واشنطن - يوسف مكي
أثار الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون غضب الحكومة الإسرائيلية بإعلانه مجدداً أن الإستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة "غير قانوني"
ويشكل "إهانة" للمجتمع الدولي ويثير "أسئلة جوهرية" في شأن التزام اسرائيل حل الدولتين.
وتحدث كي مون الثلاثاء في الجلسة الشهرية لمجلس الأمن حول "الحال في الشرق الأوسط، بما في ذلك المسألة الفلسطينية"، فعبّر عن "انزعاجه
الشديد" من التقارير عن أن الحكومة الإسرائيلية وافقت على خطط بناء أكثر من 150 وحدة سكنية جديدة في المستوطنات "غير القانونية" في الضفة
الغربية، فيما تواصل عمليات هدم منازل الفلسطينيين في المنطقة (ج). وكذلك الحال بالنسبة لعقود طويلة من وضع الصعوبات أمام الفلسطينيين للحصول على
تراخيص بناء. وقال: "تغيير السياسات الإسرائيلية أمر أساسي في النهوض بهذا الهدف، ولا سيما في المنطقة (ج) التي تسيطر عليها إسرائيل، التي تضم
61 في المئة من أراضي الضفة الغربية وتعد موطناً لحوالي 300 ألف فلسطيني". وأضاف أن "الموافقات على الخطط الرئيسية للقطاعات الفلسطينية
من المنطقة (ج) ستسمح بالنمو الذي تشتد الحاجة إليه في هذه المناطق وتمنع الهدم"، مشدداً على أن "التقدم نحو السلام يتطلب تجميد المشروع
الاستيطاني الإسرائيلي"، مثلما أن "مواصلة الاستيطان هي إهانة للشعب الفلسطيني والمجتمع الدولي. إنها تثير بحق أسئلة جوهرية حول التزام
إسرائيل بحل الدولتين". وأكد أن "الأوضاع في غزة تشكل تهديدا خطيرا للسلام والأمن على المدى الطويل في المنطقة"، داعياً الفصائل الفلسطينية
الى "تعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية الحقيقية على أساس الديموقراطية ومبادىء منظمة التحرير الفلسطينية.
وقدر المراقب الدائم لدولة فلسطين لدى الأمم المتحدة رياض منصور "المواقف القوية التي أعرب عنها جميع أعضاء مجلس الأمن والمجتمع الدولي ضد
النشاطات الاستيطانية الإسرائيلية، إلا أن هذه المواقف يجب أن تترجم إلى عمل". وأضاف أنه "يجب أن يبدأ هذا العمل هنا في مجلس الأمن، وأن يتضمن
تدابير من كل الدول ويتعدى عدم تقديم المساعدة، الى مساءلة إسرائيل عن أعمالها". وأكد أن "هناك العديد من الأفكار المهمة التي قدمت في تقارير
دولية حديثة بما في ذلك من منظمات المجتمع المدني، والتي يمكن أن تساعد في تحديد الطريق للأمام بهذا الشأن".
وتحدث المندوب الإسرائيلي الدائم لدى الأمم المتحدة داني دانون، متهماً مجلس الأمن "بالرياء في مواقفه عندما يتعلق الأمر بإسرائيل"، قائلاً إن
المجلس "لم يندد بمقتل أي مدنيين إسرائيليين". وأضاف: "إذا أردنا النجاح في مواجهة تلك التحديات الهائلة، يجب أن نوقف النفاق والمعايير المزدوجة.
يجب أن يدين هذا المجلس التحريض الفلسطيني ضد الإسرائيليين". وأفاد أن "كلمات التحريض هذه تقود مباشرة إلى سفك الدماء ومقتل الأبرياء. يجب أن
نقف بحسم ضد جميع أعمال الوحشية والإرهاب، بدون أن نسأل عن مكان وقوعها أو هوية الضحايا".
وسارع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهوالى اتهام الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الثلثاء بانه "يشجع الارهاب" بعد ان تحدث عن
مشاعر الاحباط لدى الفلسطينيين بسبب الاحتلال.وقال نتنياهو في بيان ان "تصريحات الامين العام تشجع الارهاب ولا مبرر للارهاب. القتلة
الفلسطينيون لا يريدون بناء دولة، بل يريدون تدمير دولة".