لا يوجد تاريخ لانتهاء صلاحيّة العلاقة الحميمة بين الزوجين، حيث بإمكانهما الاستمرار في هذه العلاقة حتّى نهاية العمر. إلا أنّه قد تطرأ بعض المشاكل في مراحل معيّنة من الحياة الزوجيّة، فتعكّر صفوها، ما ينعكس سلباً على التواصل الحميم بين الزوجين. مهما تكنْ هذه المشاكل، يمكن للحوار بينهما، القائم على الصراحة ومراعاة الآخر، أن يؤمّن الحلّ الشافي لدوام سعادتهما... إليك أبرز هذه المشاكل وحلولها.
ضغوط الحياة
يمكن لمعدّل الرغبة بين الزوجين أن ينخفض أحياناً، وقد يحدث تغيير في أسلوب الأداء أو في الاستمتاع التامّ والوصول إلى النشوة الحميمة، تفرضه المرحلة العمريّة للطرفين، أو ضغوط الحياة. إلا أنّه هناك بعض المشاكل التي قد تقضّ مضجع الزوجين، تكون ناتجة عن غياب التجديد بينهما، ما يؤدّي إلى تأخّر وصول المرأة للنشوة والإشباع الكامل. كذلك يلاحَظ هروب بعض الرجال أحياناً من ممارسة العلاقة الزوجيّة، لأسباب مَرضيّة أو خوفاً من الفشل في تحقيق الإشباع الكامل لزوجاتهم.
في هذا المضمار، يؤكّد الدكتور رؤوف الحوفي، استشاري الصحّة الجنسية والأمراض التناسلية، أنّ كثيرين من الرجال يفقدون الرغبة في ممارسة العلاقة الحميمة مع ازدياد مشاغلهم اليوميّة ومشاكل الحياة، فيتركون أنفسهم فريسة الهموم. وهنا، يعزف الرجل عن العلاقة الحميمة، خصوصاً لدى ملاحظته عدم وصول زوجته إلى مرحلة الإشباع الكامل، نتيجة عدم قدرة الإثنين على الاستمتاع أو حتّى التفكير في شيء ممتع أثناء العلاقة.
أسباب فسيولوجيّة
يلفت الدكتور رؤوف الحوفي أيضاً إلى أنّ هناك بعض الأسباب المَرضية التي من الممكن أن تجعل الزوج يهرب من أداء العلاقة الحميمة، خوفاً من الفشل. ولعلّ أهمّها الإصابة بمرض السكّر على المدى الطويل، ما يؤثّر سلباً على الأعصاب المغذّية للأطراف، وكذلك على الأوعية والشرايين، فيؤدّي إلى حدوث ضعف في الانتصاب لدى الرجل، الذي يعزف في هذه الحالة عن العلاقة الحميمة، لتجنّب الإحساس بالفشل، خصوصاً في عدم قدرته على إرضاء زوجته.
تجديد الرغبة
من جانبه، يؤكّد الدكتور محمود سمّور، استشاري الصحّة الجنسيّة في جامعة القاهرة، أنّه إذا كان الرجل يتجنّب العلاقة بسبب فقدان الرغبة بين الزوجين، هنا تقع على الزوجة مهمّة أن تعيد هذا الحماس إلى زوجها، وذلك عن طريق التجديد والتطوير في أسلوب أدائهما، خصوصاً في مرحلة التمهيد للعلاقة. ويضيف د. سمّور: «حتّى وإنْ كانت هذه العمليّة تستغرق وقتاً أطول، ولم تكن هناك أسباب مَرضيّة تمنع الاستمتاع بالعلاقة ووصول كلا الزوجين إلى النشوة، من الأفضل أن يواصل الإثنان في البحث عن التجديد والتغيير». كما يشدّد على ضرورة أن يغيّر الزوج في أسلوب ملاطفته لزوجته ومداعبتها. كذلك، على الزوجة أن تعمل على تغيير ردود أفعالها، وأن تكون أكثر جرأة مع زوجها خلال ممارسة العلاقة الحميمة. كما على كلٍّ من الطرفين أن يُظهر للآخر رغباته وأهوائه وما يساعده على الوصول للنشوة؛ وذلك إمّا بالكلام المباشر أو بالتلميحات.
خصوصيّة جسم المرأة
من جانبها، تؤكّد الدكتورة ليندا نعمان، استشاريّة الصحّة الإنجابيّة، أنّ المرأة تتأخّر في الوصول إلى النشوة على عكس الرجل، وهي تحتاج إلى ما لا يقلّ عن ثلث الساعة لبلوغها، وذلك لاختلاف تركيبة جسم المرأة عن الرجل.
كما أنّه من الصعب على المرأة أن تحافظ على تركيزها خلال العلاقة الحميمة لفترة طويلة من دون أن تتشتّت أفكارها، ما يساهم أيضاً في صعوبة وصولها إلى النشوة بسرعة. تقول بعض الدراسات في هذا الشأن إنّه من أصل كلّ عشر مرّات تمارس فيها المرأة العلاقة الحميمة، تصل إلى النشوة ثلاث مرّات فقط. كما تلفت د. نعمان إلى أنّ 80 % من حالات النشوة عند المرأة نفسيّة، لا جسديّة؛ وعلى هذا، لا يوجد دواء من شأنه الإسراع في بلوغها الذروة.
لا للكذب والتمثيل
تضيف الدكتورة ليندا نعمان: «الكذب والتمثيل بشأن بلوغ المرأة للنشوة يُعتبران مسكّنين وقتيّين للمشكلة، والخطورة هنا تكمن في عواقب استخدام هاتين الحيلتين لمرّات متكرّرة. فإذا مثّلت المرأة على زوجها، واقتنع بأنّها سعيدة، سيبقى الحال على ما هو عليه، ولن يسعى الرجل إلى تجديد علاقتهما، لجهله المشكلة التي تخفيها زوجته عنه». ثمّ تطرح الحلّ بقولها: «عوضاً عن ذلك، يجب على الزوجة أن تفتح حواراً مع زوجها، خارج وقت الممارسة الحميمة، حول ما ترغب فيه في العلاقة بينهما، وما تحسّ به أثناء ذلك. ويجب ألا نغفل أنّ النجاح في بلوغ النشوة يحتاج من الإثنين صبراً ووقتاً وصراحة، حتّى يحصلا على الخبرة التي تؤهّلهما الوصول إلى الرضا في حياتهما الحميمة».
واجبات كلٍّ من الزوجين
تفيد د. نعمان بوجوب أن تكون الزوجة مبدعة في أفكارها، وأن تساعد الزوج في الابتعاد عن النمطيّة في الأداء، بالاقتراح والترغيب والطلب والممارسة، خصوصاً وأنّ الرجل عادةً لا يكرّس وقتاً لوضع زوجته في المزاج الرومانسي، إنّما يسعى إلى إتمام العلاقة ليشعر هو بالاستمتاع.
أمّا الزوج، فعليه أن يراعي واقع أنّ زوجته، في كثير من الأوقات، غير قابلة للاستثارة، وأنّها بحاجة إلى مجهود أكبر وأطول من قِبله. لذلك، عليه أن يطيل فترة المداعبة والملاطفة، مع التركيز على النقاط المؤثّرة في جسمها Trigger Zones. وهنا، على الزوجة مساعدة الرجل في التعرّف على هذه النقاط، لأنّها قد تختلف من امرأة إلى أخرى.
كما يجب مراعاة أنّ الفتيات اللواتي قد خضعن للختن في الصغر، تكون استجابتهنّ للمؤثّرات الجنسيّة بطيئة، وهنّ يحتجن بالتالي إلى وقت كافٍ للمداعبة، حتّى يبلغن الرغبة الشديدة في العلاقة الزوجيّة.
أرسل تعليقك