الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب

توعَّد الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب أمس، بطرد ثلاثة ملايين مهاجر غير شرعي فور تسلمه منصبه في 20 يناير/كانون الثاني المقبل، غداة تظاهر آلاف الأميركيين الذين نزلوا إلى الشوارع في مدن الولايات المتحدة احتجاجاً على انتخاب ترامب.
وأكد ترامب في مقتطفات نشرت قبل بث المقابلة كاملة في برنامج "60 دقيقة" على "سي بي إس"، أنه سينفذ وعده بطرد ملايين المهاجرين غير الشرعيين من البلاد بعد تسلمه منصبه، مضيفاً أن عددهم قد يصل إلى 3 ملايين. وقال: "ما سنفعله هو أننا سنطرد المجرمين والذين يملكون سجلاً إجرامياً وأفراد العصابات وتجار المخدرات وهم كثر، مليونان على الأرجح أو حتى ثلاثة ملايين، سنطردهم من البلاد أو سنودعهم السجن".
وأضاف ترامب أن الجدار الذي يعتزم بناءه على الحدود قد لا يبنى بكامله بالحجارة، وقد يشمل أجزاء تقتصر على سياج. وقال ترامب في مقابلته التلفزيونية المطولة الأولى منذ انتخابه ربما يشمل بعض التسييج، موضحاً أنه في بعض المناطق من الأنسب بناء جدار، أنا بارع في هذا العمل الذي يسمى البناء.
من جهته، أعلن الرئيس السابق لبلدية نيويورك رودي جولياني، وهو أبرز مستشاري ترامب، أنه لن يكون بإمكان أولاد ترامب المشاركة في الحكومة الجديدة، واقترح عليهم الاهتمام بإمبراطورية والدهم الاقتصادية. وقال في مقابلة مع شبكة "سي إن إن" أمس، إن أبناء ترامب البالغين وهم إيفانكا وتيفاني وإريك ودونالد جونيور لن يكون بإمكانهم العمل في الحكومة؛ لأن القاعدة المتبعة هي تجنب المحاباة.
وترجِّح معلومات صحفية إمكانية تسلم جولياني وزارة العدل في الحكومة الجديدة. ويعمل ثلاثة من أبناء ترامب حالياً، وهم إيفانكا وإريك ودونالد جونيور، في إطار الفريق الانتقالي الذي يعد لتشكيل الإدارة الجديدة للرئيس الجمهوري.

واقترح جولياني على أبناء ترامب تسلم إدارة أعمال والدهم، بدلاً من أن يتم تشكيل مجموعة لإدارة هذه الأعمال لا يكون لترامب الحق في التدخل بما تقوم به، كما تقضي الأعراف. ودعا إلى أن يسلم ترامب أعماله إلى أولاده مع وثيقة قانونية تؤكد قطع علاقته بأعماله هذه، وبأنه لم يعد له مصالح فيها. وأضاف: "لا بد من إيجاد ترتيب يكون سهلاً جداً وقانونياً، أي يؤكد للأميركيين أن ترامب لم يعد له مصالح في هذه الأعمال".
وتواصلت المظاهرات الرافضة لانتخاب ترامب رئيساً للولايات المتحدة لليوم الخامس على التوالي في مدن أميركية عدة، حيث نظم المئات احتجاجاً بالشموع أمام البيت الأبيض في واشنطن. وتجمع المحتجون أمام البيت الأبيض، منددين بانتخابه ما يهدد الحريات والحقوق المدنية في أميركا، وحملوا لافتات تعبر عن معارضتهم لمواقف ترامب.
وتعهد آلاف الناشطين على شبكات التواصل الاجتماعي بالاحتجاج في شيكاغو ولوس أنجلوس، وقال نشطاء، إنهم يستعدون لحركة احتجاجية يأملون أن تكون الأطول في الولايات المتحدة منذ حركة "احتلوا وول ستريت". وقال منظمو التظاهرات، إنهم يريدون إبقاء زخم الاحتجاجات على انتخاب ترامب مستمراً، فيما عبر فنانون في هوليوود عن قلقهم من مواقف ترامب. وقالت الشرطة في بورتلاند بولاية أوريغون، حيث أصيب متظاهر بطلق ناري إصابة غير خطيرة، إنها اعتقلت أكثر من 20 شخصاً أمس بعد أن رشقها محتجون بشعلات ضوئية وزجاجات ورفضوا الانصياع لأوامر بالتفرق.
وفي نيويورك، شارك عدة آلاف من المتظاهرين في مسيرة سلمية في شارع "فيفث أفنيو" التجاري مروراً بواجهات العرض الراقية التي بدأ بعضها في وضع زينة الاحتفال بأعياد الميلاد قبل أن يملأوا الشوارع المجاورة لبرج ترامب، وهي ناطحة سحاب بها منزل الرئيس المنتخب.
وقالت ماري فلورين ماكبرايد المصرفية المتقاعدة من نيويورك: نحن مفزوعون أن البلاد انتخبت هذا الرجل غير المؤهل بصورة لا تصدق وكاره النساء والعنصري على أساس كان مليئاً بالكراهية بالكامل. وكانت تحمل لافتة "لا للفاشية في أميركا". كما خرجت مظاهرات في شيكاغو ولوس أنجلوس احتشد فيها الآلاف وهم يحملون لافتات من بينها "تخلصوا من ترامب"، و"الأقليات تهمنا" قبل أن يسيروا صوب وسط المدينة.

ولوح بعض المتظاهرين بالأعلام الأميركية والمكسيكية، أو رايات بألوان قوس قزح. وقال أليكس سيدمان وهو أحد سكان لوس أنجلوس، إن ترامب "فاشي"، وإنه يخشى أنه سيلغي المساواة في الزواج. وقالت ايفلين ويرزولا (46 عاماً)، وهي مهاجرة من جنوب أفريقيا، إنها شهدت ما يمكن أن تفعله "الدولة البوليسية". وقالت: "رأيت أناساً يتعرضون للقمع، وهذا يعتبر بالنسبة لي دماراً للحلم الأميركي بصورة تفطر القلب؛ لذلك أنا أقاوم للحفاظ على ما تمثله أميركا".
وتسببت إصابة متظاهر في بورتلاند بطلق ناري السبت في موريسون في تنامي المخاوف من اندلاع العنف في المظاهرات، وفر المسلح الشاب من موقع الحادث عقب إطلاق النار. وقالت الشرطة في بورتلاند، إن أربعة أشخاص اعتقلوا في ما يتعلق بالواقعة ويعتقد أن لهم صلات بعصابات إجرامية. ومساء أمس الأول قالت الشرطة، إن بعض المتظاهرين هاجموا فريقاً لتصوير فيلم، وأن شخصين على الأقل تعرضا للهجوم. وبدأت الشرطة اعتقال بعض المحتجين عندما رفضوا التفرق.