دمشق - صوت الإمارات
أكدت الفصائل المسيطرة على بلدة "الزارة" التي تقطنها غالبية علوية في ريف حماه، مقتل إمرأتين من أصل 6 على أنهما "هدف مشروع" حسبما وصفهن المسلحون الذين قتلوهن، مبدية استياءها من "تصرف المقاتلين"، فيما خرجت مظاهرات في اعزاز تطالب قوات "سورية الديمقراطية" مجدداً بتسليم جثامين عشرات المقاتلين، بالتزامن مع قصف يستهدف مناطق في مدينة حلب وقذائف تستهدف حي صلاح الدين وتخلف جرحى.
فقد خرج عشرات المواطنين في مدينة اعزاز في ريف حلب الشمالي، في مظاهرة، طالبوا فيها قوات "سوريا الديمقراطية" بتسليم جثامين عشرات المقاتلين ممن قضوا في معارك سابقة في منطقتي عين دقنة والبيلونة في أواخر شهر نيسان/ابريل الفائت، وذلك تنفيذا لعرض سابق قدمته الوحدات الكردية ويقضي بعملية التبادل على مرحلتين، حيث تشمل المرحلة الأولى إثبات حسن النوايا من طرف القوات الكردية ومن طرف الفصائل، بوقف إطلاق النار وإفساح المجال لمنظمة إنسانية بالدخول وسحب جثث مقاتلين قضوا في معارك عين دقنة والبيلونة بريف حلب الشمالي، والتي لا يزال عدد منها ملقاة في العراء لدخولها في منطقة تقاطع النيران، والتي لم يتم سحبها حتى الآن بسبب عدم وقف إطلاق النار من الجانبين.
وبعد وقف إطلاق النار بين الجانبين فإن المرحلة الثانية تتضمن فتح ملف تبادل جثامين المقاتلين والأسرى بين الجانبين، على أن يتم تسليم الجثث التي تم سحبها من أرض المعركة مقابل أسرى لدى الفصائل. وهناك ما لا يقل عن 53 من مقاتلي الفصائل الإسلامية والمقاتلة قضوا خلال هجوم نفذوه يوم الـ 27 من شهر نيسان / أبريل الفائت، على منطقتي البيلونة وعين دقنة بريف حلب الشمالي، حيث حاول الفصائل خلال هجومها استعادة السيطرة على المنطقتين اللتين سيطرت عليها قبل أسابيع، قوات "سوريا الديمقراطية" في الريف الشمالي لحلب، ووردت حينها إلى المرصد السوري لحقوق الإنسان نسخة من شريط مصور تظهر نحو 50 جثة موضوعة على حاملة دبابات لقوات "سوريا الديمقراطية"، وجرى التجوال بالجثث في شوارع مدينة عفرين وسط تجمهر مئات المواطنين، كما قضى خلال الاشتباكات هذه 11 مقاتلاً من قوات سوريا الديمقراطية وأصيب آخرون بجراح.
وفي محافظة حلب، تعرضت مناطق في حي صلاح الدين في مدينة حلب لقصف من قوات النظام، بالتزامن مع سقوط قذائف على مناطق سيطرة قوات النظام في الحي، والتي أسفرت عن دمار أجزاء في مبنيين، وسقوط عدد من الجرحى، ولم ترد إلى معلومات عن شهداء، كما سقط صاروخ يعتقد أنه من نوع أرض أرض، أطلقته قوات النظام على منطقة في حي المشهد بالمدينة، دون معلومات عن خسائر بشرية،
أما في محافظة الحسكة، فقد سمع دوي انفجار مجدداً في مدينة القامشلي الحدودية مع تركيا، ناجمة عن سقوط قذيفة أطلقتها القوات التركية على منطقة في حي خانكة بالمدينة، ما أحدث أضراراً مادية، وكان قذيفة قد سقطت قبل ساعات على أطراف المدينة، ولم تتسبب في خسائر بشرية، كذلك استهدف تنظيم "الدولة الإسلامية" بعدة قذائف تمركزات لقوات "سوريا الديمقراطية" في نقطة الجلان بالقرب من مدينة الشدادي بريف الحسكة الجنوبي، ولم ترد معلومات عن الإصابات.
وفي محافظة دمشق، يشهد مخيم اليرموك جنوب العاصمة دمشق، تجدداً للاشتباكات بين عناصر تنظيم "الدولة الإسلامية" من جانب، ومقاتلي جبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) من جانب آخر، بالتزامن مع قصف واستهدافات متبادلة بين الجانبين، دون معلومات إلى الآن عن الخسائر البشرية في صفوفهما، كما استهدفت فصائل إسلامية بالرشاشات، مناطق سيطرة القوات النظامية في حي جوبر في أطراف العاصمة، عقبها فتح القوات النظامية لنيران رشاشاتها على مناطق سيطرة الفصائل في الحي ذاته.
وفي محافظة ريف دمشق، خرجت مظاهرات في مدينتي عربين وسقبا في الغوطة الشرقية، ضمت عشرات المواطنين، الذي أكدوا مجدداً على "مبادئ الثورة" وطالبوا بـ "إنهاء الاقتتال بين الفصائل العسكرية في الغوطة الشرقية".
أما في محافظة حمص، فقد استهدف تنظيم "الدولة الإسلامية" بعدة قذائف تمركزات لقوات النظام والمسلحين الموالين لها في أطراف منطقة جزل النفطية ببادية حمص الشرقية، ولم ترد معلومات إلى الآن عن الخسائر البشرية جراء الاستهداف، في حين استمرت الاشتباكات في عدة محاور بريف حمص الشرقي وبالقرب من منطقة مطار التيفور العسكري بين الطرفين، بالتزامن مع تنفيذ الطائرات الحربية لضربات جوية استهدفت حقل شاعر للغاز ومنطقة جزل.
وفي محافظة دير الزور، تدور اشتباكات بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من طرف، وتنظيم "الدولة الإسلامية" من طرف آخر، في محيط حي الصناعة بمدينة دير الزور، بالتزامن مع استهداف الطائرات الحربية لمواقع التنظيم ومناطق أخرى في حي الصناعة، ولم ترد معلومات إلى الآن عن الخسائر البشرية في صفوف الطرفين، فيما سمع دوي انفجار بأطراف حي الطحطوح بمدينة دير الزور، يعتقد أنه ناجم عن تفجير التنظيم بعربة مفخخة في الحي.
أما في محافظة حماة، فتدور اشتباكات بين جبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) وحركة أحرار الشام الإسلامية وأجناد حمص وعدة فصائل إسلامية ومقاتلة أخرى من جانب، وقوات النظام والمسلحين الموالين لها من جانب آخر في محيط قرية الزارة الواقعة في أقصى ريف حماة الجنوبي على الحدود الإدارية مع ريف حمص الشمالي، وترافقت الاشتباكات مع تنفيذ الطائرات الحربية مزيداً من الضربات التي استهدفت مناطق في القرية التي سيطرت عليها الفصائل يوم أمس.
وفي محافظة إدلب، انفجرت قذيفة في الأراضي المحيطة بمدينة معرة النعمان، ومعلومات أولية عن استشهاد طفل جراء انفجار القذيفة التي لم تكن قد انفجرت في وقت سابق.
وفي محافظة السويداء، دارت اشتباكات بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من طرف، وتنظيم "الدولة الإسلامية" من طرف آخر، في ريف السويداء الشمالي الشرقي، والذي يتواجد به التنظيم ويسيطر على قرى ومناطق فيه، وأسفرت الاشتباكات عن قتلى وجرحى في صفوف الطرفين، ومعلومات عن تمكن قوات النظام من أسر عناصر من التنظيم.
وردت إلى المرصد السوري لحقوق الإنسان نسخة من بيان أصدرته غرفة عمليات ريف حمص الشمالي، والذي تحدثت فيه عن الصورة التي انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي، وتظهر فيها امرأتان مقتولتين، ومقاتلان من الفصائل يقفان على مقربة من الجثتين، وعزا البيان سبب قتلهما إلى أنهما "هدف مشروع" لأنهما كانتا مسلحتين وقتلتا أحد المقاتلين في الفصائل بإطلاق النار عليه، كما أكدت غرفة العمليات استياءها من نشر الصورة واستنكارها لتصرف المقاتلين في الصورة مع جثتي الامرأتين، مؤكدة على أنه سيتم "محاسبة الفاعلين والعمل على منع تكرارها"، داعية لـ "عدم مقارنة هذه الحادثة المنعزلة بجرائم النظام الممنهجة"
ويشار إلى أن المرصد السوري لحقوق الإنسان كان قد وثق 19 مواطناً بينهم 6 مواطنات قضوا بإطلاق رصاص إثر اقتحام حركة أحرار الشام الإسلامية وجبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) وكتائب أهل السنة وفيلق حمص وأجناد حمص يوم أمس لقرية الزارة التي يقطنها مواطنون من الطائفة العلوية بريف حماه الجنوبي، وأكدت هذه المصادر أن المدنيين هم من عوائل المسلحين الموالين للنظام، وأن العملية لم تتم كإعدام ميداني في الساحات وإنما خلال اقتحام منازل القرية، في حين أن بيان غرفة عمليات ريف حمص الشمالي تحدث عن سيدتين فقط دون التطرق إلى المواطنات الأربعة الأخريات اللواتي قضين في اليوم ذاته خلال سيطرتهم على قرية الزارة.
وجاء في بيان غرفة عمليات ريف حمص الشمالي، أن وسائل التواصل الاجتماعي تناقلت صورة لمقاتلين يفترض أنهما من الفصائل المحلية بعد تحرير بلدة الزارة من ميليشيات النظام بجانب جثتين لامرأتين، وبعد التحقيق تبين أن الامرأتين كانتا مسلحتين وأطلقتا النار على المقاتلين مما أدى إلى استشهاد أحدهم أثناء تحرير بلدة الزارة، ووفق قواعد وأخلاقيات الحرب في الإسلام، يعتبر الرد على النيران المعادية بغض النظر عن مصدرها حقاً مشروعاً مما جعل الامرأتين المسلحتين هدفاً مشروعا".
وأضافت غرفة العمليات في بيانها قائلة: " لا بد من التنويه إلى أن معظم المدنيين في منطقة الزارة كانوا مسلحين، وجاءت عملية تحرير منطقة الزارة بعد أن أقدمت ميليشيات الشبيحة فيها على قصف منطقة الحولة، وإمطارها بنيران كثيفة أدى لمقتل عدد من المدنيين الأبرياء، بالتزامن مع هجوم لقطعان الشبيحة على المناطق المحررة في محاولة لفصل الحولة عن الريف الشمالي لمحاصرة المدنيين فيها".
وختم البيان قائلاً: "سياستنا معروفة في تحييد النساء والأطفال والشيوخ أثناء العمل العسكري، إلا أن تعامل المقاتلين مع جثث العدو حسب ما تنقله الصورة المرفقة أم ترفضه قيم ديننا الحنيف، وأخلاق مجتمعنا ومبادئ ثورتنا، وإن غرفة عمليات ريف حمص الشمالي تستنكر هذا الفعل الذي نقلته الصورة المذكورة، وتؤكد على أنه سيتم محاسبة الفاعلين والعمل على منع تكرارها، بعد استكمال التحقيق وفهم ملابسات الحادثة، ونؤكد أن هذه الحادثة المنعزلة لا يمكن مقارنتها بجرائم النظام الممنهجة، منذ انطلاق الثورة السورية المباركة، كما أن المجازر الطائفية التي ارتكبها النظام بحث شعبنا بشكل عام وأهلنا في محافظة حمص بشكل خاص واعتدائه على الحرمات والأعراض ولد ردود فعل فردية لا تمثل الحالة العامة بل هي استثناء ويتم بشكل عاجل العمل على منع حدوثها أو تكرارها".