دمشق - نور خوام
قُتِل 5 جنود أتراك في تفجير مقاتل من تنظيم "داعش" ينحدر من مدينة خان شيخون، لنفسه في عربة مفخخة، في منطقة السفلانية الواقعة في شمال شرق مدينة الباب في الريف الشمالي الشرقي، يرتفع إلى نحو 25 عدد جنود القوات التركية ممن قتلوا منذ أول هزيمة تلقتها هذه القوات على يد تنظيم "داعش" في الـ 21 من كانون الأول / ديسمبر من العام الماضي 2016، أثناء محاولتها التقدم من المحور الغربي لمدينة الباب، ومن ضمن المجموع العام للقتلى اثنان أعدمها تنظيم "داعش" حرقاً عبر ربطهما وهما واقفان ومن ثم إضرام النار بفتيل لحين وصلت النار لجسديهما واندلعت النيران بهما حتى تفحمت جثتهما.
وجاء هذا الارتفاع في أعداد القتلى من القوات التركية، مع تفجير التنظيم لمفخخة، الجمعة عقب القصف والغارات المكثفة والقصف الصاروخي والمدفعي من قبل القوات والطائرات التركية، التي ترافقت مع المحاولات المتكررة من القوات التركية التقدم من المحور الشمالي الشرقي لمدينة الباب، للوصول إلى هدفها في حصار مدينة الباب من جهات عدة، والضغط على التنظيم المسيطر على المدينة بغية طرده منها أو إجباره على الانسحاب من المدينة،
كما شهدت الفترة ذاتها منذ الهزيمة الأولى على يد تنظيم "داعش" من قبل الجنود الأتراك والفصائل العاملة ضمن عملية "درع الفرات"، مقتل عشرات المواطنين وإصابة عشرات آخرين بجراح، حيث وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان 180 قتيلاً مدنيًا، بينهم 36 طفلاً دون سن الـ 18، و17 مواطنة عدد المدنيين الذين قتلوا في القصف من قبل القوات التركية والطائرات الحربية التركية على مناطق في مدينة الباب ومحيطها وريفها، من ضمنهم 50 قتيلاً بينهم 8 أطفال ومواطنة في الضربات الصاروخية والمدفعية والجوية على مناطق في تادف وبزاعة ومناطق أخرى في ريف الباب، كذلك فقد قُتِل 18 شخصاً في قصف لطائرات حربية يعتقد أنها روسية على مناطق في بلدة تادف ومناطق أخرى في الريف الشمالي الشرقي حلب.
وقُتِل 50 شخصًا بينهم 10 من عناصر قوات الحكومة والمسلحين الموالين لها، و23 شخصًا على الأقل قضوا في قصف جوي وسقوط قذائف ورصاص قناصة وظروف أخرى، وارتفع إلى 22 بينهم 3 مقاتلين عدد الذين انضموا، الجمعة إلى قافلة قتلى الثورة السورية، ففي محافظة ريف دمشق قُتِل 11 مواطناً بينهم 3 مقاتلين من الفصائل الإسلامية قتلوا إثر إصابتهم خلال اشتباكات مع قوات الحكومة والمسلحين الموالين لها في الغوطة الشرقية ووادي بردى، و4 مواطنين هم طفلان شقيقان ومواطنتان فتلوا جراء قصفٍ لقوات الحكومة على مناطق في مدينة دوما، وشخصان اثنان قُتِلا إثر إصابتهما في انفجار عبوة ناسفة بسيارة أحد أعضاء لجان المصالحة في منطقة بيت سابر، وناشطان طبيان قُتِلا برصاص قناصة قوات الحكومة في منطقة وادي بردى,
وقضى 9 مواطنين بينهم طفل قُتِل إثر قصف للطائرات الحربية على مناطق في مدينة دير الزور، و6 مواطنين هم رجل و5 من أبنائه وبناته بينهم 4 إناث قُتِلوا جراء قصف لتنظيم "داعش" على مناطق سيطرة قوات الحكومة في مدينة دير الزور، وقُتِل رجل جراء إصابته بانفجار لغم زرعه تنظيم "داعش" في وقت سابق في منطقة الكنيعير، وفي محافظة حمص قُتِل ناشط إعلامي من مدينة حمص وهو مراسل قناة تلفزيونية إثر انفجار عبوة ناسفة بسيارة كان يستقلها ليل الجمعة في بلدة بيت جن في ريف دمشق الغربي
وعلم المرصد السوري لحقوق الإنسان أن رجلاً ومواطنة قُتِلا جراء ضربات جوية نفذتها طائرات لا يعلم هويتها، استهدفت منطقة دوار البلعوم في مدينة الميادين في الريف الشرقي لدير الزور، واغتال مسلحون مجهولون رجلين اثنين في منطقة كفير الزيت الواقعة بوادي بردى في الريف الشمالي الغربي لدمشق، حيث فجروا عبوة ناسفة بسيارته، ما أدى لمفارقته للحياة، ومقاتلان اثنان من الفصائل الإسلامية قُتِلا خلال اشتباكات مع تنظيم "داعش" في الريف الغربي لدرعا.
وقُتِل 5 جنود من القوات التركية في تفجير تنظيم "داعش" لعربة مفخخة في منطقة السفلانية في ريف الباب، و6 من عناصر تنظيم "داعش" قتلوا جراء إصابتهم في قصف واشتباكات مع قوات الحكومة في ريف حمص الشرقي، و10 من عناصر قوات الحكومة والمسلحين الموالين لها قتلوا في قصف واشتباكات مع الفصائل المقاتلة والإسلامية وتنظيم "داعش" في مناطق سورية عدة.
وشهدت منطقة وادي بردى، الواقعة في الريف الشمالي الغربي للعاصمة دمشق، هدوءًا عقب توصل ممثلين عن القوات الحكومية وممثلين عن الفصائل العسكرية العاملة في المنطقة إلى اتفاق على عدة بنود، عقب اجتماع بين الطرفين، ونص الاتفاق على أن يعفى المنشقون والمتخلفون عن الخدمة العسكرية لمدة ستة أشهر، وتسليم السلاح الثقيل والمتوسط والخفيف، وتسوية أوضاع المطلوبين لأي جهة أمنية كانت، وعدم وجود أي مسلح غريب في المنطقة من خارج قرى وادي بردى، ابتداءً من بسيمة إلى سوق وادي بردى، وبالنسبة للمسلحين من خارج المنطقة، يتم إرسالهم بسلاحهم الخفيف إلى إدلب، مع عائلاتهم، وبالنسبة لمقاتلي وادي بردى، فمن يرغب منهم في الخروج من المنطقة يمكن خروجه إلى إدلب، بسلاحه الخفيف، وعدم دخول الجيش إلى المنازل، ودخول الجيش إلى قرى وادي بردى، ووضع حواجز عند مدخل كل قرية، عبر الطريق الرئيسية الواصلة بين القرى العشرة، كما يمكن لأبناء قرى وادي بردى من المنشقين أو المتخلفين العودة إلى الخدمة في قراهم، بصفة دفاع وطني، ويعد هذا بمثابة التحاقهم بخدمة العلم أو الخدمة الاحتياطية.
ويشار إلى أن مسلحين مجهولين اغتالوا، قبل أيام، رئيس لجنة التفاوض في وادي بردى، بعد أقل من 24 ساعة على تكليفه من قبل الرئيس السوري، بشار الأسد، لإدارة شؤون المنطقة والإشراف على عملية إعادة ضخ المياه إلى العاصمة دمشق، وتنسيق الأمور مع كل الجهات المتواجدة في الوادي، وأن يجري تطبيق بنود الاتفاق، على أن يدخل عناصر من شرطة النظام بسلاحهم الفردي إلى منطقة نبع عين الفيجة، للإشراف على الأمور الأمنية، كما عدلت سلطات النظام أحد شروط الاتفاق، لإتاحة المجال لكل المقاتلين السوريين المتواجدين في وادي بردى، من داخل قراها وخارجها، والراغبين في "تسوية أوضاعهم"، لتنفيذ التسوية والبقاء في وادي بردى، في حين يحدد من لا يرغب في "التسوية" مكانًا للذهاب إليه، وتسمح له القوات الحكومية بالخروج إلى المنطقة المحددة، فيما يقوم أهالي الوادي من المنشقين والمطلوبين لخدمة التجنيد الإجباري بأداء خدمتهم في حراسة المباني الحكومية ومحطات ضخ المياه ونبع الفيجة، وسيتم لاحقًا البدء في إعادة تأهيل المناطق المتضررة نتيجة القصف الجوي والمدفعي والصاروخي، والعمليات العسكرية التي شهدتها قرى وبلدات وادي بردى، بين القوات الحكومية وحزب الله اللبناني والمسلحين الموالين لهما من جهة، والفصائل الإسلامية والمقاتلة وجبهة "فتح الشام" من جهة أخرى. وأكدت مصادر أن المقاتلين الغير سوريين غير مشمولين باتفاق تسوية الأوضاع والمصالحة، وسيتم إخراجهم من وادي بردى نحو مناطق خارجها.
ويسود التوتر، منذ الخميس، في مناطق عدة في ريف إدلب، بين حركة "أحرار الشام" الإسلامية وجبهة "فتح الشام"، بالتزامن مع الاشتباكات المستمرة بين الجانبين، في منطقة قميناس، في ريف إدلب الجنوبي الشرقي، في محاولة من "أحرار الشام" للسيطرة على المنطقة، بالتزامن مع إطلاق نار متقطع في جبل الزاوية في القطاع الجنوبي من ريف إدلب، حيث وردت معلومات عن سقوط خسائر بشرية في صفوف الجانبين، وجرت اشتباكات في قرى وبلدات في جبل الزاوية، من بينها كنصفرة وإبلين، اللتين سيطرت عليهما "فتح الشام"، بالإضافة إلى قرى بليون ومشون وأبديتا، التي استعادتها "أحرار الشام"، عقب اشتباكات بوتيرة عنيفة وهجوم مباغت من قبل "فتح الشام"، شهده جبل الزاوية، في القطاع الجنوبي من ريف إدلب، خلال الساعات التي تبعت الهدوء الذي ساد المنطقة، مساء الجمعة، ومحاولات التقارب التي جرت عبر وسطاء بين طرفي الاقتتال، الذي خلف خسائر بشرية في صفوفهما، إضافة إلى أسر "فتح الشام" مقاتلين من "أحرار الشام"، فيما تستمر العديد من الجهات لمحاولة وقف الاقتتال والوصول إلى حل بين الطرفين.
وساد التوتر ريف مدينة جسر الشغور، الواقعة في ريف إدلب الغربي، الخميس، على خلفية قيام عناصر من جبهة "فتح الشام" بتنفيذ هجوم مباغت على مقرات وحواجز لحركة "أحرار الشام"، في منطقة خربة الجوز الحدودية مع تركيا، ومنطقة الزعينية، حيث دارت اشتباكات بين الطرفين، أسفرت عن سيطرة "فتح الشام" على معبر خربة الجوز، كما أسرت جبهة "فتح الشام" مقاتلين لحركة "أحرار الشام"، في منطقة الزعينية.
وتأتي هذه الاشتباكات بعد سلسلة عمليات اغتيال من الجو، عبر طائرات التحالف وطائرات أخرى، طالت قيادات وعناصر من مجموعات مسلحة، في محافظة إدلب، وقتلت ما لا يقل عن 56 شخصًا، منذ الأول من كانون الثاني / يناير الجاري، وحتى الـ 17 من الشهر ذاته، حيث قُتل قيادي، من جنسية مغاربية، في الاستهداف الذي تم في 17 كانون الثاني، في منطقة عقربات، في ريف إدلب الشمالي، في حين قُتل شخص جراء استهداف دراجة نارية يستقلها، على طريق "قميناس – سرمين"، في ريف إدلب الشرقي، في 12 من الشهر ذاته، كما قُتل ثلاثة مقاتلين، في استهدافات، بعد منتصف ليل الأربعاء، على طريق "سلقين – كفرتخاريم"، فضلاً عن مقتل 16 على الأقل، بينهم قياديان، في الاستهدافات المتلاحقة التي تمت، السبت، في منطقة سراقب، في ريف إدلب الشرقي، ولا يعلم ما إذا كانوا جميعهم من جبهة "فتح الشام"، كما قثتل القيادي أبو الحسن تفتناز، وقيادي شرعي آخر من ذويه، في الاستهداف الذي تم في السادس من الشهر الجاري، في منطقة تفتناز، في ريف إدلب الشرقي من قبل طائرات بدون طيار.
وفي الرابع من الشهر الجاري، قُتل 25 عنصرًا آخرين، من ضمنهم سبعة قياديين على الأقل، في الضربات الجوية من طائرات التحالف والتي استهدفت أحد أكبر مقرات جبهة "فتح الشام" في سورية، والذي يشمل مركز احتجاز قربة، في منطقة سرمدا، في ريف إدلب الشمالي، قرب الحدود "السورية – التركية"، إضافة إلى مقتل ثمانية مقاتلين وقياديين، في الأول من كانون الثاني، جراء الضربات الجوية من التحالف الدولي، التي استهدفت سيارات كانوا يستقلونها على طريق "سرمدا – حزانو"، وطريق "سرمدا - باب الهوى"، في الريف الشمالي لإدلب، بينهم ثلاثة قياديين في الفصائل المقاتلة، العاملة على الأرض السورية، أحدهم أبو المعتصم الديري، من الجنسية السورية، وخطاب القحطاني، وهو من جنسية خليجية، وقاتل في أفغانستان واليمن وسورية، وأبو عمر التركستاني، أحد القياديين العشرة الأوائل في سورية، وأحد القادة الأربعة الأبرز في "الحزب الإسلامي التركستاني"، حيث تفحمت معظم الجثث حينها، باستثناء جثة الأخير، التي لم تتعرض لاحتراق.
ودارت اشتباكات بين قوات الدفاع الوطني، الموالية للنظام من جهة، وتنظيم "داعش" من جهة أخرى، بعد منتصف ليل الجمعة، في محور قرية عرى، في ريف السويداء الشمالي الشرقي، في ظل أنباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين.
واستمرت الاشتباكات العنيفة في محيط مطار "T4" العسكري، في ريف حمص الشرقي، إلى ما بعد منتصف ليل الجمعة، بين تنظيم "داعش" من جانب، والقوات الحكومية والمسلحين الموالين لها من جانب آخر، بالتزامن مع قصف مكثف من قبل الأخيرة، في محاولات مستمرة منها لتحقيق مزيد من التقدم في المنطقة، بعد تمكنه من استعادة السيطرة على مواقع كان يسيطر عليها التنظيم، عقب تنفيذه هجومًا، في الثامن من كانون الأول 2016، على منطقة تدمر والحقول النفطية والمواقع الأثرية والمنشآت القريبة منها، في الريف الشرقي لحمص، بعد وصول تعزيزات إليه، قادمة من العراق، ومؤلفة من نحو 300 عنصر وقيادي ميداني، والتي أرسلتها قيادة تنظيم "داعش" بعد اجتماع ضم قائد "جيش الشام"، مع أبي بكر البغدادي، زعيم تنظيم "داعش"، ووزير الحرب في التنظيم، واللذان أكدا لقائد "جيش الشام" أن التعزيزات ستكون مستمرة ومتلاحقة من الآن وصاعدًا، بعد شرح الأخير الأوضاع العسكرية السيئة لمقاتلي وعناصر التنظيم على الجبهات التي تقاتل فيها كل من "درع الفرات" وقوات "سورية الديمقراطية"، والقوات الحكومية والمسلحين الموالين لها. وسيطر التنظيم خلال هجومه هذا على مدينة تدمر، والمدينة الأثرية، ومطار تدمر العسكري، وقلعة تدمر الأثرية، وقصر الحير الأثري، وحقل المهر، وحقل وشركة جحار، وقصر الحلابات، وجبل هيال، وصوامع الحبوب، وحقل جزل، ومستودعات تدمر، ومزارع طراف الرمل، وقريتي الشريفة والبيضة الشرقية، ومواقع أخرى في محيط مدينة تدمر وباديتها.
وبعد توقف تقدمها أيامًا عند أطراف منطقة السويدية صغيرة، الواقعة على بعد نحو ثلاثة كيلومترات شمال غربي سد الفرات الاستراتيجي، في الريف الشمالي للطبقة، في ريف الرقة الغربي، بدأت قوات "سورية الديمقراطية"، منذ مساء الجمعة، هجومًا عنيفًا على قرية السويدية كبيرة، الواقعة على بعد كيلومتر ونصف من سويدية صغيرة، في محاولة لتحقيق تقدم والسيطرة على القرية، بغية تأمين توجهها نحو سد الفرات، وتحصين هذا التقدم وتأمينه من جانبيه.
وهزت انفجارات عنيفة المنطقة، بالتزامن مع الاشتباكات العنيفة بين قوات "سورية الديمقراطية"، المدعمة بقوات خاصة أميركية من جهة، وتنظيم "داعش" من جهة أخرى، والتي لا تزال مستمرة في قرية السويدية كبيرة، وسط تقدم لمقاتلي القوات في أطراف القرية، بالتزامن مع انفجار ألغام زرعها تنظيم "داعش" في أطراف المدينة، وسط تحليق لطائرات التحالف الدولي في سماء المنطقة، واستهدافها مواقع التنظيم، ومناطق في القرية بشكل مكثف، في ظل معلومات مؤكدة عن خسائر بشرية في صفوف الجانبين.
ويشار إلى ما لا يقل عن 17 عنصرًا من تنظيم "داعش" قتلوا، الجمعة، في اشتباكات مع قوات "سورية الديمقراطية"، في محيط السويدية الصغيرة، حيث تمكنت القوات من سحب جثث أكثر من 10 منهم، في حين وردت معلومات مؤكدة عن أن عناصر من قوات "سورية الديمقراطية" قتلوا في القصف والاشتباكات ذاتها، وسط تكتم للأخيرة على خسائره البشرية، التي يجري تشييعها بشكل متلاحق في مدن وبلدات وقرى تسيطر عليها "سورية الديمقراطية"، التي لم تتمكن، منذ سيطرتها على قرية سويدية صغيرة، من تحقيق أي تقدم نحو سد الفرات، أو مناطق أخرى عند الضفاف الشمالية لنهر الفرات، في ريف الرقة الغربي.
ومنذ مطلع العام الجاري، قُتل أربعة مقاتلين من قوات "سورية الديمقراطية"، من جنسيات أجنبية، بينهم مقاتل كندي، وآخر بريطاني، وثالث أميركي، خلال الاشتباكات التي شهدتها محاور في ريف الرقة الشمالي بين قوات "سورية الديمقراطية" من جهة، وتنظيم "داعش" من جهة أخرى، ضمن عمليات "غضب الفرات".
وبدأت حملة "غضب الفرات" في السادس من تشرين الثاني / نوفمبر 2016، بمشاركة نحو 30 ألف مقاتل ومقاتلة من قوات "سورية الديمقراطية"، والتي تتضمن بشكل رئيسي عزل مدينة الرقة عن أريافها الشرقية والغربية والشمالية، تمهيدًا لبدء معركة السيطرة على المدينة، التي تعد معقل تنظيم "داعش" في سورية.
وتستمر الاشتباكات العنيفة بين القوات الحكومية وحزب الله اللبناني والمسلحين الموالين لهما من جهة، والفصائل الإسلامية والمقاتلة من جهة أخرى، في محور عين الفيجة، ومحاور أخرى في وادي بردى، إثر هجوم من قبل قوات النظام، في محاولة للسيطرة على المنطقة، قُتل خلاله مقاتل من الفصائل الإسلامية، فيما استهدف مقاتلو الفصائل عربة مدرعة للقوات الحكومية، ما أسفر عن إعطابها، بالتزامن مع قصف القوات الحكومية مناطق في عين الفيجة، وأماكن أخرى في الوادي.
وقصفت القوات الحكومية مناطق في أحياء العباسة وطريق السد، في مدينة درعا، ولم ترد معلومات عن إصابات. وتشهد المناطق الخارجة عن سيطرة القوات الحكومية في مدينة درعا قصفًا مستمرًا، أدى إلى أضرار مادية كبيرة في ممتلكات المواطنين، ومقتل وإصابة عدد من المواطنين، كما سقطت نحو 16 قذيفة، أطلقتها الفصائل على مناطق في أحياء مدينة درعا الخاضعة لسيطرة القوات الحكومية، ما أسفر عن سقوط جرحى، وأضرار مادية، وسط اشتباكات بين القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها من جهة، والفصائل الإسلامية والمقاتلة من جهة أخرى، في أطراف حي المنشية، في حين سمع دوي انفجارات في منطقة تلال فاطمة، الخاضعة لسيطرة القوات الحكومية، دون معلومات عن سبب وظروف الانفجار.
وتجددت الاشتباكات بين الفصائل الإسلامية والمقاتلة من جهة، وجيش "خالد بن الوليد"، المبايع لتنظيم "داعش" من جهة أخرى، في محيط سد سحم الجولان، وأطراف بلدة تسيل، لإي ريف درعا الغربي، في ظل أنباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين، بالتزامن مع قصف الفصائل الإسلامية والمقاتلة لتمركزات "جيش خالد بن الوليد" في منطقة حوض اليرموك.
ونفذت طائرات حربية غارة على مناطق في قرية سيالة، في جبل الحص، في ريف حلب الجنوبي، دون ورود معلومات عن خسائر بشرية.
وتتواصل الاشتباكات العنيفة بين القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها من جهة، وتنظيم "داعش" من جهة أخرى، في محور مطار "T4" العسكري، ومنطقة جب المر، ومرتفعات التياس، في ريف حمص الشرقي، ما أدى إلى تقدم القوات الحكومية وسيطرتها على منطقة جب المر، عقب تقدمها في تلال في منطقة التياس، في ظل معلومات مؤكدة عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين، وسط قصف مكثف من قبل القوات الحكومية على تمركزات للتنظيم في المنطقة، كما لقي مقاتلان من الفصائل حتفهما، صباح السبت، إثر انفجار لغم أرضي، زرعته القوات الحكومية، في وقت سابق، أثناء محاولتهما التقدم في اتجاه نقاط متقدمة في محور حوش حجو، في ريف حمص الشمالي، بينما تعرضت مناطق في مدينة تلبيسة وقرية السعن الأسود لقصف من قبل القوات الحكومية، دون أنباء عن وقوع إصابات.
وعُثر على جثمان شاب مجهول الهوية، مقتولاً ومرميًا على طريق "تل سكين- أصيلة"، في ريف مدينة مصياف، في ريف حماة الغربي، ولم ترد معلومات عن ظروف مقتله حتى الآن.
وعادت الاشتباكات لتتصدر التطورات اليومية في مدينة دير الزور، والتي تترافق مع دخول الاشتباكات يومها السابع على التوالي، منذ بدء الهجوم الأعنف منذ نحو عام على دير الزور. وتدور المعارك العنيفة، منذ صباح السبت، بين القوات الحكومية، المدعمة بالمسلحين الموالين لها من جهة، وتنظيم "داعش" من جهة أخرى، حيث تتركز الاشتباكات في حيي العمال والرصافة، ومنطقة البغيلية، في مدينة دير الزور وأطرافها، وفي منطقة المقابر، وأطراف "اللواء 137"، وغرب مطار دير الزور العسكري. وتزامنت هذه المعارك المتجددة مع طلعات جوية نفذتها طائرات تابعة للنظام، وأخرى روسية، مستهدفة، بضربات مكثفة، مناطق سيطرة التنظيم في المدينة ومحيطها، وسط قصف مدفعي وصاروخي من القوات الحكومية على المواقع ذاتها، فيما أرفق التنظيم هجومه المتجدد على مواقع القوات الحكومية، السبت، باستهدافه كتيبة الرادارات، قرب المطار العسكري، بالتزامن مع استهدافه مناطق سيطرة القوات الحكومية في حي هرابش، دون ورود معلومات عن خسائر بشرية.
وجدير بالذكر أن قوات النظام تستميت في محاولاتها، مع المسلحين الموالين لها، لاستعادة السيطرة على المواقع التي خسرتها في المدينة، والجبل المطل على دير الزور، والمنطقة التي سيطر عليها تنظيم "داعش"، حيث تمكن من شطر المدينة إلى نصفين، وحصار القوات الحكومية في مطار دير الزور العسكري، وحصار أحياء مدينة دير الزور وذلك ضمن الهجوم الذي بدأ في 14 كانون الثاني الجاري، والذي يعد أعنف هجوم للتنظيم منذ كانون الثاني 2016، حين هاجم التنظيم المدينة، وسيطر على أجزاء واسعة من منطقة البغيلية، شمال غربي دير الزور، وقتل وأعدم نحو 150 عنصرًا من القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها، ومن عوائل عناصر من قوات الدفاع الوطني والجيش الوطني، وأعضاء في "حزب البعث" من المدينة، بالإضافة إلى اختطاف أكثر من 400 شخص، آنذاك، من الحي، ومن شمال غرب دير الزور، من المدنيين وعوائل المسلحين الموالين للنظام.
واستكملت الهدنة سريانها لليوم الـ22 على التوالي، الجمعة، منذ بدء تطبيقها، وفقًا للاتفاق "الروسي – التركي"، في مناطق سورية، في 30 كانون الأول / ديسمبر 2016، وتم تسجيل مزيد من الخروقات في العديد من المناطق السورية، حيث كسرت القوات الحكومية وحزب الله اللبناني، للمرة الثانية، الهدوء الذي ساد في منطقة وادي بردى، بعد أن جرى التوصل إلى اتفاق بين سلطات النظام والقائمين على الوادي، حيث شهدت منطقة وادي بردى قصفًا جويًا من طائرات النظام، تزامن مع قصف مدفعي وصاروخي من قبل القوات الحكومية على منطقتي دير مقرن وعين الفيجة، وسط اشتباكات اندلعت مجددًا بين القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها وحزب الله اللبناني من جانب، والفصائل المقاتلة والإسلامية من جهة أخرى، ترافقت مع استهدافات متبادلة بين الجانبين، كما قُتل ما لا يقل عن أربعة مواطنين، وأصيب آخرون بجراح، إثر القصف من قبل القوات الحكومية على مناطق في مدينة دوما، هم طفلان شقيقان ومواطنتان، وعدد القتلى مرشح للارتفاع، لوجود جرحى في حالات خطرة، في حين أصيب أربعة أشخاص بجراح في مدينة مضايا المحاصرة، نتيجة قصف للقوات الحكومية على مناطق في المدينة، بالتزامن مع استهدافها مع حزب الله اللبناني لمناطق فيها برصاص القناصة.
ولقي ناشطان طبيان حتفها، وأصيب آخران برصاص قناصة القوات الحكومية، في منطقة وادي بردى، الجمعة، في حين أكدت مصادر موثوقة أن دوي الانفجارات الذي سمع في منطقة وادي بردى ناجم عن قصف جوي من قبل طائرات النظام، على مناطق في أطراف الوادي، وقصف للقوات الحكومية على منطقتي عين الفيجة ودير مقرن.
وسقطت قذيفة على منطقة قرب دوار السلام، في منطقة حلب الجديدة، في مدينة حلب، كما فتحت الفصائل الإسلامية نيران قناصتها على مناطق في أوتوستراد المهندسين، ومحيط مدرسة النفط، في حي الزهراء، كما نفذت طائرات حربية غارات عدة على مناطق في بلدتي حيان ومعارة الأرتيق، في ريف حلب الشمالي، ومناطق أخرى في بلدة باتبو بريف حلب الغربي، استهدفت محطة للمحروقات، ما أدى لسقوط جرحى، في حين ارتفع، إلى 43 على الأقل، عدد العناصر الذين قضوا إثر ضربات من طائرات مجهولة، لا يعلم حتى الآن إذا ما كانت روسية أم تابعة للتحالف الدولي، والتي استهدفت "الفوج 111"، أو ما يعرف بـ"معسكر الشيخ سلمان"، القريب من قرية الشيخ سلمان، في ريف دارة عزة، الواقعة في الريف الغربي لحلب، حيث يتواجد في المعسكر مقاتلو حركة "نور الدين الزنكي"، ومقاتلي جبهة "فتح الشام" (جبهة النصرة سابقًا)، ومن ضمن الذين قضوا ثلاثة من حركة "الزنكي"، أما البقية فهم من "فتح الشام"، ولا يزال عددهم مرشحًا للارتفاع، لوجود جرحى في حالات خطرة، كما دارت اشتباكات بين القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها من جهة، والفصائل الإسلامية والمقاتلة من جهة أخرى، في محور عين الحور، في ريف اللاذقية الشمالي، ترافق مع قصف القوات الحكومية مناطق في محور التفاحية.
وعلى صعيد متصل، قصفت الفصائل الإسلامية، بقذائف الهاون والصواريخ، مناطق في بلدتي الفوعة وكفريا اللتين يقطنهما مواطنون من الطائفة الشيعية، في ريف إدلب الشمالي الشرقي، ما أسفر عن إصابة فتى بجراح، بينما نفذت الطائرات الحربية غارتين على مناطق في تل النبي أيوب، قرب قرية جوزف في جبل الزاوية، في حين قصفت القوات الحكومية مناطق في بلدتي بداما والناجية، في ريف جسر الشغور، في ريف إدلب الغربي. واستهدفت الطائرات الحربية مناطق في بلدة طفس، في ريف درعا، ما أسفر عن أضرار مادية، فيما فتحت القوات الحكومية نيران رشاشاتها الثقيلة على مناطق في بلدة اليادودة، شمال غربي مدينة درعا.
وسمع دوي انفجار في وسط العاصمة، الجمعة، ناجم عن سقوط قذيفة على منطقة في حي المزرعة، الذي تتواجد فيه السفارة الروسية، ما أسفر عن إصابة طفل بجراح، في حين قصفت القوات الحكومية أماكن في منطقة السطحيات، في الريف الجنوبي الشرقي لحماة، وتعرضت مناطق في بلدة اللطامنة وقريتي الزكاة وحصرايا، في ريف حماة الشمالي، لقصف من قبل القوات الحكومية، فيما فتحت القوات الحكومية نيران رشاشاتها الثقيلة على أماكن في منطقة الحولة، في ريف حمص الشمالي. وأصيب مواطنان اثنان بجراح، إثر فتح القوات الحكومية نيران قناصتها على مناطق في حي الوعر، في حمص.
ولقي رجل حتفه، جراء إصابته بانفجار لغم، زرعه تنظيم "داعش" في وقت سابق، في منطقة الكنيعير، في الريف الغربي لعين عيسى، في الريف الشمالي الغربي لمدينة الرقة، في حين استمرت الاشتباكات في محيط منطقتي السويدية كبيرة والسويدية صغيرة، بين قوات "سورية الديمقراطية" وتنظيم "داعش"، في محاولة جديدة للأولى تحقيق تقدم على حساب التنظيم في المنطقة، وتأمين الاقتراب نحو سد الفرات الاستراتيجي، الواقع على نهر الفرات، في ريف الطبقة الشمالي، غرب الرقة، كما قصفت طائرات التحالف الدولي أماكن في منطقة شعيب الذكر، والجسر المار من المنطقة، في ريف مدينة الطبقة، في ظل معلومات عن تدميره، دون معلومات عن خسائر بشرية.
وقتل رجل ومواطنة، وأصيب ثمانية آخرين بجراح متفاوتة الخطورة، جراء ضربات جوية نفذتها طائرات لا يعلم هويتها، استهدفت منطقة دوار البلعوم، في مدينة الميادين، في الريف الشرقي لدير الزور، وعدد القتلى مرشح للارتفاع، لوجود جرحى في حالات خطرة، كما قُتل ثلاثة مواطنين، بينهم طفل، جراء قصف للطائرات الحربية على مناطق في مدينة دير الزور.
وقُتل ستة أشخاص، بينهم ثلاثة أطفال، جراء قصف لتنظيم "داعش" على مناطق سيطرة القوات الحكومية في مدينة دير الزور، ليرتفع عدد القتلى في مدينة دير الزور، منذ بدء التنظيم هجومه الأعنف، في 14 كانون الثاني، إلى 54 شخصًا، بينهم 14 طفلاً، و11 مواطنة، وهم 17 مواطنًا، بينهم ستة أطفال وأربع مواطنات، قتلوا في قصف للطائرات الحربية على حي العمال، ومناطق أخرى في المدينة، وخمسة بينهم طفلان ومواطنتان، قتلوا في قصف جوي على مدينة دير الزور، وسبعة مواطنين بينهم سيدة وطفلها، ومواطنتان، قتلوا جراء غارات للطائرات الحربية على مناطق في بلدة موحسن وبلدة البوليل، في ريف دير الزور الشرقي، إضافة إلى 25 شخصًا، بينهم مواطنتان وخمسة أطفال، قتلوا في قصف لتنظيم "داعش" على مناطق سيطرة القوات الحكومية في مدينة دير الزور، كما أصيب العشرات في هذه الغارات بجراح متفاوتة الخطورة، إضافة إلى أضرار مادية في ممتلكات المواطنين.
وسقطت قذيفة على منطقة قرب دوار السلام، في منطقة حلب الجديدة، دون معلومات عن تسببها في خسائر بشرية. وتم الإفراج عن عشرات السجناء، ممن كانوا معتقلين ومتواجدين في سجون منطقة عفرين، التي تسيطر عليها "وحدات حماية الشعب الكردي"، في ريف حلب الشمالي الغربي، حيث أفرجت الوحدات الكردية عن 74 سجينًا على الأقل، معظمهم من مقاتلي الفصائل العاملة ضمن عملية "درع الفرات"، وغالبيتهم ينحدرون من محافظة إدلب، بعد وساطة من "جيش الثوار"، الذي ينضوي، مع "وحدات حماية الشعب الكردي"، تحت راية قوات "سورية الديمقراطية".
وأصدرت قيادة "جيش الثوار" بيانًا، قالت فيه: "قمنا في جيش الثوار بوساطة لدى الأخوة في وحدات حماية الشعب، وقوات الأسايش، في مقاطعة عفرين، استجابة لنداء أهالينا في باقي المحافظات، وخاصة محافظة إدلب، والمناشدة التي أطلقتها الهيئة السياسية في محافظة إدلب، كبادرة حسن نية، وتم الإفراج عن 74 سجينًا، كدفعة أولى، معظمهم عسكريون تابعون لدرع الفرات، وفصائل عسكرية أخرى، وفي هذا السياق، نناشد جميع الفصائل العاملة على أرض سورية أن يبادروا في هذا العمل الإنساني، بإطلاق سراح جميع القابعين في ظلمات سجونهم".
ويُشار إلى معارك عنيفة جرت، في الأشهر الماضية، بين قوات "سورية الديمقراطية" من جهة، والفصائل المقاتلة والإسلامية العاملة ضمن عملية "درع الفرات"، والمدعومة من قبل القوات التركية وطائراتها، من جهة أخرى، بعد أن دخلت الأخيرة، في 24 آب / أغسطس 2016، في المعارك، عند بدء عملية "درع الفرات"، المؤلفة من الفصائل المقاتلة والإسلامية، المدعومة من قبلها، وسيطرت خلالها على مدينة جرابلس، ومساحات واسعة من ريفي حلب الشمالي والشمالي الشرقي، عقبها دخول دفعة جديدة من القوات والآليات والدبابات التركية، من خلال مناطق سيطرة الفصائل، في الريف الشمالي لحلب.