ويلينغتون ـ منى المصري
من المقرر أن تصبح "جاكيندا أردرن" أصغر رئيسة وزراء تتولى حكومة نيوزيلندا في العالم، بعد أن تقدمت في الانتخابات العامة التي استمرت شهرًا، وقد حصلت خلالها على تأييد النواب المتنافسين، لتصبح رئيسًا لوزراء حكومة نيوزيلندا.
وقد فازت جاكيندا، 37 عامًا، وهي نائبة برلمانية تابعة لحزب العمل لمدة تسعة أعوام ولم تشغل قط مناصب وزارية، بدعم السياسي المخضرم ونستون بيترز، نائب رئيس الوزراء الحالي، واكتسبت تأييد القوى الفاعلة بعد انتخابات 23 سبتمبر/أيلول، لتحل محل رئيس وزراء يمين الوسط، بيل إنجليش، 55 عامًا. بيد أنها ستقود ائتلافًا مُقسمًا من أعضاء البرلمان التابعون لحزب العمل والخضر والنواب التسعة في حزب "نيوزيلاندا أولًا" الذي يرأسه القومي ونستون بيترز، والذي شن حملة ضد الهجرة ومبيعات الأراضي والمساكن للأجانب.
وفي مؤتمر صحافي بعد إعلان بيترز، قالت جاكيندا: "هذا يوم رائع، نحن نطمح إلى أن نكون حكومة لجميع النيوزيلنديين وأن نغتنم الفرصة لبناء نيوزيلندا أكثر عدلًا وأفضل". وتحظى جاكيندا، وهي خريجة إعلامية غير متزوجة عملت في لندن لفترة وجيزة كمستشارة للسياسات في مكتب مجلس الوزراء في عهد بلير، بدعم رئيسة الوزراء النيوزيلندية السابقة عن حزب العمل هيلين كلارك، وكانت كلارك معروفة في الخارج بتأسيس وحل أسراب مقاتلة لسلاح الجو النيوزيلندي.
ومن المتوقع أن يُصبح بيترز، 72 عامًا، والذي يعمل في البرلمان النيوزيلندي منذ أكثر من 30 عامًا، والذي عمل كوزير للخارجية ووزيرًا للخزانة في الائتلافات الحزب المحافظ والعمل، نائبًا لرئيسة الوزراء وقوة مهيمنة داخل الحكومة الجديدة، وجاء إعلانه بدعم جاكيندا رئيسة للوزراء بعد أسابيع من المفاوضات المكثفة مع حزب العمل والحزب اليميني الوطني، بقيادة إنجليش، وقد سعى الجانبان بشدة للحصول على دعم بيترز بعد عدم حصول أي منهما على أغلبية واضحة في البرلمان الذي يضم 120 مقعدًا.
وحصل الحزب الوطني على 56 مقعدًا، وحزب العمل على 46 مقعدًا والخضر ثمانية، ما جعل حزب "نيوزيلندا أولا"، التي فاز بتسع مقاعد، هو مركز توازن القوى، وقال بيترز إن قضايا السياسة الحاسمة بالنسبة له تتمثل في الافتقار إلى مساكن ميسورة التكلفة ومستويات الهجرة المرتفعة التي بلغت في العام الماضي 70 ألفًا، إذ يعتبر بيترز صاحب أطول فترة كعضو في البرلمان، وكان وزيرًا للخارجية في حكومة عمالية سابقة وأمين صندوق في حكومة يمين الوسط.