ستة أشخاص مقربين من هيلاري كلينتون يخضعون للتحقيق بمسألة البريد الإلكتروني

الدائرة المغلقة المحيطة بالمرشحة الديمقراطية للرئاسة الأميركية هيلاري كلينتون، أصبحت محل اهتمام التحقيقات التي يجريها حاليًا مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي "أف بي أي"، بحسب ما ذكرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، التي كشفت أن المقربين من المرشحة الرئاسية ارتبطوا بها منذ زمن طويل، وأن علاقتها ببعضهم تعود إلى الحقبة التي تواجدت فيها داخل البيت الأبيض باعتبارها السيدة الأولى، موضحة أن خمسة تحقيقات على الأقل سوف يتم إجراؤها بخصوصهم في الأيام المقبلة.
وينصب اهتمام التحقيقات المنتظرة على عدد من أقوى العناصر المؤثرة في السياسة الأميركية، من بينهم حاكم إحدى الولايات الأميركية، وهو الأمر الذي يؤكد صعوبة التحدي الذي تواجهه كلينتون للتخلص من وصمة الفضيحة التي سوف تلاحقها حتى إذا ما دخلت إلى البيت الأبيض.
خمسة تحقيقات منفصلة على الأقل، سوف يجريها مكتب التحقيقات الفيدرالية ، وستشمل تلك التحقيقات أهم عناصر الدائرة المقربة من المرشحة الديمقراطية، وكذلك بعض أقاربها، فيما يعرف باسم "عالم كلينتون". وستركز التحقيقات الخمسة على قضايا بعينها، من بينها أنتوني وينر، زوج هوما عابدين، والذي قام بإرسال رسائل ذات محتوى جنسي الى فتاة في الخامسة عشرة من عمرها، وكيفية تعامل كلينتون وفريق العمل الخاص بها مع المواد ذات الطبيعة السرية المتواجدة على بريدها الإلكتروني الشخصي، وكذلك مؤسسة كلينتون والدور الذي قامت به في استغلال النفوذ، بالإضافة إلى قيام حاكم فيرجينيا، وشقيق مسؤول الحملة الانتخابية لكلينتون بكسر القوانين المنظمة لعمليات الحصول على تبرعات.
من جانبه، لم يدلِ مكتب التحقيقات الأميركي بأية تعليقات حول التحقيقات المذكورة، ولكن هناك توقعات تدور حول المزيد من القضايا ربما سوف تتم إثارتها في الأيام المقبلة.
أولًا هوما عابدين حافظة الأسرار وشاهدة الزور:
تشغل عابدين حاليًا منصب نائب رئيس حملة السيدة كلينتون الانتخابية، إلا أن تاريخها مع السياسية الأميركية يمتد إلى أكثر من 21 عامًا، عندما كانت عابدين في التاسعة عشرة من عمرها، حيث بدأت معها كمتدربة، وتدرجت حتى أصبحت مديرة مكتب كلينتون وأحد كبار مستشاريها.
تمثل حاليا أمام التحقيقات التي يجريها مكتب التحقيقات الأميركي، والذي يقوم بفحص جهاز الكمبيوتر المحمول الذي تمت مصادرته أثناء التحقيقات التي دارت حول المحتوى الجنسي الذي قام زوجها أنتوني وينر بإرساله إلى فتاة لم تتجاوز الخمسة عشر عامًا.
ويبدو أنها الحلقة الأحدث في سلسلة الحلقات الخاصة بمسلسل فضيحة البريد الإلكتروني الخاص بوزيرة الخارجية الأميركية السابقة، حيث يقوم الجهاز الأمني الأميركي بالتحقيق فيما إذا كانت السيدة كلينتون وكبار مساعديها قاموا بالفعل بكسر القوانين الصارمة في التعامل مع المعلومات السرية أم لا.
القضية على ما يبدو كانت على وشك الإغلاق، عندما أعلن مدير جهاز "إف بي أي" جيمس كومي أن السيدة الأولى السابقة لن تتم مقاضاتها، موضحا أنه لن تكون هناك محاكمات أخرى.
إلا أن الإعلان الأخير، والذي كان بمثابة قنبلة مدوية، ربما ساهم بصورة كبيرة في قلب الأمور رأسًا على عقب الكشف عن رسائل إلكترونية جديدة سوف تضع السيدة عابدين تحت المنظار خلال التحقيقات الجديدة.
وبالرغم من القرار السابق بعدم المحاكمة على خلفية هذه القضية، إلا أن ذلك القرار قد تم اتخاذه بناء على الأدلة التي كانت متواجدة في ذلك الوقت، وبالتالي فإن ظهور أدلة جديد تثبت خرق القوانين في ما يخص التعامل مع المعلومات السرية، سوف يكون من شأنه ملاحقة كافة المتورطين، وعلى رأسهم عابدين.
على الجانب الأخر يبقى الدور المتشعب الذي قامت به السيدة المقربة من كلينتون، والتي تبلغ من العمر 40 عامًا، سواء داخل وزارة الخارجية الأميركية، أو في مؤسسة كلينتون الخيرية، أحد التحديات التي ربما تواجهها في ظل الشبهات التي تحوم حول الدور الذي لعبته المؤسسة في السنوات الماضية.
تقول صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية أن التحقيقات الجارية التي يقوم بها مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي، يبحث ما إذا كانت المؤسسة تورطت في ارتكاب جرائم مالية أو استغلال نفوذ أم لا، وهو الأمر الذي ربما لا تبتعد عنه عابدين، خاصة وأن رسائل البريد الالكتروني التي كشفت مؤخرا أثبتت أدوارًا متداخلة إبان وجود كلينتون في منصب وزير الخارجية.
ومن بين الرسائل التي تلقتها عابدين، حينما كانت تعمل داخل أروقة وزارة الخارجية الأميركية، كانت هناك رسائل من دوغ باند، والذي يعد الذراع اليمنى للرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون، حيث طلب منها المساعدة من أجل "التواصل مع الأصدقاء المقربين أو أصدقائهم."
ثانيا تيري مكوليف: التدفقات النقدية الموجهة لكلينتون من الصين
يشغل حاليًا منصب حاكم ولاية فيرجينيا، وهو أحد أعضاء الحزب الديمقراطي في الولايات المتحدة، حيث قام بجمع تبرعات كبيرة لصالح مؤسسة كلينتون، كما أنه شغل من قبل منصب رئيس حملة هيلاري كلينتون الانتخابية، إبان الانتخابات الرئاسية في عام 2008، والتي فشلت في الفوز بثقة الديمقراطيين الذي اتجهوا لتفضيل المرشح الديمقراطي الاخر آنذاك باراك أوباما.
عمل عضوًا في مجلس إدارة مؤسسة كلينتون خلال عام 2004، وهو الأمر الذي يستدعي وضعه في نطاق التحقيقات التي سوف يجريها مكتب التحقيقات الفيدرالية، وذلك لمعرفة ما إذا كان الرجل كان يستخدم كواجهة لاستغلال النفوذ أم لا. إلا أن الأمر ربما يتجاوز ذلك بكثير، حيث أن التحقيقات سوف تشمل كذلك تأثير العلاقة التي جمعت بينه وبين المؤسسة ودورها في الحملة الانتخابية التي وضعته في منصب حاكم ولاية فيرجينيا الأميركية.
وتقول صحيفة "واشنطن بوست" أن حوالي 120 من المانحين، الذين يقدمون تبرعات كبيرة للمؤسسة، قاموا بدعم حملته الانتخابية بمبلغ يتجاوز 13.8 مليون دولار.
مؤسسة "إف بي أي" سوف تجري تحقيقا أخر بشأن العلاقة التي تجمع مكوليف بأحد رجال الأعمال الصينيين، ويدعى وانغ وينيليانغ، حيث أنه حصل منه على مبلغ يصل إلى حوالي 120 مليون دولار، وهو حيث يهدف التحقيق إلى التأكد ما إذا كان هذا التبرع يمثل خرقا للحظر المفروض على الحكومات الأجنبية في التأثير على الانتخابات الأميركية ونتائجها، خاصة وأن الملياردير الصيني عضو في برلمان الصين  دولة الحزب الواحد، بالإضافة إلى كونه من المانحين لمؤسسة كلينتون.
شيريل ميلز: إمرأة في وسط عالم كلينتون
تشغل منصب محامي عائلة كلينتون ومستشارتها القانونية، قدمت النصح لكلينتون الزوج، عندما تعرض للمساءلة حول مؤسسته، ثم كانت داعمة لزوجته هيلاري في أزمة البريد الإلكتروني، تعمل حاليا كمدير لمؤسسة كلينتون، كما شغلت كذلك منصب مدير مكتب وزيرة الخارجية إبان وجود هيلاري في المنصب.
وتعد ميلز أحد المقربين من عائلة كلينتون، حيث كانت على إطلاع واسع بمسألة استخدام البريد الإلكتروني الشخصي لهيلاري كلينتون، وقد سبق التحقيق معها في تلك القضية، في بداية إثارتها. استطاعت ميلز التوصل إلى اتفاق مع مكتب التحقيقات الفيدرالية الأميركي، تمكنت من خلاله الحصول على حصانة جزئية مقابل فتح جهازها الشخصي للمحققين أثناء التحقيق في قضية البريد الإلكتروني.
وقامت السيدة ميلز بتدمير نسخ احتياطية من رسائل البريد الإلكتروني الخاص بكلينتون بواسطة فنيين متخصصين، وهو الأمر الذي يمكن النظر إليه باعتباره تدميرًا غير قانوني لأدلة مؤثرة في قضية منظورة من قبل السلطات الأميركية.
إذا ما تمكن مكتب التحقيقات الأميركي من إيجاد رسائل جديدة تحمل مواد سرية بالمخالفة للقانون، كانت قد أخفتها المحامية الأميركية في السابق، فإنها سوف تواجه المحاكمة، حيث أن الصفقة السابقة لا يمكنها أن تقدم لها الحصانة مجددا. وتورط ميلز لا يقتصر بأي حال من الأحوال على عملها في مؤسسة كلينتون، ولكن أيضا داخل وزارة الخارجية الأميركية، وهو ما يعني اطلاعها على كثير من التفاصيل.
فيليب رينيه: سكرتير صحفي
شغل منصب سكرتير صحفي لهيلاري كلينتون منذ أن كانت سيناتورًا في مجلس الشيوخ الأميركي، ثم تدرج معها في المناصب، حتى شغل نائب مساعد وزيرة الخارجية إبان توليها منصب وزيرة الخارجية الأميركية، ويعد أحد أهم موظفي الحملة الانتخابية للمرشحة الديمقراطية للرئاسة الأميركية. كان أحد المقربين للسيدة كلينتون، حيث لجأت إليه كثيرا في ما يخص المسائل الفنية المتعلقة بالكمبيوتر، بحسب ما ذكر مكتب التحقيقات الأميركي.
كان رينيه، بحسب المعلومات الواردة عنه، يستخدم البريد الالكتروني التابع لوزارة الخارجية الأميركية، بالإضافة إلى بريده الالكتروني الشخصي للقيام بالمهام الموكلة إليه إبان عمله في الوزارة خلال حقبة السيدة كلينتون.
كان رينيه أيضا قد لعب دورًا عميقا في الرد على الأسئلة التي كانت موجهة من قبل لجنة التحقيق المختصة والتي نظرت قضية مقتل السفير الأميركي في بنغازي في ليبيا، حول السيرفر المستخدم من قبل مسؤولي وزارة الخارجية الأميركية في الرد على الرسائل الالكترونية.
جون باديستا: عميد عالم كلينتون
وقد أظهرت التسريبات من رسائل البريد الإلكتروني الخاص بجون بوديستا، والتي كشفت عنها "ويكيليكس"، كيف انه كان لاعبًا رئيسيا في مؤسسة كلينتون. كان بوديستا قد كتب مذكرة، إبان وجود هيلاري كلينتون في وزارة الخارجية الأميركية، يوضح فيها التداخل بين الأنشطة التجارية وجمع التبرعات المرتبطة بالأعمال الخيرية التي تقوم بها مؤسسة كلينتون، وهي الرسالة التي أبرزها موقع التسريبات الشهير "ويكيليكس."
أنتوني وينر: مفجر القنبلة الأخيرة
كانت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية كشفت عن علاقة تجمع بين السياسي الأميركي، زوج هوما عابدين، وفتاة في الخامسة عشرة من عمرها، حيث أنه كان يقوم بإرسال رسائل وصور ذات محتوى جنسي.
تفجير القضية دفع جهاز التحقيقات الأميركي إلى مصادر الكمبيوتر الخاص بوينر، ليكتشفوا أنه يوجد عليه رسائل متعلقة بقضية البريد الإلكتروني الخاص بالسيدة كلينتون لتكون بمثابة قنبلة صادمة لحملة المرشحة الديمقراطية للرئاسة الأميركية خاصة وأنها تأتي في توقيت حرج للغاية.