بغداد ـ واس
نظم مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في جامعة بغداد بالتعاون مع السفارة اليابانية في العراق ورشة عمل جاءت تحت عنوان الحوار العراقي - الياباني وآليات التطور.
وجاء ذلك في حضور نائب رئيس البعثة الدبلوماسية في العراق السفير كانسوكيه ناغاوكا، وعدد من الأساتذة والباحثين من جميع تشكيلات الجامعة المختلفة.
وتأتي هذه الورشة للاستفادة من التجربة اليابانية في بناء دولة مؤسساتية بعد نهاية الحرب العالمية الثانية ومقارنتها بالتجربة العراقية في بناء دولة جديدة بعد عام 2003 ، ومن ثم الاستفادة من التجربة اليابانية على الأصعدة الإدارية والاقتصادية والسياسية .
وتعدَّ اليابان من البلدان الحيوية والفاعلة في آسيا والتي ارتقت بمستواها عالميًا وأصبحت تنافس الدولة المتقدمة في شتى المجالات بعد التغييرات التي شهدتها في نموها الاقتصادي بعد عام 1951 .
وأكد السفير الياباني في ورقة عمله التي شارك بها في الورشة :أنه على العراق التركيز على حل الأزمات الاقتصادية قبل كل شيء عن طريق تطوير القطاعات الصناعية الكبرى كالنفط والغاز من خلال إنتاج الحقول النفطية.
وأضاف السفير أن تقديم المشاريع الاستثمارية الميّسرة لمستثمرين أكفاء لاكتشاف المزيد من المصافي التي تطفو عليها مدينة البصرة، في الوقت الذي أكد فيه أهمية الاستفادة من الثروات المائية إلى جانب القطاع النفطي والاستفادة منه كثروة مائية إلى جانب كونها الشريان الأكبر في تغذية الأراضي الزراعية واعتماد الزراعة كمصدر للسلة الغذائية في العراق دون الاعتماد على الاستيراد، ليتوقف ناغاوكا عند دور المصارف الحكومية في دعم الصناعات والارتقاء بالصناعات العراقية التي شهدت تلكؤًا كبيرًا منذ عام 2003 .
وقدّم الأساتذة والباحثين المشاركين في الورشة أوراق عملهم ورؤاهم الجديدة في تطوير الدولة المؤسساتية وتذليل العقبات.
وفي ختام الورشة، قُدمت توصيات عديدة منها التركيز على أهمية دراسة التجربة النهضوية العربية مقارنة بالتجربة اليابانية في مختلف المجالات لبيان عوامل الضعف والقوة والاستفادة منها، فإن نجاح أي تجربة كتجربة اليابان تنبثق من النخب المثقفة والأكاديمية عن طريق الالتزام بالقوانين وإعادة بناء المجتمع العراقي وفقًا للروح العالمية بعيدًا عن الصراعات السياسية التي تنهك النسيج الاجتماعي أينما حلت.
يضاف إلى ذلك اهمية الاستفادة من الإمكانات اليابانية في المجالات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية عن طريق الارتقاء بالإدارة والتخطيط والتعليم، وذلك يأتي بإعادة تكوين الهوية العراقية وحل أزمة المواطنة بتوطيد العلاقات أولًا بين الشعب والنظام الحاكم وإعادة الثقة في طبيعة تلك العلاقات بالابتعاد عن الصراعات بين السلطات والأقليات، ومن ثم توطيدها بمحيطها العربي والإقليمي والعالمي عن طريق الانفتاح الثقافي والتكنولوجي والإطلاع على التجربة اليابانية كنموذج لتقدم البلدان وازدهارها .