تعيين شمس الدين محمد شرف الدين مفتيًا للديار اليمنية

أصدر المجلس السياسي الأعلى التابع إلى جماعة الحوثيين الانقلابية، في شمال اليمن، الثلاثاء الماضي، قرارًا يقضي بتعيين أحد متعصّبي "شيعة الاثني عشرية"، المرتبط بـ "الحوزات الإيرانية" وتلقى تعليمه فيها؛ مفتيا للديار اليمنية، مما ترك ردود فعل ساخطة، وموجة غضب واستنكار واضحة على وجوه اليمنيين، الذي ينتمي غالبيتهم إلى الطائفة السنّية.

وتلقّى اليمنيّون، في المناطق الخاضعة إلى سيطرة الجماعة الحوثية، خبر تعيين شمس الدين محمد شرف الدين، مفتيًا للديار اليمنية ورئيسًا لهيئة الإفتاء الشرعية، وأعضاء آخرين في الهيئة مواليين للحوثيين، كالصاعقة، حيث عُرف شرف الدين، في وقت سابق، بترويجه للاثنى عشرية، ومواقفه العدائية تجاه بعض المذاهب السنّية كالشافعي والحنبلي، وادعاءه تصحيح الزيدية، حيث رفض كبار علماء الزيدية الشافعية وهيئة علماء اليمن، دعوته، واتّهموه في ذلك الوقت بالتحريض الطائفي والعمالة إلى إيران، حيث اختفى على إثرها.

ويؤكد مراقبون، أن حلقة الوصل بين إيران وجماعة الحوثي في اليمن، باتت قائمة على الجوانب الدينية والطائفية أكثر من كونها قائمة على المصالح السياسية، بشكل جعل أساس التواصل والعلاقة بينهما شيعيًا اثنا عشرًيا، لا يمت إلى الزيدية بأي صلة، في حين كشفت وسائل إعلامية يمنية، أن شمس الدين، لم يكمل تعليمه، ودرس حتى الصف الأول من المرحلة الإعدادية، في إشارة إلى عدم أهليته إلى المنصب، مشيرة إلى أنّه "مهما بلغ لديه من مؤلفات وإطلاع، وخطابة، فهذا لا يخوّله، بأن يكون مفتيًا للبلاد".

ويعدّ القرار الذي أصدره رئيس ما يسمى بالمجلس السياسي التابع إلى الحوثيين، صالح الصماد، بتعيين شمس الدين مفتيًا للديار اليمنية، إقالة للعلامة، محمد بن إسماعيل العمراني، مفتي اليمن منذ سنوات، والذي يحظى باحترام من هيئة علماء اليمن ومشايخ المذهب الشافعي والزيدي، ويمثل المذهب الشافعي السنّي، نسبة 70% من غالبية الشعب اليمني، بينما تشكل الزيدية 20%، في حين تشكل الأقليات المختلفة في اليمن نسبة 10% من شاملة للأقلية اليهودية.

واعتبرت هيئة علماء اليمن، طوال سنوات، الزيدية، أحد المذاهب الشيعية، الأقرب إلى الطائفة السنّية، باتفاقه الزيدية مع فقه المذهب الحنفي، وأصول المذهب الشافعي، إلا أن الحوثيين، ومنذ انطلاق حركتهم، أدعوا بأن المذهب الزيدي بالأصل هو اثنى عشري تعرض إلى التحريف بشكل متعمد، مبررين دعوتهم أنها مجرد دعوة لتصحيح الزيدية، الأمر الذي جعلهم يدخلون في تصادم استمر سنوات مع علماء الزيدية، إلا انهم استطاعوا كسب بعضهم، بعد الانقلاب في سبتمبر/أيلول 2014.

وأوضح الكاتب والدبلوماسي، عبدالوهاب العمراني، أنّ المجلس السياسي الانقلابي التابع إلى الحوثيين اغتصب السلطة، معلقًا على قرار تعيين شمس الدين بأنّه "تعيين هاشمي زيدي جاوردي مفتيا بقرار حوثي"، وأدى قرار تعيين شمس الدين، موجة غضب واسعة في المحافظات الخاضعة إلى سيطرة الحوثيون، مثل، "تعز"، "الحديدة"، "إب"، ومحافظات أخرى، مما اضطر، ما يعرف بالمجلس السياسي، إلى عقد اجتماع طارئ، الخميس، لتدارس وضع التراجع عن القرار.