جائزة "نوبل"

من يمتلك المهارات بشكل فريد من نوعه يوصف بالمبدع، ومن يبدع لا بد أن يحصل على الإشادة والتكريم على جميع المستويات، فمن يزرع بالتأكيد سيحصد، فأفضل الممثلين والمخرجين وكتاب السيناريوهات يحصلون على أكبر الجوائز في العالم كالأوسكار على سبيل المثال، كما أن أفضل العلماء في العلوم ينالون جوائز "نوبل" . 

أولئك المكرمون من مؤسسات حكومية أو خاصة، يُسلط الضوء عليهم لإنشاء جيل قادم أكثر إبداعاً، ولعل الإبداع والعبقرية هدية إلهية لأشخاص ذوي قدرات خاصة ونتاج تجارب وصفات شخصية وعمل جماعي، وكما أشار ألبرت اينشتاين في اقتباسين شهيرين "كل ما هو عظيم وملهم صنعه إنسان عمل بحرية" . . و"سر الإبداع هو أن تعرف كيف تخفي مصادرك" . 

يمكن أن يتساءل أي شخص هل يمكننا بناء شخص عبقري؟! مما لا شك فيه أنه بالإمكان خلق البيئة المناسبة للمبدعين، فالإبداع إنتاج عقلي جديد ومفيد وأصيل ومقبول اجتماعياً، ويحل مشكلة ما منطقياً، وهي حالة عقلية بشرية طبيعية لإيجاد أفكار أو طرق ووسائل جديدة ومتفردة، بحيث تشكل إضافة حقيقية لمجموع النتاج الإنساني، كما تكون ذات فائدة حقيقية على أرض الواقع إذا كان الموضوع يرتبط بموضوع تطبيقي أو يشكل تعبيراً جديدا وأسلوبا جديدا عن حالة ثقافية أو اجتماعية أو أدبية . 

ومن صور الإبداع أن ترى ما لا يراه الآخرون ومشاهدة المألوف بطريقة غير مألوفة وتنظيم للأفكار لإظهاره في بناء جديد انطلاقاً من عناصر موجودة، كما أنه الطاقة المدهشة لفهم واقعين منفصلين والعمل على انتزاع ومضة من وضعهما جنباً إلى جنب فالمبدع يملك طاقة عقلية هائلة، فطرية في أساسها، اجتماعية في نمائها، مجتمعية إنسانية في انتمائها . 

يرى مجموعة من العلماء من خلال دراستهم للصفات الفردية والسير الذاتية لأشخاص مبدعين أن التجارب والصفات الشخصية لها دور أساسي في وصول الأفراد للإبداع، إلا أن العلماء لم يحددوا الخصائص التي يمكن من خلالها التخمين بالأشخاص المبدعين في المستقبل . ويعزي العلماء عجزهم عن تحديد الخصائص بسبب قله الجهود بالاهتمام بالدور الاجتماعي الذي يلعبه المبدعون، فطبيعة وأهمية الإبداع تعتمد على العلاقة بين الأفكار المبتكرة للشخص بالزمان والمكان والثقافة التي يعيش فيها .