طوكيو ـ علي صيام
اكتشف العلماء اليابانيون، عملية جديدة لتحرير الجينات لتغيير لون الزهور، وذلك عن طريق استخدام تقنية كريسبر، حيث قام فريق من الباحثين بتغيير لون بعض الزهور من الأرجواني إلى الأبيض. ونشر موقع "ديلي ميل" البريطاني تقريرًا حول أن العلماء استخدم أداة لتحرير جينات الأجنة البشرية، الا أن هذه هي الحالة الأولى لاستخدامهم تحرير الجينات لتغيير اللون في النباتات. وأشارت الدراسة إلى أن هذه النتائج تثبت أن تكنولوجيا كريسبر تمكن من استكشاف وظائف الجينات في نموذج البستنة. تعمل تقنية كريسبر كنوع من المقص الجزيئي التي يمكن أن يقتطع بشكل انتقائي الأجزاء غير المرغوب فيها من الجينوم، واستبدالها بامتدادات جديدة من الحمض النووي.
وأجرى الدراسة باحثون من جامعة تسوكوبا، وجامعة مدينة يوكوهاما، والمنظمة الوطنية للبحوث الزراعية والأغذية، وقام الباحثون في الدراسة بأستهداف جينة واحدة، مسؤولة عن لون زهور النباتات، وكانوا قادرين على تغيير دقة اللون دون تغيير الجينات الأخرى في النباتات. وقد نجح العلماء في 24 من 32 من النباتات.
وسيقوم الفريق بعد ذلك بتحليل الجيل الجديد من النباتات. حيث أن التجربة، أثارت أسئلة مثيرة للاهتمام. لأن ما تم تحقيقه منذ ما يقرب من قرن قد تحقق في أقل من سنة واحدة في هذه الدراسة. تم بالفعل إجراء دراسات وراثية واسعة النطاق على النبات، بما في ذلك التجارب التي تم فيها تسلسل الجينوم وطرق نقل الحمض النووي.
ورأى الفريق أن هذه التجربة ستساعد على تثقيف الجمهور حول تقنية كريسبر والتحرير الجيني الذي أصبح مثيرا للجدل بشكل متزايد في اليابان وفي جميع أنحاء العالم. في يوليو، استخدم علماء أمريكيون هذه التقنية لتحرير الأجنة البشرية للمرة الأولى. واعتبرت الدراسة المثيرة للجدل أول محاولة حقيقية لخلق "الأطفال المصممين." تقنية تحرير الجينات تعني أن الجيل القادم قد يستفيد من علاجات الجينات القوية التي يمكنها حذف الجينات المعيبة أو إصلاحها. ويمكن أن يكون بمثابة رصاصة ذهبية لأمراض مثل السرطان وفيروس نقص المناعة البشرية والأمراض الوراثية.
ولكن بعض البلدان وقعت اتفاقية تحظر هذه الممارسة على أساس المخاوف التي يمكن استخدامها لخلق "الأطفال المصممين". أجرى الباحثون من جامعة أوريغون للصحة والعلوم (أوهسو) في بورتلاند الدراسة، وحتى الان، نشر العلماء فى الصين ثلاثة تقارير سابقة حول تحرير الاجنة البشرية. ولكن يعتقد أن هذه التجربة قد انشات أرضية جديدة في عدد الأجنة التي تم تجريبها. لم يسمح لأي من الأجنة بالتطور لأكثر من بضعة أيام، وفقا لمصادر مطلعة على الدراسة.
ويتضمن البحث، الذي يقوده شوخرات ميتاليبوف، رئيس مركز أوهسو للخلايا الجنينية والعلاج الجيني، تقنية كريسبر. وقد فتح هذا آفاقا جديدة في الطب الجيني بسبب قدرته على تعديل الجينات بسرعة وكفاءة. في حديثه إلى الديلي ميل قال عالم مطلع على المشروع: "إنه دليل على المبدأ أنه يمكن أن تلك التقنية يمكن أن تعمل. وقد نشر العلماء في الصين سابقا دراسات مماثلة مع نتائج مختلطة. لكن الكثيرين يعارضون هذه الأنواع من التجارب، بما في ذلك الجماعات الدينية والمجتمع المدني ومجموعات التكنولوجيا الحيوية، وقد وصفت الاستخبارات الأمريكية العام الماضى كريسبر بأنه "سلاح دمار شامل".
وفي الأيام الأخيرة، أنشأت وكالة مشاريع الأبحاث المتقدمة للدفاع الأمريكي برنامج الجينات الآمنة من أجل فهم أفضل لكيفية عمل تقنيات تحرير الجينات. وفي ديسمبر 2015 عقد العلماء والأخلاقيين اجتماعا دوليا عقد في الأكاديمية الوطنية للعلوم (ناس) في واشنطن وقالوا إنه سيكون "غير مسؤول" لاستخدام تكنولوجيا تحرير الجينات في الأجنة البشرية لأغراض علاجية، مثل تصحيح الأمراض الوراثية. وفي وقت سابق من هذا العام، قال "ناس" والأكاديمية الوطنية للطب أن التقدم العلمي يجعل تحرير الجينات في الخلايا الإنجابية البشرية "إمكانية واقعية تستحق النظر الجاد".