حماية أسماك الدلافين

أعلنت هيئة البيئة في أبوظبي عن انتهائها من المسح البحري الأول لموائل الدلافين، والذي تم إجراؤه في المياه الساحلية لأبوظبي، في إطار برنامج الهيئة لحماية أسماك الدلافين.
 ويهدف البرنامج الجديد إلى مراقبة الدلافين في المياه الإقليمية في أبوظبي ودراسة طبيعتها البيولوجية، والتعرف على سلوكها وعاداتها وتحديد التوزيع الجغرافي لموائلها لحمايتها والمحافظة عليها من الانقراض.
وشارك بتنفيذ برنامج المسح البحري مختصين من إدارة التنوع البيولوجي البحري بالهيئة، بما فيهم عدد من الباحثين الإماراتيين لتنمية قدراتهم، فضلا عن مشاركة متطوعين من جمعية الإمارات للحياة الفطرية بالتعاون مع الصندوق العالمي لصون الطبيعة ومشروع دولفين الإمارات.
وتم خلال المسح البحري، الذي استمر لمدة 15 يوماً، استخدام  قوارب بحجم 45 قدم جهزت خصيصاً لهذا المسح، وتم تزويدها بمنصات مراقبة تغطي مساحة تصل لغاية 2000 كيلومتر من مياه أبوظبي الساحلية، الممتدة من غرب شبه جزيرة السلع حتى الحدود الشرقية مع دبي.
وذكرت عائشة يوسف البلوشي، مديرة إدارة التنوع البيولوجي البحري في هيئة البيئة في أبوظبي "إن وجود الدلافين في مياه أبوظبي يعتبر مؤشر مطمئن على صحة وجودة بيئتنا البحرية، وسيساهم برنامج حماية الدلافين الذي تطلقه الهيئة في التعرف على طبيعتها وتحديد أعدادها وتوزيعها الجغرافي في مياهنا الإقليمية، كما سيلعب دوراً رئيسياً في تحديد المخاطر الرئيسية التي تحيط بها حتى نتمكن من تطوير وتبني مبادرات بيئية تهدف إلى حمايتها".
وأضافت البلوشي "نفخر بشراكتنا المثمرة مع معهد "بوتلينوس" لبحوث الدلافين في إسبانيا، حيث مكنتنا تلك الشراكة من استخدام أحدث التقنيات التي تضمن تنفيذ برنامج حماية الدلافين وفق المعايير الدولية".
وتم الاعتماد على استخدام تقنية تصوير متطورة للتعرف على الصفات الفريدة لكل سمكة من أسماك الدولفين بالاعتماد على العلامات المميزة المتواجدة على زعانفها الظهرية كنظام تتبع للأسماك الفردية يعمل بكفاءة عالية، ونجح الفريق في تحديد أنماط حركة الدلافين وأحجامها وأعدادها التقريبية، كما استخدمت الهيئة مرة أخرى تقنية الطائرات بدون طيار المجهزة بكاميرات عالية الوضوح لتتمكن من تحديد عدد الدلافين التي تمت مراقبتها بدقة.
وتمكن المسح البحري من تحديد نوعين مختلفين من الدلافين في مياه أبوظبي الإقليمية، وهما دلافين الاحدبمن نوع "Sousa chinensis" والدلافين ذات الأنف القارورية"Tursiopsaduncus" التي تتميز بمنقارها الطويل، وقد تم تحديد 77 دولفين قارورية الأنف، منها 19 من الدلافين الصغيرة بالسن، و61 دولفين أحدب، منها 10 من الدلافين الصغيرة بالسن. كما رصدت الهيئة مشاهدة اثنين من الدلافين حديثي الولادة، المتوقع أنه كان قد تم ولادتهم في نهاية موسم الربيع/ بداية فصل الصيف الحالي في أبوظبي.
كما توصلت نتائج المسح البحري إلى تحديد فروقات واضحة بين مجموعات الدلافين الحدباءالمتواجدة في محمية مروَّح البحرية التابعة لهيئة البيئة في أبوظبي، وكذلك مجموعة الدلافين ذات الأنف القارورية في المنطقة الواقعة بين محمية الضبعية إلى رأس غناضة وبين السلع وصير بني ياس.
واختتمت البلوشي تصريحها قائلة "إن البيانات التي توصلنا إليها وفق المسح البحري ستساهم بشكل مباشر في تبني مبادرات رامية للحفاظ على التنوع البيولوجي في بيئتنا البحرية، وكذلك ستساعدنا في الحفاظ على التراث الطبيعي لإمارة أبوظبي وتوريثه للأجيال القادمة، وبإمكان الأفراد والمواطنين دعم جهودنا من خلال الإبلاغ عن أي دلافين يتم مشاهدتها قبالة الساحل من خلال الاتصال على مركز اتصال حكومة أبوظبي 800-555.