جامعة باريس السوربون - أبوظبي

نظمت جامعة باريس السوربون - أبوظبي محاضرة حول تاريخ أبوظبي ودولة الإمارات العربية المتحدة قدمها محمد عبد الجليل الفهيم رجل الأعمال الإماراتي.

و سرد الفهيم خلال المحاضرة شهادته و معايشته للتحول الجذري الذي حدث على مدى عقود وعكس صورة تراثية و ثقافية للمجتمع في أبوظبي وقدم صورة واضحة عن التطور الملحوظ في الدولة على مدى السنوات الماضية من المجتمع البدوي إلى نهوضه وتحوله لدولة حديثة لها مكانتها الثقافية والاقتصادية والأدبية على الخريطة العالمية.

وتعد الندوة رواية حية لشاهد عيان على التحول الجذري للمجتمع البدوي إلى بلد هو الأعلى في العالم من حيث دخل الفرد خلال / 30 / عاما فقط والمعاناة والكفاح التي كان يعانيها أهالي مدينة أبوظبي بعددهم القليل ذلك الوقت لعدم توفر سبل الحياة الكريمة من طعام ورعاية صحية و تعليم حتى الستينات من القرن الـ 20 عند ظهور البترول ثم قيام الاتحاد .

وتتبع في سرد قصة أبوظبي منذ البداية وحتى ازدهارها على يد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله ومن بعده صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة " حفظه الله ".

وأكد الفهيم أن حديث الذكريات حديث شائق وممتع لأنه يذكرنا بعظمة النعمة التي نعيشها بما يحويه من صور شظف العيش وقسوة الحياة التي كنا فيها في الماضي كانت أبوظبي مثلها مثل باقي إمارات الدولة تعيش حياة بداوة صعبة لكن عندما وهبها الله سبحانه وتعالى قائدا حكيما هو المغفور له الشيخ زايد بن سلطان مؤسس الدولة تطورت وازدهرت بسرعة أذهلت العالم .

وقال .. عاصرت أبوظبي قبل وبعد حدوث الطفرة التي نعيش فيها الآن فحينما أروي "قصة أبوظبي" فإن كلامي قد لا يؤثر في أبناء جيل اليوم والشباب الذين لم يكابدوا ما كابدناه من مشاق وهذا طبيعي كون هؤلاء قد نشأوا في الرفاهية وعاشوا في أجواء المكيفات واقتنوا السيارات الفارهة أما بالنسبة لجيلي فالحديث يبقى ذا شجن.

وأضاف الفهيم أن ما تحقق من نهضة إنما تحقق بعزم الرجال وصدق النوايا وإني أذكر أن الشيخ زايد قال ذات يوم " في يوم ما سنجلب الرمال من الصحراء لنشيد المباني " وقد كانت هذه المقولة غير مفهومة وغير مستساغة بالنسبة لي آنذاك فالرمال تحيطنا من كل جانب ولا شيء سواها حولنا ولا شيء فوقنا سوى الشمس الحارقة غير أن الأيام أثبتت صدق المقولة فها هي أبوظبي تتحول إلى واحة خضراء وقد جلبنا الرمل من الصحراء بالفعل لنشيد المباني.

وأكد أن الشيخ زايد كان ذا رؤية سباقة فكلامه عن التقدم والنهضة والبناء كان يبدو لنا من قبيل المستحيلات وكثيرا ما كنا نتساءل.. هل يمكن أن نلحق بقافلة المتحضرين وهل يمكن لهذه البقعة من الأرض التي كان سكانها يسمونها مليح لا من الملاحة والحسن وإنما من الملح الذي يستوطن تربتها فقد كانت أرضها "سبخة" غير صالحة للزراعة وكانت آبار المياه مالحة كانت تساورنا الشكوك ولكن سموه أثبت للجميع أن رؤيته سبقت الجميع.

وأكد الفهيم أن الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان لما تولى الحكم في أبوظبي لم يحد عن نهجه وظل متحمسا نشيطا يتابع كل صغيرة وكبيرة بنفسه ولا يترفع عن افتراش الرمل ليجلس مع البسطاء من شعبه يشاطرهم الطعام ويصغي إلى همومهم وأحلامهم ويلبي طموحاتهم وهكذا تآلفت القلوب وما كنا نحسبه مستحيلا رأيناه واقعا يتجسد أمام عيوننا.

وشدد على أن ظهور النفط لم يكن هو العامل الأساسي للنهضة التي تعيشها أبوظبي والإمارات ولكن العامل الأول والأساسي هو حكمة وعزيمة المغفور له الشيخ زايد الذي أعاد التفاوض على امتيازات شركات النفط وتحسين شروطها وإتاحة الفرصة للمواطنين للعمل بها والتجارة معها بشروط أفضل بكثير مما كانت عليه حيث كانت الأولوية في العمل بهذه الشركات خاصة في الوظائف الأفضل للهنود والأجانب.

وطالب الفهيم الشباب والأجيال الجديدة بالحفاظ على ما وصلت إليه دولة الإمارات العربية المتحدة من ازدهار وتقدم والبناء عليه للوصول بالدولة إلى مصاف الدول الكبرى .. مشددا على أن كل نجاح حققته الدولة بذل فيه جهد وعرق وطني يستحق الإشادة والتقدير.

المصدر:وام