سيطر مسلحو تنظيم "القاعدة" في اليمن، الجمعة، على مدينتي لودر وشقرة في محافظة أبين، بعد ساعات من انسحاب قوات الأمن والجيش التي كانت ترابط في المدينتين. وأكد المسؤول أن عناصر التنظيم المتطرف انتشروا في المدينتين واستحدثوا نقاط تفتيش، قبل أن يقدموا على تفجير مقرين أمنيين في لودر وشقرة، مستخدمين مادة "تي إن تي".

وشنت مقاتلات التحالف العربي غارتين، استهدفت نقاط استحدثها مسلحو القاعدة في لودر. وينشط تنظيم القاعدة في مدن وبلدات عدّة في محافظة أبين ومدن الجنوب، بالتزامن مع مواجهة القوات الحكومية لميليشيات الحوثي، وصالح وسط وشمال البلاد. وصعد تنظيم القاعدة من هجماته ضد قوات الأمن في مناطق عدّة في أبين في الأشهر القليلة الماضية، كان آخرها يوم الثالث من يناير/كانون الثاني الماضي.

وقتل يومها ثلاثة جنود وأصيب عشرة آخرين في كمين نصبته عناصر القاعدة لقوات الأمن، في مدينة شقرة الساحلية في أبين. وتتزامن هجمات القاعدة مع استمرار العمليات التي تقودها القوات الحكومية، بدعم من التحالف العربي، ضد ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية. وبدأ التحالف العربي في أواخر مارس/آذار 2015 دعم الشرعية في مواجهة الميليشيات الموالية لإيران، بعد احتلالها العاصمة صنعاء ومناطق أخرى في البلاد.

واستهدف القصف البحري الأميركي، من خليج عدن، معقلًا لتنظيم "القاعدة" في محافظة أبين، ويأتي ذلك بعد أربعة أيام من عملية أميركية ضد التنظيم في وسط اليمن. وقتل ستة من عناصر الشرطة اليمنية، في كمين نسب إلى تنظيم "القاعدة" في جنوب اليمن.

وأوضح مصدر أمني أن عبوة ناسفة انفجرت لدى مرور قافلة، تضم ثلاثين من قوات الأمن اليمنية، كانوا متجهين من لودر في محافظة أبين إلى عدن في الجنوب. وأضاف أن "تبادلًا للنار مع مقاتلي "القاعدة"، أعقب الانفجار، لافتًا إلى أن "ستة من رجالنا قتلوا وأصيب آخرون" في الكمين.

واستأنفت مقاتلات حربية تابعة للتحالف العربي، غاراتها على محافظة أبين، جنوب غرب اليمن، وذلك بعد ساعات من سيطرة عناصر تنظيم "القاعدة" على أجزاء منها. وأكد شهود عيان، أن الطيران شنّ ثلاث غارات على مديرية "لودر"، التي سيطر مسلحو القاعدة على بعض المناطق فيها، وذلك بعد توقف دام عدة أشهر، وتحديدًا منذ دحر القاعدة من مدن المحافظة في آب/ أغسطس 2016.

وذكرت المصادر أن انفجارات عنيفة دوّت عند المدخل الشرقي للمدينة، وهو المكان الذي تمركز فيه مسلحو "القاعدة"، مساء الخميس. وكان عناصر من القاعدة سيطروا، على المدخل الشرقي لمدينة "لودر"، عقب انسحاب قوات الحزام الأمني "التابعة للجيش" منها.
وأكد مصدر محلي أن عناصر القاعدة انتشرت في محيط نقطة الكهرباء، على المدخل الشرقي للمدينة، وأقامت فيها حواجز تفتيش. وصعّد تنظيم القاعدة من هجماته على مواقع الجيش اليمني في محافظة أبين، وبدأ السيطرة على حواجز عسكرية، بعد مرور نحو خمسة أشهر على انسحابه من بعض بلداتها، فيما قتل خمسة جنود، الخميس، جراء انفجار عبوة ناسفة زرعها التنظيم.

ونفذت كتائب الجيش اليمني المعروفة باسم "الحزام الأمني"، انسحابات وُصفت بـ"الغامضة" من بعض مدن أبين، عقب هجمات دامية تعرضت لها خلال الأسابيع الماضية من قبل مسلحي القاعدة، أسفرت عن مقتل وإصابة عشرات الجنود. ويخشى سكان محليون في المحافظة من عودة تنظيم القاعدة إلى السيطرة الكاملة على المدن، خصوصًا في ظل الانسحابات التي تنفذها قوات الجيش الموالي للرئيس عبدربه منصور هادي.