق من أجل عودة 1,7 مليون لاجئ سوري يجري إيواؤهم حاليا في تركيا.

وفي واشنطن؛ شدد المتحدث باسم وزارة الخارجية جون كيربي، على أنَّ أي جهود عسكرية مشتركة مع تركيا لن تشمل فرض منطقة حظر للطيران تنفيذًا للطلبات التركية، وذلك خوفًا من إقحام الولايات المتحدة أكثر في الحرب الأهلية الدائرة في سورية.

وعلى الرغم من عدم وجود تفاصيل بشأن خطة إقامة المنطقة العازلة، أعلن رئيس الوزراء التركي أحمد داوود أوغلو، أنَّ أنقرة وواشنطن ليس لديهما نية لإرسال قوات برية إلى سورية ولكن هناك رغبة في وجود قوات معارضة معتدلة بالقرب من الحدود التركية تحل محل "داعش"، على أن يتم أيضًا تعزيز القوى المعتدلة مثل: "الجيش السوري الحر"، وإنشاء كيان يمكنهم من السيطرة على المناطق التي تحررت من "داعش" مع توفير غطاء جوي.

وحذر المقاتلون الأكراد المدعومون من الولايات المتحدة في سورية، الأكثر نجاحًا في مواجهة "داعش" بحيث يسيطرون على 910 كيلومترات (565 ميلًا) من الشريط الحدودي، أنقرة من مغبة التدخل العسكري في شمال سورية. ويسيطر تنظيم "داعش" على 60 ميلًا من تلك الحدود.