لندن ـ كاتيا حداد
تمكن جيرمي كوربين، زعيم حزب العمل البريطاني من ضمان الحصول على نقاش برلماني طاريء بشأن رد الحكومة على الحرب في سورية، بعد أن دافعت رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، عن قراراها بشنّ عمل عسكري على البلد الذي تمزقه الحرب منذ 2011، حيث نفت السيدة ماي، أنها اتبعت نهج الرئيس الأميركي دونالد ترامب، عندما أتخذت قرار الهجمات، مصرّة على أن القرار يستند إلى المصلحة الوطنية البريطانية.
روسيا تمنع دخول محققي الأسلحة الكيميائية
ويأتي بيانها بعد أنباء مفادها أن محققي الأسلحة الكيميائية لم يزورا بعد مواقع الهجوم الكيميائي المزعوم في دوما، حيث انتشار مزاعم أن روسيا تمنعهم من الزيارة. وفي هذا السياق، قال نائب وزير الخارجية الروسي، إن منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، تحتاج إلى تصريح من الأمم المتحدة للدخول إلى الموقع، كما قال في وقت سابق، إن أي تأجيلات يرجع إلى الهجمات الجوية يوم السبت، كما رفض الكرملين أيضا العبث بالمشهد السوري.
كوربين يدعو لقانون سلطات الحرب:
وواجهت ماي انتقادات من كوربين، الذي دعا إلى وجود قانون "سلطات الحرب"؛ للحد من قدرة الحكومات على شن عمل عسكري دون موافقة البرلمان، ولكن هذا الصباح، قال وزير التنمية الدولية، بيني مورداونت، إن المخابرات المعنية كانت حساسة جدا حتى يطلع عليها جميع أعضاء البرلمان، ومن الخطأ السماح لهم بالتصويت، على استخدام القوة دون رؤية الصورة كاملة.
وحثت نائب الحزب الأخضر، كارولين لوكاس، على ضرورة توخي الحذر حين النظر في شن عمل عسكري في سورية، قائلة " الأسد ورفاقه همج، والرغبة في عمل شيء للإيقافهم هو شعور عميق متأصل، كما أعرب زملائي في مجلس النواب عن ذلك بإخلاص وحماس شديدان".
دعوات للتركيز على حل الصراع
وقالت هيلاري بين من حزب العمل، إن المناقشة أكثر تركيزا على العمل العسكري، ولكن يجب أن تركزأيضا على كيفية حل الصراع قبل تدهوره، موضحة " نحن هنا وسنكون مرة أخرىن ما لم يكن هناك نظام أفضل لوقف الصراع قبل الوصول إلى هذه النقطة"، مضيفة " لنكن صادقين فيما يتعلق بهذا الصراع، إن فرص هي فوز الرئيس الأسد، على الرغم من أن ما سيفعله مع بلاده سيتحمل مسؤوليته أكثر من أي شخص آخر فيما يتعلق بتدميرها".
ودعت أليسون ماكغفرون، من حزب العمل، تيريزا ماي، لمضاعفة عدد اللاجئين الذين أعيد توطينهم في بريطانيا بحلول عام 2020، وهي ملتزمة حاليا باستقبال 20 ألف شخص، ودعت أيضا الحكومة إلى مضاعفة عدد الأطفال المسموح لهم بالعيش في إطار برنامج اللاجئين للأطفال "دوبس".
تيريزا ماي تبرر موقفها
وعقد البرلمان بالفعل النقاش الطارئ حول سورية، وبررت رئيسة الوزراء أن الولايات المتحدة بريطانيا وفرنسا ضربت سورية دون انتظار نتائج التحقيق في الهجوم الكيميائي المزعوم في مدينة دوما بالغوطة الشرقية، قائلة "إنه قد تم فعلا تسجيل استعمال للأسلحة الكيميائية 4 مرات في سورية قبل قصف مدينة دوما.. واستُنتج أن المسؤولية تقع على عاتق النظام السوري".
وأضافت "توصلنا إلى استنتاج مفاده بأن هذه المرة أيضا نرجح أن المسؤولية تقع على عاتق النظام السوري.. وممارسة سلوكه تشير إلى أنه من المحتمل جدا أنه يستخدم الأسلحة الكيميائية وسيواصل القيام بذلك". وشكك كوربين، في كلمته بالبرلمان الأثنين، في الأسس القانونية لمشاركة بريطانيا في الهجمات على سورية، ووجه وابلا من التساؤلات، حيث قال إن الأزمة اليمنية هي أسوأ أزمة إنسانية في العالم فلماذا تواصل الحكومة البريطانية دعم السعودية؟، مشيرا إلى أن بريطانيا تحركت في سورية لكنها لم تتحرك في اليمن التي تواجه كارثة إنسانية، وعرج قائلا"لا نرى في الواقع أنه تم ضرب أي بلدان أخرى"، مضيفا "ضرب منشآت في السعودية لا سيما أن المملكة تستخدم القنابل الفسفورية والذخائر المحظورة وفق تقرير نشرته المنظمة الإنسانية الشهر الماضي".