الكريملن يحاول تخفيف التوتر مع اليابان قبل زيارة بوتين

تسعى روسيا إلى التخفيف من أحدث حلقات دبلوماسيتها الصاروخية، من خلال التصريحات التي أدلي بها المتحدث الرسمي باسم الكرملين، والذي أعرب عن أمله في ألا يكون تمركز الصواريخ المضادة للسفن في الجزر المتنازع عليها قبالة الساحل الياباني، سببًا في توتر العلاقات بين البلدين، قبل الزيارة المرتقبة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى طوكيو.

ويضع الرئيس الروسي على جدول أعماله، خلال زيارته المقررة إلى العاصمة اليابانية في منتصف كانون الأول/ديسمبر المقبل، مسألة المفاوضات بشأن جزر الكوريل، وهي سلسلة من الجزر البركانية التي تمتد بين شبه جزيرتي كامتشاتكا الروسية وهوكايدو في شمال اليابان.

واحتل الاتحاد السوفيتي أربع جزر واقعة في أقصى جنوب سلسلة الكوريل، والمعروفة باسم الأراضي الشمالية في اليابان، وذلك في نهاية الحرب العالمية الثانية، وهو النزاع الذي لم ينته حتى الأن، ولم توقّع أي اتفاقية سلام بين البلدين، لوقف الأعمال العدائية بعد الحرب، وتصّر الحكومة اليابانية على المطالبة بهذه الجزر. وهناك حالة من الاختلاف بين البلدين بشأن إمكانية التوصل إلى حلول وسط بين البلدين في الأشهر الأخيرة، وسط توقعات بانفراجه محتملة خلال الزيارة التي سيقوم بها بوتين في الشهر المقبل.

وكانت التقارير التي نشرت في الأشهر الأخيرة، بشأن نشر أنظمة صواريخ باستيون وبال المضادة للسفن، داخل الجزر محل النزاع، السبب الرئيسي في التوترات التي شهدتها العلاقات بين البلدين في الأشهر الماضية، وذكرت وسائل الإعلام الروسية أن أنظمة الصواريخ التي تم نقلها إلى الجزر تعمل الأن. وأكد وزير الخارجية الياباني فوميو كيشيدا، أن الحكومة تحتاج إلى وقت للنظر في الرد المناسب على الخطوة الروسية.

وكشف المتحدث باسم بوتين ديمتري بيسكوف، أن روسيا لها الحق السيادي في تحديد موقع الصواريخ هناك، لكنه قال إنه لا ينبغي أن تفسد تلك المسألة العلاقات بين البلدين، قبيل زيارة بوتين المرتقبة. وأضاف، في تصريحات صحافية، أن تلك القضية لا ينبغي أن تحمل أي تأثيرًا على الاتجاه نحو التقارب بين البلدين، موضحًا أن الاتجاه السائد الأن يقوم في الأساس على تحقيق التعاون الاقتصادي، وإجراء المناقشات حول الوصول إلى اتفاق سلام بين البلدين.

ويعتزم رئيس الوزراء الياباني، شينزو آبي، لاستضافة بوتين في مدينته ناجاتو خلال الزيارة المقررة في منتصف كانون الأول/ديسمبر المقبل، وكان أكد أن هناك محاولة لإقناع الرأي العام المتشكك بأن هناك ضرورة ملحة إلى تبني نهج جديد أكثر توافقية تجاه قضية الجزر. وفي حين أن الجانب الروسي أكد مرارًا أنه لن يتفاوض على السيادة على الجزر، وقال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويجو في وقت سابق من هذا العام، أن روسيا تدرس بناء قاعدة عسكرية في الجزر. وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اجتمع برئيس الوزراء الياباني شينزو آبي مؤخرًا خلال قمة منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ في بيرو، وبعد ذلك قال بوتين إن الزعيمين على استعداد "للمضي قدمًا في تطوير العلاقات الثنائية".

وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، كانت هناك حالة من التلاسن بين الحكومة الروسية وقيادات حلف شمال الأطلسي "ناتو"، وذلك بعد التقارير التي دارت بشأن قيام روسيا بنشر أنظمة صاروخية دفاعية في كالينينغراد، والتي تقع بيد دولتين من أعضاء الناتو وهما بولندا وليتوانيا.

وأعلن الرئيس الروسي أن بلاده تتجه إلى دراسة اتخاذ إجراءات وقائية ضد البنية التحتية، للدفاع الصاروخي الأميركي في أوروبا، وذلك إذا ما شعرت موسكو أن تلك المنشأت تمثل تهديدًا لأمنها. وأكد بيسكوف أن روسيا تقوم بكل ما يلزم لضمان أمنها في مواجهة التوسع لحلف شمال الأطلسي نحو حدودها. والتحالف هو في حقيقة الأمر كتلة العدوانية. لذا يتعين على روسيا أن تفعل كل ما بوسعها، وفي هذه الحالة لها الحق السيادي في اتخاذ التدابير اللازمة عبر أراضيها كلها".