طرابلس ـ فاطمة السعداوي
أعلنت قيادة الجيش الوطني الليبي، في بيان مفاجئ مساء الثلاثاء، أن قوات الجيش بدأت تحركًا لتحرير درنة التي تعد معقلًا لجماعات إرهابية ومتشددة في شرق البلاد. ونقل البيان عن المشير خليفة حفتر، قائد الجيش، قوله «للأسف طالت المدة لتحرير مدينة درنة، لأننا كنا نعتقد أن هناك حلًا سلميًا يخفف علينا نزيف الدم، الذي يسقط منا أو من بعض المحسوبين على المجرمين المتحصنين بمدينة درنة"، مضيفًا «أعطينا مساحة كبيرة جدًا للاستغفار والتوبة لهم. نحن نتبع أسلوبًا معينًا لمحاربتهم، لأننا نعرف العدو. المواطنون يطالبون بتحرير درنة، ونحن سنتحرك لتحريرها".
في غضون ذلك، عرضت بريطانيا على حكومة الوفاق الوطني الليبية، التي يترأسها فائز السراج، تقديم خبرات تقنية ودعم عملي للمساعدة في تطويق الهجرة غير الشرعية التي باتت معها البلاد مركزًا للمهاجرين الأفارقة الذين يرغبون بالتوجه إلى أوروبا، وقال أليستر بيرت، وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، الذي زار العاصمة الليبية طرابلس، والتقى أيضًا غسان سلامة، رئيس بعثة الأمم المتحدة «لقد ناقشنا كيفية مساعدة ودعم هؤلاء الذين يعملون في هذا المجال الصعب وإتاحة الفرصة أمامهم للاستفادة من الخبرة التقنية والدعم العملي المقدم من المملكة المتحدة»، مشيًرا إلى الجهود المبذولة لمراقبة «كل الطرقات التي يسلكها المهاجرون من الصحراء الأفريقية» حتى ليبيا، موضحًا "ما يجب إيقافه هو تهريب البشر وهجرة الأشخاص الذين يتم استغلالهم، وهو ما يؤمن كميات كبيرة من الأموال للعصابات الإجرامية".ونقلت وزارة الخارجية البريطانية في بيان أصدرته عن بيرت قوله، إن المملكة المتحدة شريك وصديق قوي لليبيا، عادًّا أن من مصلحة بريطانيا أن تساعد الليبيين على كسر الجمود السياسي وبناء مؤسسات دولة قوية، «لأن ذلك هو السبيل الوحيد لمساعدة ليبيا في استعادة السيطرة على حدودها وفي هزيمة الإرهاب بشكل نهائي».
من جهته، كشف مكتب السراج أن بيرت جدد دعم بلاده لحكومة الوفاق وما تقوم به من جهود من أجل تحقيق المصالحة الوطنية الشاملة ورفع المعاناة عن كاهل المواطن، معبرًا عن ثقته بقدرة الشعب الليبي على تجاوز الأوضاع السيئة التي تمر بها البلاد، وقدرته على إجراء الاستحقاقات الدستورية والانتخابية بكل شفافية ونزاهة للعبور بالبلاد إلى بر الأمان.
ورفض المسؤول البريطاني التعليق على سؤال يتعلق بطلب لندن التحقيق مع هاشم العبيدي شقيق سليمان العبيدي العضو بتنظيم داعش المتطرف ومنفذ الهجوم الدموي الذي شهدته مدينة مانشستر البريطانية العام الماضي، ما أدى إلى مقتل أكثر من 20 شخصًا، وقال للصحافيين «هناك قيود حول هذا الملف ولا يمكن التحدث بشأنه حاليًا، وهو يترك للمسؤولين المعنيين بالحديث عنه. هناك تحقيق مهم وخطير بشأن هذه القضية».
من جهة أخرى، نفت حكومة السراج مشاركة قوات أجنبية في العملية العسكرية الجارية لملاحقة فلول تنظيم داعش، حيث قال المتحدث باسم الحكومة، محمد السلاك في مؤتمر صحافي، إن «هذه العملية تقوم بها قوة مكافحة الإرهاب بمساندة من سلاح الجو الليبي، ولا وجود لأي قوات دولية في هذه العملية».