أبوظبي – صوت الإمارات
لطالما حظي موضوع الإقبال على القراءة في العالم العربي باهتمام كبير، غير أننا شهدنا في الآونة الأخيرة تداول الكثيرين لمقولة غير مدعمة بأية إحصاءات علمية، مفادها أن "العربي يقرأ متوسّط ست دقائق سنوياً"، وهو ما يتنافى مع الواقع الذي يبرهن على وفرة القراء الشغوفين في أرجاء وطننا العربي، وحتى بين أبناء الجاليات العربية في الخارج، حيث إنهم يقبلون على قراءة شتى المواضيع عالية الجودة، والمنتشرة باللغة العربية عبر المنصات التقليدية والإلكترونية والمخصصة لاستهداف القارئ العربي.
"لطالما حرص والدي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، على دعم وتشجيع قراءة وتناول الأدب والشعر والتعلم الذاتي".
"تبلغ اليوم قيمة سوق الكتاب العربي مليار دولار أميركي سنوياً، فيما تصل قيمة الاستثمار في صناعة النشر بالمنطقة إلى نحو خمسة مليارات دولار سنوياً".
"يحظى تاريخ قطاع النشر في منطقة الشرق الأوسط بالتقدير والأهمية بفضل مساهماته الكبيرة في تنمية ونشر المعرفة، وتنشئة أجيال من المتعلمين والمثقفين والمبدعين".
"المسؤولية تقع أيضاً على عاتق الكتّاب العرب الذين لابد لهم أن يكونوا في طليعة هذا التغيير الإبداعي من خلال تبنّيهم لمزيد من الجرأة والانفتاح في طرح المواضيع".
"ينبغي التعاون مع المؤسسات التعليمية والعمل على تطوير لغة قادرة على إشراك الشباب الذين هم أكثر ذكاءً، وأكثر ارتباطاً بالعالم الخارجي وتفاعلية من أي وقت مضى".
في الإمارات، تشكل إمارة دبي سنوياً وجهة مهمّة لاجتماع القُرّاء بالكُتّاب من مختلف أنحاء العالم احتفاءً بالكلمة المكتوبة في ظل "مهرجان طيران الإمارات للآداب" السنوي، الذي شهد في سنته التاسعة، وعقد في بداية شهر مارس من هذا العام، إطلاق النسخة الأولى من "مؤتمر دبي الدولي للنشر". وقد استمرت فعاليات هذا المؤتمر المتخصص في قطاع النشر على مدار يومين، ونجح في استقطاب أكثر من 30 خبيراً من خبراء النشر عالمياً.
إن الحضور الكبير والتفاعل الواسع الذي شهده هذا الحدث لَخير دليل على النَهم للآداب والقراءة في المنطقة، كما يعكس الاهتمام المتنامي بقطاع النشر، خاصة مع الإطلاق المتزايد للمؤتمرات والمبادرات المتخصصة في هذا القطاع.
وبينما يستمر التطور الطبيعي لصناعة واستهلاك الكتاب في أخذ مجراه، مضيفاً تغييرات مدعومة بالتقدمات التقنية، يظل الثابت الوحيد هو المحتوى. وفي ظل الانتشار الواسع والمتوافر بسهولة من خلال شبكات الاتصال لمحتوى معرفي شامل وعالي الجودة، ستتجه أنظار القارئ العربي بلا شك إلى المحتوى المحلي، حاملاً توقعات عالية تخص جودة ومعايير المنتج.
وفي المنطقة يأتي إنشاء المحتوى الأدبي ـ والذي ما هو شائع - كنتيجة جهود العمل المباشر والمشترك بين المؤلف ودار النشر، وهذا بناءً على ما نشهده من تزايد للنشر الذاتي اليوم. وفي العالم الغربي تتضمن صناعة النشر الوكلاء الأدبيين الذين هم حلقة الوصل بين الناشر والمؤلف، وعلى الرغم من أن البعض قد يعتقد أن الأسلوب السابق للنشر يسمح بقدر أكبر من الإبداع إلى حد ما وسرعة في الإنتاج، فإن إيجاد معادلة توازن بين رعاية حرية الإنتاج الفني وضمان جودة المضمون عبر إرساء عملية نشر منظمة هو العامل الأهم والأكبر لتمهيد الطريق لمستقبل أكثر جوهرية في الأدب العربي.