تعتبر الخيانة الزوجية من الظواهر التي عرفت انتشارا كبيرا في المجتمع الجزائري، وقد تسببت في هدم الكيان الأسري كما كانت سببا في نشر الفضائح بعدما مست شرف العائلات، كما تعتبر الخيانة سببا في 25 ألف حالة طلاق سنويا، وعشرات جرائم الشرف، وهكذا تبدو الخيانة الزوجية وكأنها تتغلغل ببطئ في مجتمع عُرف دائما بكونه مجتمعا محافظا، وبعدما كانت حكرا على الرجل فإنه وفي أيامنا أصبحت المرأة المتساوية مع الرجل في الحقوق والواجبات مسؤولة هي الأخرى في مجال الخيانة الزوجية. كانت الخيانة الزوجية حتى وقت قريب تعتبر من الطابوهات الممنوع الحديث عنها في مجتمعنا، أو حتى البحث عن أسبابها، حيت أن اكتشاف الخيانة يؤدي في اغلب الأحيان إلى ارتكاب جريمة، ولكن في الآونة الأخيرة أصبح المجتمع الجزائري أكثر وعيا من ذي قبل فيما يخص هذه الظاهرة حيث أخذت جريمة الخيانة الزوجية مكانا لها بين أروقة المحاكم والمتهم قد يكون الزوج أو الزوجة، ورغم عدم وجود إحصائيات دقيقة حول عدد هذه القضايا، إلا أن الواقع يقول إنها تعدت المعقول. المرأة تخون باسم الحب يرجع الأخصائيون الاجتماعيون أسباب خيانة المرأة لزوجها لعدة أسباب ترتبط أولا بشخصية المرأة وطريقة عيشها مع زوجها، حيث إن المرأة دائما تحلم بالرجل الذي يحميها ويوفر لها الضروريات والأمور التي تطلبها وفي حالة عدم الاستقرار قد تنجر وتنخدع بكلام رجل آخر لا ترى فيه النقائص الموجودة في زوجها فكثير من النساء انساقوا وراء رجال باسم الشعور بالحب والطمأنينة التي لم يوفرها لها زوجها، فحسب «سعاد « امرأة متزوجة تقول إن المرأة إذا خانت يكون عن حب عكس الرجل يخون قد يكون من اجل التسلية أو تغيير الروتين آو من اجل الانتقام من زوجته،عكس المرأة لأنها تنجر وراء عواطفها وأحاسيسه وهذا لا يعني لان هناك نساء لا ينجرون وراء المال أو البحث عن رجل بمستواها العلمي خاصة أن الكثيرات قد تزوجن في السابق زواج تقليدي بمعنى انه لم تكن هناك علاقة للتعارف بين الطرفين الأمر الذي يجعلهن يفضلن البحث عن الشخص الملائم لهن بدل الزوج الحالي. السبب وراء خيانة الرجل الرجل معروف بالميل إلى الطرف الآخر والخيانة، لذا فالشعور بالرضا في حياته أمر مهم وحيوي للغاية، فإن لم يشعر الزوج بالرضا في علاقته مع زوجته ولم يكن مرتاحا، يبحث عن وسائل أخرى تمكنه من الحصول عليها، وعدم الشعور بالراحة في علاقة الرجل بزوجته يعتبر السبب الرئيسي للخيانة، خاصة مع مرور سنوات على الزواج، مع العلم أن ليس كل الأزواج الذين يعانون من هذه الحالة يلجؤون إلى الخيانة، لكن بعضهم يشعر بالضعف أمام تلبية احتياجاته الجسدية التي لا توفرها الزوجة، كما أن شعور بعض الرجال بالملل من الحياة الزوجية، وانشغال الزوجات بالهموم اليومية مثل الاهتمام بشؤون البيت وتربية الأطفال، خاصة إذا كانت الزوجة عاملة، تتراجع مكانة الزوج من دون قصد من الزوجة، هذه أمور قد تدفع بعض الرجال إلى البحث عن راحتهم التي لم يجدوهاعن زوجاتهم وهناك بعض الزوجات اللاتي يدفعن بأزواجهن من دون أن تدرين إلى البحث عن امرأة أخرى من خلال التذمر الدائم والصوت العالي ولومه على أتفه الأسباب، ما يشعر بعض الأزواج بالسأم من الزوجة المزعجة ومن الحياة الزوجية نفسها والبحث عن حياة أكثر هدوءا في مكان أخر.و إهمال الزوجة لمظهرها وملابسها يمكن أن يدفع الزوج إلى الخيانة، فهو يرى في المرأة الأخرى ما يحب ويتمنى أن يراه في زوجته المهملة في نفسها،وأحيانا قد لا يكون هناك سبب منطقي لخيانة الرجل وانغماسه في علاقات خارج إطار الزواج سوى الرغبة في تغيير المشهد وقضاء الوقت مع امرأة أخرى وفي الكثير من الأحيان فهو يرفض خيانة زوجته.  ومن جهة أخرى هناك بعض الرجال لهم ماض عاطفي حافل حيث كانوا يرتبطون بعلاقات عديدة قبل الزواج، بعضهم ينهي هذه الصفحة من حياته إلى الأبد بمجرد ارتباطه بزوجة وأسرة، لكن والبعض الآخر يترك هذه الأمور مواربة، وفي فترة ما من حياته، وربما من خلال لقاء عابر، يعيد فتح هذه الصفحة مرة أخرى والكثير من الأزواج لا يفكرون في تكرار سيناريو خيانة زوجاتهم مجددا، لكن بعضهم قد يكونون من ضعفاء النفوس بحيث لا يستطيعون مقاومة الوقوع في الخيانة نتيجة إغراءات امرأة جميلة ومثيرة، ويرتكبون الخيانة كما يحدث في الأفلام السينمائية نتيجة غواية امرأة. للخيانة الزوجية أثار اجتماعية ونفسية على الزوجين والأبناء الخيانة الزوجية هي السبب في العديد من حالات الطلاق، حيث تسببت في تصدعات داخل العائلات، وعلى نحو يؤدي إلى حالات مأساوية خاصة لدى الأطفال فالمأساة التي يعيشونها بعد ذلك ذات طبيعة غير قابلة للإصلاح ولا يمكن تجاوزها بسهولة، وعن الآثار النفسية فقد أكد علماء النفس أن الخيانة لها مخاطر نفسية تتمثل في بروز اضطراب في شخصية الزوجين إضافة إلى إصابتهم باكتئاب وحالة من الانهيار العصبي الذي يؤدي للجنون أو الانتحار، كما يؤثر على الأبناء الذين شاهدوا خيانة أحد والديهم، مما يدفعهم على تقليدهم في المستقبل أو يزرع لدى الفتيات عقدا نفسية تتمثل في الانتقام من الرجال خاصة إذا كان والدهم قد خان أمهم الأمر الذي يجعلهن يرفضن الزواج خوفا من تكرر مأساة الخيانة معهن. القانون الجزائري يشترط التلبس لإدانة الخائنين  ما يجهله كثيرون أنه حتى بضبط الخائنين داخل منزل الزوجية، فلن يكونا خائنين في نظر القانون الجزائري إلا بوجود دليل مادي وهو «وضعية التلبس»، وعن هذا الأمر يؤكد المحامون بأنه من الصعوبة إثبات الخيانة الزوجية، إلا في حالات القبض على الزوجة متلبسة بفعلتها من طرف مصالح الأمن، ما يتيح للزوج رفع شكوى للعدالة لمعاقبة الفاعلة وشريكها، ولتسريع الطلاق يعتمد الزوج على محاضر خيانة الزوجة ويقدمها كدليل أمام فرع شؤون الأسرة، وبعدها تحرم الزوجة من حقوقها المشروعة، مثل التعويض وحضانة أطفالها، لكن وحسب المحامي يتنازل بعض الأزواج عن الشكوى لسببين، الأول صفحهم عن الزوجات وهذه حالات نادرة، والسبب الثاني لتجنب الفضيحة خاصة من أصحاب المناصب المرموقة، لكنهم يواصلون في إجراءات الطلاق، وبهذا تفلت بعض الزوجات من العقاب.و من حق الزوجة التي تكتشف أن زوجها يخونها مع أخرى أن ترفع قضية طلاق للضرر، وهو ما يحدث بالفعل في العديد من قضايا الطلاق المرفوعة من الزوجات، فعندما يتم اتهام الزوج في قضية زنى مثلا، يجب أن يكون الدليل موجودا بمستند رسمي، لكن في حالات كثيرة تفشل الزوجة في تقديم الدليل على أن زوجها يخونها والأخذ برأي الشهود يكون حسب رؤية المحكمة. الخيانة الزوجية من الفواحش يرى علماء الدين أن الخيانة الزوجية سواء كانت من طرف الزوج أو الزوجة تلحق أذى كبير بالأسر وتعمل على تفكيكها مما يساهم في قطع صلة الأرحام بين أفراد الأسرة الواحدة، خاصة إن كانت الخيانة مع احد أفراد العائلة كان يخون الزوج زوجته مع أحد أفراد العائلة أو العكس، كما أن الخيانة تساهم في نشر الفاحشة والحقد والكراهية داخل المجتمع كما تؤدي إلى نشر الفضائح وارتكاب جرائم القتل، كما أرجعوا الظاهرة إلى الخلوة غير الشرعية إضافة لعدم إتباع تعاليم الدين، في حين أضافوا أن الخيانة تدفع إلى ارتكاب فاحشة الزنا التي اعتبرها الدين من السبع الموبقات غير أن هناك أزواج يتنازلون عن الشكاوي بعد الخيانة التي تكون من طرف معين حفاظا على سمعتهم، ومنهم من يسامحون خاصة إذا كان هناك بعض الاعتبارات، مثل الأبناء أو الارتباطات المادية الباهظة المترتبة على الطلاق، تمنع من اتخاذ قرار الطلاق المكلف ويستمرون في علاقاتهم الزوجية دون إثارة الفضائح ومنهم من يلجئون إلي الطلاق في سرية تامة من اجل المحافظة على سمعتهم وشرفهم أمام الناس،ومنهم من يفضل القصاص من الزوجات الخائنات بعيدا عن العدالة، عن طريق الضرب أو القتل.