دبي - صوت الإمارات
أكدت دولة الإمارات أن التعاون بين المجتمع الدولي مسألة ضرورية لمعالجة التهديدات العالمية الأكثر إلحاحاً، مؤكدة على ضرورة منح الأولوية للتحديات المشتركة مثل تغير المناخ والإرهاب وانعدام الأمن الغذائي والمائي وانتشار أسلحة الدمار الشامل.وأوضحت المندوبة الدائمة للدولة لدى الأمم المتحدة السفيرة لانا نسيبة، أن الإمارات تؤمن بشدة بأن هذه المرحلة يجب أن تكون مدعاة لتجديد النظام الدولي في ظل حجم التحديات الدولية التي يواجهها العالم.
وقالت، في بيان خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي حول صون السلم والأمن الدوليين: "في الوقت الذي تتجلى فيه أهمية النظام الدولي التعاوني والشامل والمفتوح، من خلال حجم التحديات العالمية التي نواجهها، فعلينا أن ندرك أنه لا يمكننا التخلي عنه، بما في ذلك من خلال تحريفه أو الانصراف عنه، بل إن دولة الإمارات تؤمن بشدة بأنه يجب أن تكون هذه المرحلة مدعاة لتجديد النظام الدولي".
وشددت على أن التعاون مسألة ضرورية من أجل معالجة التهديدات العالمية الأكثر إلحاحاً، مضيفة أنه "ستظل جهودنا الجماعية مطلباً لحل كافة الأزمات المدرجة على جدول أعمال هذا المجلس".
النظام العالمي
وتابعت "مع تنامي اعتمادنا على بعضنا، فإن الأمل لا يزال معقوداً على نظامنا العالمي متعدد الأطراف الأول من نوعه، ولكنه لا يمكن أن يبقى حبيس الماضي، ويجب أن يتكيف مع عالم بات يضم عدداً أكبر من الدول، مع تزايد وتنوع الفاعلين المؤثرين فيه، وتغير ميزان القوى، وتنامي دور المؤسسات الإقليمية، وتفاقم خطر التوترات بين قوى كبرى".
وذكرت أن أحد أهم إنجازات النظام العالمي الشامل، هو توسع دائرة شركائه والأعضاء فيه، بما يتجاوز ما كانت عليه عند إنشائه، بما في ذلك انضمام 80 دولة حصلت على استقلالها في مرحلة إنهاء الاستعمار، وجهات فاعلة من القطاع الخاص والجهات الخيرية، وشبكات وطنية ودولية من الشباب والنساء والمجتمع المدني.
وقالت نسيبة إن "جني ثمار هذا التقدم والتطور، يتطلب مأسسة توسيع المسؤوليات"، منوّهة إلى أن النظام متعدد الأطراف عانى لفترة طويلة من الانقسام بين واضعي القواعد والمعايير والمطبقين لها، ومع ذلك، فإن توسعة دائرة التأثير في النظام، يمكن لها أن تخدم نجاحه، حيث أظهرت الدول التي قُيدت تاريخياً بتطبيق القواعد، قدرتها على لعب دور أكثر فاعلية في وضع ودعم جدول أعمال العمل متعدد الأطراف.
وأوضحت أنه حان الوقت لصياغة نظام أكثر شمولاً لوضع المعايير واتخاذ القرارات، يرحب بآراء الجميع في رسم مستقبلنا المشترك. مؤكدة أنه "في حال أردنا المضي في تنفيذ تلك المهمة، كما قال بعضنا، فيتوجب علينا العمل بشكل عملي وتدريجي، مع التركيز على النتائج الملموسة".
وأضافت "يجب علينا منح الأولوية للتحديات المشتركة التي تشغلنا جميعاً، والتي تتطلب تعاوننا وعملنا المشترك لإيجاد حلول ناجعة لها، من تغير المناخ والأوبئة وانعدام الأمن الغذائي والمائي، إلى الفقر وعدم المساواة بين الجنسين، وإمداد الطاقة والإرهاب وانتشار أسلحة الدمار الشامل".
وأكدت أن "الوصول إلى مبتغانا، يتطلب السعي الجاد نحو شراكات جديدة، خصوصاً مع تلك الأطراف التي لا نتفق معها على الدوام، فيجب ألا نضحي بالتوافق الضروري، بحثاً عن التوافق التام".
ولفتت إلى أن توسيع نطاق المسؤولية يعني التمكين الممنهج للمنظمات الإقليمية لحل القضايا الإقليمية، موضحة أن هذه المنظمات في الغالب مؤهلة لإيجاد حلول مستدامة، وذلك يعود لفهمها الدقيق لتلك القضايا واستعدادها لتقديم التنازلات.
القيادة الحازمة
وبحسب البيان، دعت الإمارات المجلس إلى توظيف الأدوات المتاحة أمامه، بشكل مبتكر، لدعم تلك المنظمات وتعزيز جهودها، ليس بالكلام النظري، وإنما بتقديم الدعم المالي اللازم لإحداث تغييرات حقيقية، مشددة على أن أكثر ما تتطلبه هذه المرحلة هو القيادة الحازمة.
وقالت إن "القضايا المطروحة على جدولنا ليست بالضرورة محكومة بمنطق الفوز والخسارة، وعلى المدى الطويل، فإن التعاون يُفضي إلى نتائج أفضل للجميع، لكن المصلحة الذاتية تولد المزيد من المصلحة الذاتية، وهو الأمر الذي يجب أن ينظم عملنا للحد من تأثيراتها السلبية".
وأضافت "نحن بحاجة إلى قيادة يمكنها تجاوز النهج الثنائي لبناء التحالفات، وربما تتضح الانقسامات الحالية من خلال اتباع نهج (نحن ضدهم)، لكن في ذلك خطر التعتيم على إلحاح التحديات طويلة الأمد".
وأكدت على منفعة الجميع في الحفاظ على النظام متعدد الأطراف ونجاحه، لكن المنفعة ليست متساوية، حيث بالنسبة للبعض فإن النظام يضمن بقاءهم، وأخص بالذكر أولئك الذين هم في وسط الخلافات الجيوستراتيجية، مضيفة أن "هذه الحقيقة تجلت بوضوح لدى أكثر أسلافنا نجاحاً في هذه المقاعد، حيث حاولوا إدارة خلافاتهم واختلافاتهم بشكل يحفظ قدرة الأمم المتحدة على الاستجابة لمن هم في أمس الحاجة لها".
واختتمت البيان بالإشارة إلى أن "العالم يتطلع إلينا لبعث تلك القيم من جديد، وتجديد النظام العالمي المفتوح والتعاوني والشامل".
قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ :
الأمم المتحدة والغرب يُدينون هجوم الحوثيين الإرهابي على الإمارات ويعتبرونه تهديداً للمنطقة