دائرة الثقافة والاعلام

نظّمت دائرة الثقافة والاعلام بالشارقة ممثلة في مركز الشارقة للشعر الشعبي محاضرة بعنوان «موسيقى الألفاظ في الشعر الشعبي»، حاضر فيها الشاعر الباحث علي العبدان، وأدارها الناقد والدكتور أحمد عبد المنعم عقيلي.

وحضرها، راشد شرار مدير مركز الشارقة للشعر الشعبي وعدد من الأدباء والشعراء والمثقفين. وأشار الشاعر علي العبدان إلى أن الشعر الشعبي هو الوريث الشرعي للشعر الفصيح القديم، استمر على النهج الأصيل العربي، وكان متطوراً في أوزانه، كما أن الموسيقى هي جرس القصيدة، واعتبر العبدان أن الشعر لا يفترق عن النثر من حيث إمكان الإتيان بالتشبيهات والاستعارات والكنايات؛ وغير ذلك من أساليب البلاغة؛ لكنه يزيد عليه بالإطراب، وحُسن التقسيم والتنويع والانطلاق إلى حريّة التعبير، رغم وجود قيود الوزن والقافية وما يتصل بهما، لهذا؛ فإن الشعر يتميّز بخصائص عدة توسّع مجال تذوّقه بالنسبة إلى طالبي الذوق الأدبي الرفيع، وتزيد من جماليّاتِهِ الأدبية.

وأضاف: إن القِيَم الجماليّة في الشعر تأتي على مستوياتٍ عدة؛ فمنها أبكار المعاني، ومنها جديد التشبيهات، وعزيز الاستعارات والمجازات، وهذه الأمور تتعلق بالبيان والمعاني. كما أن من القِيَم الجماليّة في الشعر الموسيقا، ونعني بها ما يَلذ في الأسماع من قوانين النظم والتحسين اللفظي، أما قوانين النظم فهي الموسيقا الخارجية في الشعر؛ أي بحور الشعر وأوزانه وقافيته.

وهناك الموسيقى الداخلية في الشعر، ونعني بها أموراً عدة تعود في مجملها إلى علم البديع، أو المحسّنات البديعية اللفظية خاصة.

وتطرق العبدان عن ما يُسمّى الجرْسَ الموسيقيّ في ألفاظ الشعر، مشيراً إلى أن الموسيقى الداخلية للشعر تتكون وتحصل من توفير المحسّنات البديعية اللفظية كالجناس بأنواعه، والسجع، ورد العجز على الصدر، وغير ذلك مما هو معروف في علم البديع، واختيار الحروف بنغماتها وإيحاءاتها.

وأكد العبدان على أن هذه المُحسّنات تأتي أجملَ وألطفَ وأبدعَ ما تأتي بحس الشاعر، وما فُطِرَ عليه من تلمّس الإبداع، واستلهام ما يطرأ عليه من خيال. وأضاف: وبالتأمل في كثير من قصائد الشعر الشعبي نجد أن النوع الطاغي في الموسيقى الداخلية أو موسيقى الألفاظ هو السجع والتقسيم في حشو البيت، وهذا ليس بالأمر الجديد؛ بل هو وريث الشعر الفصيح.

وأشار العبدان إلى أن موسيقى الحروف يقصد بها الجَماليّة الناتجة عن كيفية تأليف الحروف بحيث تؤدي وظائف نغميّة تزيدُ في موسيقى الشعر وإطرابه، وتأثيره يكون بما لهذه الحروف من صفات؛ كالقلقلة، أو التفشّي، أو الصفير، أو غير ذلك مما هو معروف في علم التجويد وعلم الأصوات ونحوهما، وهذا التلوين يأتي أحياناً بصورة مفاجئة تثير المستمع، وتجعله يشعر بجمال سمعي خاص.

وقدم العبدان خلال الأمسية بعض الأمثلة للتقفية الداخلية التي يُكوّنها التقسيم والسجع في البيت الواحد، مشيراً إلى أن نوع الوزن الشعري يتحكم في طول أو قِصَر الموسيقى الداخلية في الشعر.

وذكر أن هناك أنواعاً أخرى من موسيقى الألفاظ في الشعر الشعبي، منها التصريع في القصيدة المطلقة، والجناس، ورد الصدر على العجز، وموسيقى الحروف. وذكر نماذج شعرية لكل نوع.