مليون سيّدة على الأقلّ في العالم يعانين من سرطان الثدي... هذا ما أكّده خبراء علاج الأورام الذين أشاروا إلى أنّ هذا المرض يُعتبر العدوّ الأوّل للمرأة على مستوى العالم، كونه الأكثر انتشاراً مقارنة بغيره من أمراض السرطان. ولكنْ يبقى الاكتشاف المبكر للمرض هو الضمانة بشفاء 95 % من الحالات.
يؤكّد الدكتور محسن برسوم، استشاريّ علاج الأورام في جامعة القاهرة، أنّ سرطان الثدي من أكثر الأورام التي تهدّد المرأة على مستوى العالم، فحوالي 30 % من السرطانات التي تصيب المرأة هي أورام الثدي. أكثر من نصف تلك الحالات سُجّلت في أوروبا وأميركا الشمالية، فمثلاً، في أميركا هناك حوالي 180 ألف حالة جديدة لسرطان الثدي سنويّاً، تذهب ضحيّتها أكثر من 40 ألف مريضة. وتشير الإحصاءات الأميريكية إلى أنّ واحدة من كلّ ثماني أو عشر نساء تصاب بسرطان الثدي. ويضيف الدكتور محسن برسوم أنّ النسبة في السعودية مخيفة، فسرطان الثدي يأتي في المرتبة الأولى على لائحة أمراض السرطان التي تصيب النساء في المملكة، حيث يمثّل حوالي 28 % من إجمالي حالات هذا المرض المكتشفة.
الوراثة والسمنة
يشير الدكتور عمرو الغازي، استشاريّ علاج الأورام في جامعة القاهرة، إلى أنّ "أسباب انتشار الإصابة بسرطان الثدي غير معروفة حتى الآن، فهناك عوامل تزيد من احتمال الإصابة، منها تاريخ العائلة المرَضيّ. فهناك احتمال حدوث سرطان للثدي إذا أصيبت قريبات المرأة، مثل أمّها أو أختها، بالورم، خصوصاً قبل انقطاع الطمث".
وهناك علاقة بين الإصابة بسرطان الثدي والتقدّم في العمر، ونسبيّاً لدى النساء اللواتي كان أوّل حمل لهنّ بعد سنّ الثلاثين، إلى جانب عوامل التدخين والبدانة والنمط الغذائيّ والبيئة التي تعيش فيها المرأة. إلا أنّ هناك 75 % من المصابات بسرطان الثدي لم يتمّ التعرّف على سبب واضح لإصابتهنّ بهذا الورم.
اكتشفيه بنفسك
ويضيف الدكتور عمرو الغازي مؤكّداً: "هناك أعراض يجب ملاحظتها مبكراً لمنع الإصابة بهذا المرض، منها ظهور كتلة في الثدي محسوسة عند الضغط عليها، زيادة سماكة الثدي، إفرازات الحلمة أو تغيّر في حجم وشكل الثدي". وينبغي على المرأة مراجعة الطبيب إذا لاحظت أيّ ورم في هذه المنطقة، علماً إنّ هذه التغيّرات قد تحدث بصورة طبيعيّة عند الحمل أو الرضاعة أو قبل الحيض أو بعده عند بعض النساء. وتكمن خطورة استفحال الورم وإهماله في ضرورة استئصال الثدي، إلى جانب زيادة احتمال انتقال السرطان إلى أماكن أخرى في الجسم، وفي مقدّمها العظام.
الطرق العلاجية
على جانب آخر، يؤكّد الدكتور حسن سليمان، استشاريّ علاج الأورام في مستشفى دار الفؤاد: "الاكتشاف المبكر لهذا المرض يساعد على شفاء 95 % من الحالات، لكنّ تأخير التشخيص يهبط بهذه النسبة إلى 20 %". لذلك، على المرأة مراجعة الطبيب باستمرار، كذلك إجراء الفحص الذاتي والفحص الإشعاعي. وإذا تمّ الاكتشاف المبكر وكان الورم في حدود الـ3 سنتمترات، فإنّ العلاج لا يستلزم استئصال الثدي، حيث يمكن استئصال الورم وعلاج باقي الثدي بالأشعّة. أمّا إذا كان الورم أكبر من ذلك أو انتشر إلى الغدد الليمفاوية، فلا بدّ من اللجوء إلى العلاج الكيميائي والهرموني.
ويشير الدكتور حسن سليمان إلى أنّ الطرق العلاجية لورم الثدي متعدّدة، منها:
- الجراحة: وهي تختلف باختلاف حجم الورم ومدى انتشاره.
- العلاج الإشعاعي: هو علاج موضعي يتمّ بواسطة استخدام أشعّة قويّة تقوم بتدمير الخلايا السرطانية.
- العلاج الكيميائي: هو علاج شامل بشكل دوري، يقوم على تناول عقاقير عن طريق الفم لقتل الخلايا السرطانية.
- العلاج الهرموني: وهو يعمل هذا العلاج على منع الخلايا السرطانية من تلقّي الهرمونات الضرورية لنموّها، ويتمّ عن طريق تناول أدوية تغيّر عمل الهرمونات، أو عن طريق إجراء جراحة لاستئصال الأعضاء المنتجة لهذه الهرمونات، مثل المبايض.
الاستعداد لتلقّي علاج السرطان
يقول الدكتور محمود قورة، استشاريّ علاج الأورام في القصر العيني: "طالما لم يبدأ العلاج، لا نعلم ما هي الأعراض الجانبية للمرض، وما سيكون وضع المريضة بعد العلاج. الأفضل في مثل هذه الحالة أن تركّز انتباهها على العلاج، وأن يكون وضعها النفسي على أحسن حال. فيجب أن يكون تفكير المريضة إيجابيّاً، وأن يكون نظام أكلها طبيعيّ، حتى لو كانت تعاني من مشاكل في الأكل. وكلّما ازدادت معرفتها بهذا المرض، كلّما ساعدها هذا على التغلّب على الأعراض الجانبية" .
ويضيف: "الشعور بالغثيان أو الدوران أو فقدان الشهيّة هو استجابة طبيعية للشعور بالخوف، وما يرافق ذلك من توتّر عصبيّ. وحالما تباشر المريضة العلاج وتجتاز مرحلة القلق وتعيش هذه المرحلة على حقيقتها، فسيتحسّن، لا شكّ، وضعها النفسي وتتحسّن شهيّتها".
ويشير الدكتور قورة إلى أنّ الكثير من المريضات يشعرن بشهيّة أفضل في الصباح، لذا عليهنّ استغلال هذه الفرصة وأكل المزيد، لتصبح وجبتهنّ الصباحية الوجبة الرئيسية، ويؤجَّل تناول الوجبات المبنيّة على السوائل لوقت متأخّر.
إذا لم تشعر المريضة بالتحسّن ولم ترغب إلا بأكل نوع أو نوعين من الغذاء، عليها أن تواصل تناولها هذا الطعام، يشدّد الدكتور قورة، حتى تتوفّر لديها الرغبة في أكل غذاء آخر. كما أنْ تحاول استهلاك وجبات غذائية سائلة للحصول على المزيد من الطاقة والبروتينات.
أمّا إذا شعرت المريضة، في إحدى الأيّام، بعدم توفّر الرغبة لديها في الطعام، فلا يجب أن تقلق أبداً، إنّما يجب أن تبذل ما في جهدها لتناول الطعام، وأن تعود إلى تناوله فوراً عند الرغبة فيه، مع ضرورة إخبار الطبيب بوضعها إذا لم تشعر بالتحسّن في غضون أيّام قليلة.
ويضيف الدكتور قورة أنّ شرب الكثير من السوائل، وخصوصاً في الأيّام التي لا تجد فيها المريضة رغبة في تناول الطعام، يعوّض عن نقص تناول الطعام؛ وأنّ الماء ضروري للجسم ليقوم بوظائفه بصورة مناسبة. ففي حصول المريضة على السوائل الغذائيّة. إذا كانت المريضة شابّة، يكفي أن تشرب 6 إلى 8 أكواب يوميّاً. ومن المفيد أن تبقي معها عبوة من الماء على الدوام، لأنّ ذلك سيجعلها تعتاد على استهلاك المزيد من السوائل يوميّاً.
أرسل تعليقك