تنظيم "داعش"

استولى تنظيم "داعش"في ليبيا على كمية من الصواريخ المضادة للطائرات كان الرئيس السابق معمّر القذّافي اشتراها على دفعات خلال أربعة عقود هي فترة حكمه وخبأها التنظيم المتطرّف في أماكن متفرقة  من مناطق سيطرته ومن بينها مدينة سبها حسبما كشف الخبير في مجال استقصاء الأسلحة المستخدمة في مناطق الصراع في العالم تيموثي ميشيتي ضمن تقرير نشرته صحيفة "الأندبندنت" البريطانية الشعبية ألأحد. ويؤكد التقرير أن تنظيم "داعش" يستميت في محاولاته  لرفع علم خلافته المزعومة فوق الأراضي الليبية مستغلا" غياب الدولة وتعطّل المسار السياسي لمهام الحكومة الوطنية الليبية، وعينه طبعا على الثروة النفطية التي تزخر بها البلاد لتمويل عملياته الإرهابية، ولكن حسب التقرير فإن التنظيم لم يستفد من هذه النقاط فقط بل حصل على غنيمة حقيقية مما تركه نظام معمر القذافي.

وكشف التقرير عن كيفية حصول تنظيم "داعش" على صواريخ القذافي المضادة للطائرات، ويقول ميشيتي إنه نجح في الوصول إلى أحد مقرّات التنظيم المتطرّف في مدينة سبها بعدما أقنع أفراده بالسماح له برؤية أكثر أسلحتهم قيمة ووجد في مخازنهم 4 صواريخ من طراز "إس إيه 7" وصاروخين من الطراز
الأحدث للمنظومة ذاتها "إس إيه 16".

وحصل تنظيم "داعش" على هذه الصواريخ من مهربين من البدو كانوا بصدد نقلها بطريقة غير مشروعة إلى تشاد إلا أن الخبير الذي اكتشف هذه المعدات يؤكد أن جميعها من ترسانة العقيد القذافي السابقة، واستند الخبير في نتائجه إلى الأرقام التسلسلية للصواريخ. وبحسب ما ورد في التقرير فإن هذه الصواريخ قادرة على إسقاط طائرات مدنية، لكن الخبير ميشيتي يؤكد أن المقاتلين لا يمتلكون قاذفات لهذه الصواريخ وبالتالي فهم لا يستطيعون إطلاقها حاليا على الأقل.

وعزّزت هذه الحقائق  مخاوف الخبير من فرضية حصول عناصر "داعش" في ليبيا على بعض هذه الصواريخ خاصة وأن الآلاف منها اختفت بشكل غامض من مخازن أسلحة نظام القذافي، وهذه الفرضية تصب في خانة تخوّفات مسؤولين أميركيين من استخدام "داعش" هذه الأسلحة في المعارك الدائرة لضم مزيد من المناطق
النفطية إلى الأراضي التي يسيطر عليها.

وورد في التقرير أن القذافي كان تمكن من الحصول على نحو 20 ألف وحدة من صواريخ الدفاع الجوي المحمولة على الكتف على مدى 4 عقود فترة حكمه، بحسب أقوال مسؤولين في الأمم المتحدة ومسؤولين في الإدارة الأميركية لكن غارات حلف شمال الأطلسي "الناتو" تمكنت من تقليص هذه الكمية حتى لا تستولي عليها جهة أخرى، مشيرا" إلى أنه بعد سقوط القذافي مباشرة وجه الرئيس الأميركي باراك أوباما آنذاك فرقا" خاصة إلى ليبيا للقضاء على بقية مخزون الأسلحة وتمكنت هذه الفرق من تدمير 5 آلاف وحدة أخرى لكن المسؤولين الأميركيين ليسوا متأكدين حتى الآن من عدد الوحدات المختفية. وربما لهذه الأسباب أو لغيرها أبدى الرئيس الأميركي باراك أوباما "حسرته" على فترة حكم العقيد معمر القذافي وذلك في مقابلة صحفية نشرتها مجلة "ذي اتلنتك" منذ يومين، وهذا القلق الغربي مبرّر حتما لا سيما بعدما قرع د"اعش" في ليبيا طبول الحرب، وحاول مسلحوه القادمون من هناك السيطرة على مدينة بن قردان التونسية لتكون إمارته الجديدة في شمال إفريقيا وفزاعة حقيقية على
ضفاف أوروبا.