سدد متبرعان 96 ألف درهم (أحدهما 50 ألفًا والآخر 46 ألفًا)، كلفة علاج المريضة "أم سمير" (سورية ـــ 74 عامًا)، التي تعاني سرطان الرئة، ونسّق "الخط الساخن" بين المتبرعين وإدارة مستشفى دبي لتحويل المبلغ إلى حساب المريضة.
ونُشرت في 10 نيسان/أبريل الماضي، قصة معاناة "أم سمير" مع مرض السرطان، الذي أصبح يهدد حياتها بالخطر في حال لم تخضع لعلاج كلفته 96 ألف درهم، ولظروفها المالية الصعبة لم تستطع تأمين المبلغ.
وأكدت التقارير الطبية الصادرة عن مستشفى دبي، اطلعت عليها "الإمارات اليوم"، أن المريضة دخلت المستشفى في 19 مارس الماضي، تعاني سرطان الرئة، وترتب عليها 23 ألفًا و664 درهمًا، ومازالت تتلقى العلاج، وتحتاج إلى 36 جرعة علاج كيماوي، كلفة الواحدة 2012 درهمًا.
وأعرب ابن (أم سمير) عن سعادتهم وشكره العميق للمتبرعين، لوقفتهم مع والدته في معاناتها من المرض، في ظل الظروف التي يمرون بها، مؤكدًا أن هذا التصرف ليس غريبًا على شعب الإمارات الذي يتصف بالإنسانية وحب العمل الخيري.
وكان ابن "أم سمير" روى قصة معاناة والدته مع المرض، قائلًا: "في نوفمبر الماضي، كانت والدتي في سورية، وأصيبت فجأة بضيق في التنفس، مصحوب بألم شديد، فنقلها أخي إلى إحدى العيادات، وتمت معاينة حالتها، وإجراء أشعة على الصدر، أظهرت وجود ماء في الرئة اليسرى، ونصح الطبيب بضرورة نقلها إلى أقرب مستشفى حكومي".
وأضاف: "خضعت والدتي لعملية جراحية لإزالة الماء من رئتها، وبعد الحصول على تقرير من الطبيب المعالج بأنه لا مانع من سفرها، نقلناها إلى الإمارات لاستكمال العلاج".
وتابع: "أخذت والدتي مباشرة من المطار إلى مستشفى دبي، للاطمئنان على وضعها الصحي، وتم إدخالها إلى قسم الطوارئ، وطلب منا الطبيب أن تظل في المستشفى لتلقي العلاج وإجراء الفحوص اللازمة، والتي بينت أنها مصابة بالتهاب في الرئة، وتحتاج إلى تناول مضادات وأدوية، وظلت والدتي في المستشفى 12 يومًا، شعرت بعدها بتحسن كبير في صحتها، وسمح الطبيب بنقلها إلى المنزل".
وأكمل الابن: "بعد أسبوعين من خروجها من المستشفى أصيبت بحمى وسعال، وضيق شديد في التنفس، فنقلتها إلى مستشفى دبي، وتم إجراء الفحوص اللازمة، وتبين عودة الماء إلى الرئة مرة أخرى، وكان لابد من إزالته بأسرع وقت".
وتابع: "تم تركيب أنبوب لها في الرئة لاستخراج الماء، ومكثت ثلاثة أيام حتى أزيل بشكل نهائي، وأخبرنا الطبيب بأن حالتها استقرت، وتم إعطاؤها أدوية تستمر عليها فترة".
وقال: "في مارس الماضي، شعرت والدتي بوجود ورم في مكان العملية التي أجرتها في سورية من جهة الظهر، وكانت تتألم بشدة منه، فراجعنا الطبيب، وشخص الحالة على أنها التهاب بسيط، لا يشكل أي خطورة عليها، ووصف لها بعض الأدوية، لكن بعد فترة لاحظنا أن الورم يتزايد حجمه، وشعرنا بالخوف من أن يكون خبيثًا".
وأضاف الابن: "طلب منا الطبيب أخذ خزعة من هذا الورم، للتأكد من طبيعته، وقد أظهرت الفحوص أنها مصابة بسرطان الرئة، وتحتاج إلى البدء فورًا في العلاج الكيماوي، لتفادي انتشاره في جسدها".
وواصل: "بعد سماعي الخبر أصبت بصدمة كبيرة، خوفًا من فقدان والدتي، خصوصًا أن كلفة علاجها باهظة، إذ تحتاج إلى 36 جرعة كيماوي، تبلغ قيمتها 72 ألفًا و432 درهمًا، إضافة إلى فاتورة علاجها وتبلغ 23 ألفًا و664 درهمًا، أي بكلفة إجمالية 96 ألف درهم، في حين أن وضعي المالي صعب جدًا، فأنا المعيل الوحيد لأسرتي، وأعمل في إحدى الجهات براتب 11 ألف درهم، يذهب منه 3100 درهم لإيجار السكن، والباقي لمصروفات الحياة، ولا يكفي لدفع ولو جزءًا بسيطًا من تكاليف العلاج".
أرسل تعليقك