حانة اي سبورت في لندن

 مساء السبت في حانة في شمال لندن، يتجمع شباب امام شاشة كبيرة صارخين ومشجعين...هم لا يتابعون مباراة لكرة القدم بل العابا الكترونية.

وتقع حانة "ميلتداون" عند زاوية شارعي كاليدونيان وبريدجمان رود في حي شعبي من العاصمة البريطانية. الشوارع في الخارج الغارقة في عتمة باردة، شبه مقفرة.

من الخارج لا شيء يدل على ان الحانة مخصصة ل"الرياضة الاكلترونية" (اي-سبورت) او "مسابقات الالعاب الالكترونية" التي ولدت فكرتها في التسعينات وهي تثير اهتماما متزايدا.

فما من لوحة تشير الى ذلك عند واجهة الحانة الرمادية التي تحمل فقط اسم  "ميلتداون" فيما تتصاعد من الداخل انغام اغنية "غيت آب ستاند آب" نشيد بوب مارلي الاحتجاجي التي تهز بهدوء نوافذ الحانة.

الا ان الداخل يشكل عرينا لالعاب الفيديو.

فحول طاولة، تجلس مجموعة من الشباب واعينهم شاخصة الى شاشة تنقل مباشرة دورة ضمن بطولة "ليغ اوف ليدجينز" احد اكثر الالعاب انتشارا عبر الانترنت.

وتصرخ شابة ارتدت سروالا قصيرا اسود "هيا انطلق هيا!" وهي تكتب برشاقة باصابعها هاتفها النقال معلقة على المباراة عبر خدمة تويتر.

هنا يأتي الزبائن للشرب ومتابعة مباراة لالعاب الفيديو فيما يذهب اخرون الى حانات اخرى  لمشاهدة مباريات الركبي او كرة القدم. والمشروبات المقدمة ترمز الى عالم الالعاب الالكترونية.

فمشروب "شوريومين" وهو خليط من الفاكهة يستمد اسمه من لعبة "ستريت فايتر" احدى اشهر الالعاب الفيديو في العالم.

"ميلتداون" التي لا حانة مثلها في بريطانيا تندرج ضمن سلسلة من الحانات اطلقها محبون لالعاب الالكترونية في فرنسا.

وكانت الحانة الاولى لا تزيد عن 40 مترا مربعا في حي ريبوبليك في باريس وقد افتتحت العام 2012 وحققت نجاحا فوريا.

وتوضح صوفيا ميتز احد المؤسيين "ادركنا ان ثمة الكثير من اللاعبين الذين يحبون الخروج من منازلهم والسهر".

واوضحت "بعد ستة اشهر افتتحنا موقعا جديدا في برلين ومن ثم في لندن في العام 2013 والان لدينا تسع حانات".

واضافت صوفيا "+اي-سبورت+  سوق واعدة" وهي تحلم ان تتحول حانات مثل "ميلتداون" الى سلسلة مثل مقاهي "ستارباكس".

هنا ايضا يأتي الزبائن للعب. فثمة منصات لعب موضوعة في تصرفهم فضلا عن خمسة اجهزة كمبيوتر مع كل التجهيزات اللازمة ومقاعد مريحة لتجنب اوجاع الظهر.

وثمة لاعب يلفت الانتباه يدعى ايليس ساتوري المعروف ب "ستيفانو" والبالغ 21 عاما. فهو من  افضل ممثلي فرنسا في "اي-سبورت" وقد فاز بحوالى 250 الف دولار في اكثر من ثمانين دورة شارك فيها في اطار لعبة "ستار كرافت 2".

 ويقول هذا "المبرمج" ، "قبل ذلك كان المهتمون بالعاب الفيديو يبقون في منازلهم بشكل عام. وهذه الحانات تكسر صورة اللاعبين النمطية بانهم مثل التلاميذ المجتهدين الجديين الذين يلازمون المنزل".

وتساهم هذه المؤسسات ايضا في ازالة الفكرة النمطية بان هذه الاوساط حكر على الرجال فقط.

عدد النساء اقل من الرجال بالتأكيد في حانة "ميلتداون" الا انهن حاضرات  وبينهن ماريزا بيدير المعروفة ب"ريبنز" البالغة 21 عاما وتعمل في مجال ابحاث السرطان في لندن.

وتقول "بسبب عدد النساء القليل يعتبر بعض الرجال اننا نتظاهر باللعب لكي نثير الاهتمام".

الا انها تعتد بخبرتها موضحة "انا العب دونما توقف منذ حصولي على اول جهاز +غايم بوي+ في سن السابعة".