الدكتور علي بن تميم

أوضح الأمين العام لجائزة الشيخ زايد للكتاب الدكتور علي بن تميم، أنّه على المثقفين اليوم التصدي إلى الخطابات والنصوص المتطرفة التي تم تقديسها من قبل بعض الأشخاص، والتي تستخدم الدين الإسلامي لكسب الجماهيرية، مؤكدًا أنّ "الإسلام السياسي" استطاع بناء قوة كبيرة عبر الخديعة وتضليل المجتمع، ولكن المجتمع الآن بات يميز ذلك.

جاء ذلك خلال استضافته، في برنامج "حديث العمر" من تقديم الإعلامي السعودي سلطان القحطاني، والذي يعرض على قناة "روتانا خليجية".

وذكر الدكتور علي بن تميم، عن سؤاله الأصول الفقهية للتطرف ومصطلح "فقهاء الجحيم" الذي استخدمه في أحد مقالاته التي أثارت الجدل، أنّ "الرسول صلى الله عليه وسلم أكد وجود دعاة جهنم، وفقهاء الجحيم هم المتطرفون والمغالون الذين يزعمون أنهم يمتلكون الحقيقة وبأيديهم مفاتيح الدين والصواب".

وتابع أنّ "المتطرفون يعشقون استعمال كلمة زنديق ضدّ مخالفيهم في الرأي، والمفارقة أنّ هذه الكلمة ليست عربية، ولم تذكر في القرآن الكريم ولا في النصوص الشعرية بل هي من اللغة الفارسية، موضحًا أنّ دعاة التفكير والعقل دائمًا تلصق بهم تهم الزندقة".

وأشار الأمين العام لجائزة الشيخ زايد للكتاب إلى أنّ "المتشددين خلقوا لأنفسهم هالة كبيرة وسيطروا لمدة طويلة على التعليم والإعلام ويجب على المثقف أن يواجههم باستمرار دون قلق".

وشدد على أنه "لا بد أن نعيد إظهار ما تمت سرقته من التراث العربي خصوصًا بعض النصوص الشعرية التي تم حجبها عن التعليم وطلاب المدارس".


وأضاف بشأن تقديس النصوص، أنه لا يوجد نصوص مقدسة إلا أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم فهو المعصوم عن الخطأ وهو من لا ينطق عن الهوى، أما النصوص والمدونات الفقهية القديمة، خصوصًا المتطرف منها، فهي وقود للجماعات المتطرفة".
وأكد أنّ الفقيه هو من يقوم خطابه على التغافل وليس الغفلة وهو من ينظر إلى الواقع بنظرة فاحصة، ويجب أن يدرك الواقع وما يحدث فيه من تطورات ويرفض أن يكون الحاضر رهين الماضي".

وأبان عن سؤاله حول التنظيمات المتطرفة "داعش" أنها وريثًا للقاعدة وإن انتهت فسيظهر فصيل جديد، موضحًا أنّ الذين يحملون أحزمة ناسفة لتفجير المساجد هم في الأصل قد حملوا فقهًا ناسفًا، في ما أكد أنّ الحرب اليوم هي حرب عقول ولا ينبغي الاكتفاء بالحرب العسكرية لأنّ الحرب الفكرية أهم.

وأشار في ما يخص سياسة دولة الإمارات المتحدة، إلى أنه لا يمكننا أن ننسى كلمة الشيخ زايد في حرب 1973 حين ذكر النفط العربي ليس أغلى من الدم العربي، موضحًا أنّ ما حدث في اليمن تهديد للوجود العربي، ووقفة الإمارات بقيادة السعودية مع الأشقاء في اليمن هي امتداد لوقفاتها العديدة.

وعبر عن قانون مكافحة التمييز العنصري والكراهية، قائلًا "أتمنى من الدول العربية الاقتداء بالإمارات وسن قانون لمكافحة التمييز العنصري والكراهية، وهناك من يقول أنّ هذا القانون يحصر حرية التعبير ولكنه عكس ذلك تمامًا، فبعد أحداث 11 سبتمبر كان هناك تحول جوهري داخل الإمارات حيث أعادت النظر في جميع مساراتها الثقافية والتعليمية والدينية".
وذكر عن التيار السلفي، أنّ السلفية ليست واحدة بل هي سلفيات تتباين في ما بينها، والتيارات الإسلامية اليوم ترفع شعارات بأنها سلفية وهي بعيدة تمامًا عن السلفية، قائلًا "يجب التمييز بين السلفية الصالحة والغير صالحة، أنا سلفي بمعنى أنني أحن إلى الأسلاف، فأسلافي في الإبداع والشعر هم المتنبي وأبو العلاء ومحمود درويش، ولا ينبغي تصنيف الإنسان على أسلافه"، لافتًا إلى أنه "لا توجد لدينا اليوم دراسات تحلل الرقابة في الإسلام".