عدن ـ عبدالغني يحيى
أعلن التحالف العربي في اليمن مساء الخميس عن اعتراض وتدمير صاروخ باليستي على بعد 65 كلم من مكة المكرمة أطلقته الميلشيات الحوثية من محافظة صعدة، شمالي اليمن. وقالت قيادة التحالف في بيان بثته وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس) الليلة الماضية، إنها "اعترضت صاروخًا باليستيًا أطلقته المليشيات الحوثية مساء الخميس من محافظة صعده باتجاه منطقة مكة المكرمة غربي المملكة العربيةالسعودية".
وأضافت: لقد "تمكنت وسائل الدفاع الجوي من اعتراضه وتدميره على بعد 65 كلم من مكة المكرمة من دون أي أضرار ولله الحمد، وقد استهدفت قوات التحالف الجوية موقع الإطلاق".
وأثارت الحادثة ردود فعل غاضبة في المملكة العربية السعودية ودول عربية وإسلامية أخرى، استنكارا لاستهداف الحوثيين لأقدس مكان عند كل مسلمي الأرض والذي يتوجهون نحوه كقبلة للصلاة.
وقتل العشرات من الحوثيين وحلفائهم، في معارك عنيفة شهدتها منطقة نهم شرق صنعاء، بعد ساعات على تقديم الأمم المتحدة خطة للسلام. وذكرت القوات الموالية للحكومة، التي يقودها الرئيس عبد ربه منصور هادي، أنها تقدمت تحت غطاء من طيران التحالف وسيطرت على عدد من المرتفعات، وقتلت عشرين من المسلحين الحوثيين. بيد أن هؤلاء أكدوا تصديهم لهجوم القوات الحكومية، وقالوا إنهم قتلوا العشرات من المهاجمين.
وصرح قياديون في القوات الحكومية بأن معارك عنيفة دارت بين الجانبين في عدد من مناطق مديرية نهم، انتهت بسيطرة هذه القوات المعروفة باسم الجيش الوطني والمقاومة على جبل النفاحة وجبل جرف اليلع وجبل ريمان، قائلين إن المسلحين الحوثين وأنصار صالح فروا من تلك المواقع. وأوضح هؤلاء أن طيران التحالف نفذ أكثر من 20 غارة استهدفت مواقع استراتيجية وتعزيزات عسكرية للحوثيين غرب المديرية. وبررت هذه القوات هجومها بأنه يهدف إلى تأمين مواقعها المتقدمة في المديرية، وأبرزها: جبل المنارة، ومنطقة بران، والحول، التي تدور فيها أعنف المعارك منذ أشهر.
وحسب ما أورده الجانب الحكومي، فإن قواته دمرت دبابتين ومدرعة وأربعة مدافع وخمسة رشاشات ثقيلة وعددا من السيارات. وقال إن عشرات الجثث لمقاتلين حوثيين ما زالت مرمية في تلك المواقع.
بدورهم، تحدث الحوثيون عن انتصارات أحرزوها في مختلف الجبهات؛ مؤكدين قتل وجرح عدد من القوات الحكومية إثر استهداف تجمع لهم بصاروخ موجه في حي الجحملية في مدينة تعز، وأنهم صدوا زحفا لوحدات أخرى من هذه القوات باتجاه منطقة الشبكة في هيجة العبد بمديرية التربة التابعة لمحافظة تعز، واستهدفوا تجمعات أخرى في قرية الحريقة جنوب مديرية ذباب بالقصف المدفعي.
ووفقا لما ذكره مصدر في الجماعة، فإنهم قصفوا بالمدفعية مواقع القوات الحكومية في منطقة الخنجر في مديرية "خب والشعف" بمحافظة الجوف؛ ما أدى إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى، وإن مدفعيتهم استهدفت تجمعات الجنود السعوديين وآلياتهم في موقعي المخروق والهمر في قطاع نجران، كما أنهم أطلقوا عدة صواريخ كاتيوشا على موقع رقابة الفواز وقيادة رجلاء وتجمع لآليات شرق منطقة سقام.
وكشفت مصادر أمنية أن قياديًا ميدانيًا في جماعة "الحوثي" الانقلابية قتل متأثرا بإصابته التي أصيب بها قبل أيام في قيفة رداع بمحافظة البيضاء وسط اليمن. وأفادت المصادر أن القيادي الحوثي القتيل يدعى "ابو محمد الحمزي" مشرف الحوثيين في محافظات البيضاء وأبين والضالع وشبوة أصيب خلال زيارته التفقدية لمسلحي المليشيات في منطقة عبل الشواهرة بمديرية ولدربيع التابعة لقيفة برداع.
وكان فريق "الحوثي وصالح" سرب تفاصيل الخطة الأممية التي سلمها المبعوث الدولي اسماعيل ولد الشيخ أحمد لهم الأسبوع الماضي في صنعاء لحل الأزمة، والتي استبقتها الحكومة اليمنية برفض أي حلول لا تستند للمبادرة الخليجية وقرارات الأمم المتحدة.
واشتملت الرؤية التي تسربت أجزاء منها تحت مسمى "خارطة طريق" على شقين سياسي وعسكري ومن أبرز بنودها:
*توافق أطراف الأزمة على نائب رئيس تنقل صلاحيات الرئيس هادي إليه بعد شهر من توقيع الاتفاقية، مع تقديم نائب الرئيس الحالي استقالته فور التوقيع على الاتفاقية.
*التوافق على رئيس حكومة يتم تعيينه من قبل نائب الرئيس و تعلن الأمم المتحدة عن تشكيل حكومة خلال 30 يوماً إذا أوفى كل طرف بتنفيذ التزاماته.
*تقضي الخارطة أيضاً بأن يتم اتخاذ التدابير السياسية بعد تنفيذ مجموعة الإجراءت الأمنية والعسكرية المتعلقة بانسحاب ميليشيات الحوثي وصالح من صنعاء والحديدة وتعز.
*تتولى الإشراف على هذه الانسحابات لجنة عسكرية يتم تعيين أعضائها بقرار من الرئيس هادي بعد التوافق عليهم.
*كما تقضي الاتفاقية أن تسلم الأسلحة الثقيلة والمتوسطة إلى اللجنة العسكرية والتي بدورها تتولى الإشراف على الترتيبات الأمنية الخاصة بالعاصمة صنعاء وتعيين قادة الوحدات التي تتولى متابعة ذلك.
*بالاضافة إلى تسليم الصواريخ الاستراتيجية والتكتيكية ومنصات إطلاقها إلى طرف ثالث لم تحدده الوثيقة، على أن تنسحب الميليشيات من الحدود السعودية إلى عمق 30 كيلومتراً داخل الأراضي اليمنية.
وسط ذلك، وصل إلى القاهرة، الخميس، محافظ صنعاء عبد القوي أحمد شُريفعلى رأس وفد آتيًا من الرياض في زيارة لمصر تستغرق عدة أيام يبحث خلالها دعم التعاون وآخر التطورات على الساحة اليمنية.
وقالت مصادر مطلعة شاركت في استقبال شريف في صالة كبار الزوار، إن محافظ صنعاء سيلتقى خلال زيارته لمصر بعدد من كبار المسؤولين والشخصيات لبحث دعم علاقات التعاون بين مصر واليمن وبحث آخر التطورات على الساحة اليمنية وسبل التوصل إلى حل للأزمة اليمنية، بما يحقق وحدة الأراضي اليمنية واستقرارها وإنهاء معاناة الشعب اليمنى.