أحد المقاتلين الأجانب في سورية المدعو رشيد يكشف معاناته وظروف هروبه الى تركيا

يواجه تنظيم "داعش" هجومًا عنيفًا من قبل القوات العراقية المدعومة من القوات الأميركية في معركة الموصل، في ذات الوقت الذي يعاني فيه التنظيم من الانقسامات وفرار العديد من عناصره في ظل تخوفات من اختراق الاستخبارات الغربية وخاصة البريطانية لصفوفه.

وتساءلت صحيفة "الاندبندنت في تقرير لها: "كيف استطاع الجواسيس البريطانيون التسلل إلى قيادة التنظيم الإرهابي؟"، مشيرة إلى أن التنظيم يواجه مخاطر عدة بداية من القصف الجوي والهجوم البري، إضافة إلى خطر الجواسيس الأجانب في صفوف التنظيم". وأشار التقرير إلى ان شخصًا يدعى رشيد، وهو أحد المقاتلين الأجانب في سورية على مدى عامين، قال إنه اكتشف ما بداخل عقول التنظيم، ثم استطاع الفرار عبر الحدود إلى تركيا، مشيرًا إلى أن هناك فرارًا منهجيًا من صفوف التنظيم في الموصل منذ بدء الهجوم عليها.

وقد تم التواصل مع رشيد عبر وسيط في تركيا وأن رؤيته تكشف أن شعور الزهو الذي كان متواجدًا في نفوس المقاتلين عقب تقدم "داعش" السريع في سورية والعراق قبل عامين تلاشى، وتم استبداله بالهواجس والانقسامات ومحاولات الفرار التي يفشل بعضها ويكون مصيرهم الإعدام، مؤكدًا وجود حالة من الذعر وانتشار آلية العقاب لمن يوصفون بأنهم خونة. كما أن رشيد

الذي كان يقيم في مدينة "أورفة" التركية عند مقابلته كان متوجسًا من بقائه فيها لأن العديد من مقاتلي "داعش" يتخذونها مأوى لهم، مشيرًا إلى أن عددًا من المعتدلين تم اغتيالهم في تلك المدينة.

ولفت رشيد إلى أن من بين الناشطين المعتدلين الذين تم ذبحهم في صمت في الرقة المدعو إبراهيم عبد القادر والمدعو فارس حمدي. وبرر "داعش" قتلهما في فيديو قال فيها إنهما يتعاونان مع من يصفهم "بالصليبيين والاستخبارات البريطانية." وكان من أبرز أعضاء التنظيم الذين تم قتلهم بتهمة الجاسوسية أبو عبيدة المغربي، المسؤول الأمني عن جيمس فولي والرهائن

الغربيين في مدينة الرقة السورية، فيما تم أعدم 3 آخرين بتهمة العمل مع جهاز الاستخبارات البريطانية "إم 16". وتجري داعش تحقيقات واسعة بعد مقتل محمد إموازي الذي قتل البريطاني جيمس فولي ورهائن آخرين، في قصف جوي في شهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، للتعرف على السبب الذي ادى لاكتشاف مكانه واستهدافه من قبل الطائرات.

ويمكن أن يواجه رشيد عقوبة السجن لفترات زمنية طويلة إذا عاد إلى بريطانيا وتمت إدانته، لكن هناك دولة أوروبية واحدة يمكن أن تستقبله لأن لديها برنامجًا لتأهيل العائدين هي الدنمارك، كما أن المقاتلين الغربيين أصبحوا على قناعة بأن أجهزة الاستخبارات الغربية تتعقبهم بعدما قامت بزرع عناصرها في صفوف التنظيم، ويعرفون أيضًا أن بريطانيا تحتل مكان

الصدارة في اختراق صفوف "داعش". ولفت رشيد إلى أن بريطانيا ليست الدولة التي تقدم أكبر عدد من المتطوعين في صفوف التنظيم، وإنما هي الدولة التي تمتلك أكبر جواسيس داخل صفوف "داعش" الذي أعلن في فترة زمنية أنه يريد موظفين من كل التخصصات بصورة سهلت عملية اختراقه من قبل الاستخبارات.

وصرح أولوك أولتاس، أكاديمي تركي،انه من غيرالمتوقع ان يكون لبريطانيا دور الريادة في اختراق صفوف التنظيم وليس أميركا، وأن داعش علمت هذا الأمر وأصبح مصدر قلق كبير لها، مشيرًا إلى أن زيادة حجم داعش وتوسعاتها أدى إلى انخفاض معدلات الأمان لديها وسهل مهمة الجواسيس الأجانب داخل صفوفها.

وأشار تقرير الصحيفة الى قصة المغاربي الذي تم اتهامه بالخيانة، وأعلن التنظيم قتله لكنه لم يمت وظهر لآخرين في فترة لاحقة، مشيرة إلى أنه أبرز الشخصيات التي تم اتهامها بالخيانة في التنظيم. كما أن المعلومات التي تم الحصول عليها عن المغربي كان مصدرها "جهادي" بلجيكي يدعى جيجوان بونتيك، ، أوضح أنه كان ضمن صفوف التنظيم في حلب وأن جيمس فولي كان هناك قبل أن يتم نقله إلى الرقة ويصبح تحت قبضة محمد إموازي، مشيرة إلى أن بونتيك كان ضمن مجموعة تعرف بـ"الشريعة 4".

والجدير بالذكر أن قرابة 27 ألف "جهادي" انضموا للتنظيم منذ بدء الحرب الأهلية في سورية، كان بينهم 5 الى 7 آلاف من أوروبا وبين الأوروبيين كان يوجد 800 بريطاني، ولكن انخفضت أعدادهم في الآونة الأخيرة وخاصة في الفترة الحالية. ويرى البريطانيون أن البقاء في سورية حاليًا يعني تعرضهم للموت، إما عن طريق الهجمات الجوية إذا انطلق هجوم ضد مدينة الرقة أو عن طريق القتل على يد التنظيم بتهم الخيانة والتجسس.