مقتل طفلة سورية يثير كثيرًا من الجدل حول أهداف الطيران الروسي
آخر تحديث 23:34:17 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

295 مدنيًا ضحايا ضربات موسكو الجوية خلال شهر واحد

مقتل طفلة سورية يثير كثيرًا من الجدل حول أهداف الطيران الروسي

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - مقتل طفلة سورية يثير كثيرًا من الجدل حول أهداف الطيران الروسي

صحيفة "الغارديان"
دمشق ـ نورخوام

عرضت صحيفة "الغارديان" البريطانية قصة الطفلة السورية رغات (5 أعوام)، والتي قتلت في إحدى الغارات الروسية التي تشنها مقاتلات "سوخوي" على المدنيين السوريين على الحدود بين سورية وتركيا.

وأحبت الطفلة رغات الغناء وطلاء الأظافر ومشاكسة شقيقتها الصغرى، كما بدأت تتعلم الأبجدية في الحضانة، وتظهر صورتها الأخيرة، التي التقطت قبل عشر دقائق من سقوط القنابل الروسية، سوارًا جديدًا في معصمها وأظافرها المطلية حديثًا وتضع قبلة على شقيقتها الرضيعة.

وأفادت أمها سهير وهي تعرض فيديو لطفلتها الراحلة: "أخذت أطفالي إلى سورية في زيارة لمدة ستة أيام فقط"، وفيما بكت حزنًا كان ابنها حسين (4 أعوام) يحتضنها ليجفف دموعها، إذ أنه أصغر من أن يستوعب أن أخته اختفت.

وترقد رغات الآن على بعد أميال من الحدود التركية مع سورية في بلدة حبيت بالقرب من إدلب، حيث توفيت في تشرين الأول / أكتوبر مع جدها وابن عمها أحمد، وعندما انتهى الهجوم عثر عليها ملفوفة في حضن مدرس الرياضيات البالغ من العمر (28 عامًا) أحمد، والذي حاول أن يحميها عندما سقطت القنبلة الأولى، ولكن جسده لم يكن درعًا قويًا بما فيه الكفاية، ولم يرها والدها أبدًا بعدها.

وتعد أسرة رغات واحدة من مئات الأسر التي فرقتها منذ أكثر من شهرين كثافة القصف الروسي على معارضي الرئيس بشار الأسد.

وقتلت ضربات التحالف الجوي بقيادة الولايات المتحدة مدنيين أيضًا، ولكن لديها قواعد أكثر صرامة للاشتباك، إذ لم يكن هناك أية تقارير عن سقوط ضحايا بين المدنيين من الغارات الجوية التي بدأت في حقل آل عمر من قبل طائرات "تورنادو" البريطانية هذا الأسبوع.

وأوضح السوريون أن الروس ليسوا متهورين دائمًا في اختيار الأهداف، ولكن يبدو أنهم يقصفون عمدًا بعض المناطق المدنية.

ويعتقد الناجون الذين يعالجهم الأطباء حاليًا، بأن طائرات "سوخوي" التي تحلق من قاعدة جوية جديدة في محافظة اللاذقية الساحلية، تضرب المنازل في حملة متعمدة لكسر معنويات المقاتلين وإخلاء مساحات من الريف، وأضافوا أنهم يستهدفون المدنيين ليلًا كي لا يحددون هوية الطائرات.

وقتلت الضربات الجوية الروسية 295 مدنيًا على الأقل في سورية خلال تشرين الأول / أكتوبر وحده، وفقا لمجموعة مراقبة "إيرويرز"، والتي تحافظ على قاعدة بيانات واسعة من الصور، والفيديو، والتقارير والسير الذاتية للقتلى.

وذكر كريس وودز، الذي يدير مشروع المجموعة: "بناء على جميع التقارير الميدانية، عدد الإصابات في صفوف المدنيين المزعومة المنسوبة إلى روسيا تتفوق على عدد ما نراه من إصابات جراء قوات التحالف التي تقودها الولايات المتحدة".

وأضاف: "نعتقد بأن السبب الرئيسي هنا للخسائر المرتفعة جدًا هو نوع الذخائر التي تستخدمها روسيا، ومعظمهم من القنابل الغبية التي تعني دائمًا تقريبًا المزيد من الوفيات بين المدنيين، السبب الثاني هو أين وكيف تقصف روسيا، فلا شك أن روسيا تقصف الأحياء المدنية".

وصوّر ناشط بارز في مجال حقوق الإنسان لا يزال يعمل داخل سورية ما جرى بعد المعركة بالفيديو، فيما ظهرت فيه صورة جثة الطفلة رغات ما يدل على أنها ماتت على يد المقاتلات الروسية.

وأكدت الأسرة التي طلبت إخفاء لقبها لحماية أقاربهم الذين ما زالوا في سورية، أنهم لم يكونوا يتوقعوا غارة على الرغم من أن الطائرات الروسية ظلت تطن في جميع أنحاء المنطقة لمدة أربعة أيام للمراقبة على ما يبدو.

وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قال إن مقاتليه سوف يستهدفون الجماعات المتطرفة، وكان منزل العائلة على بعد أكثر من 60 ميلًا من أقرب قاعدة لقوات "داعش".

وأصبح من الواضح الآن أن الطائرات الروسية كانت أكثر تركيزًا على ضرب معارضي الرئيس الأسد أكثر من "داعش"، وكان خط المواجهة لا يزال على بعد أميال عدة.

ويبدو أن القتل بالفعل يرسخ الحرب ويأجج التطرف، فيسعى المقاتلون المناهضون للأسد إلى الانتقام وتقوية القوة الواهنة من مجموعاتهم الخاصة، كما يسعون إلى التحالف مع قوى المعارضة التي يتم توفيرها بشكل جيد وموثوق في سورية ومن بينهم "داعش".

وذكر علي وهو عم الطفلة رغات ويقاتل مع الجيش السوري الحر الذي يريد الانضمام إليه على الخطوط الأمامية للانتقام من وفاة اثنين من الأخوة الأصغر سنًا في عائلته: "داعش ليس جيدًا، ولكن الكثير من الناس يعتقدون بأنهم يفعلون الشيء الصحيح ضد النظام".

ويخشى علي الذي لم يكن في المنزل عندما ضربت الطائرات، أن تتحول عائلات أخرى إلى حلول أكثر راديكالية، وقال: "لا يوجد عناصر من داعش في منطقتنا على الإطلاق، ولكن سيكون هناك قريبًا".

وكان والد علي، عبد الرزاق البالغ من العمر (56 عامًا)، من أول ضحايا المدنيين من الغارات الروسية، وضرب في غارات حبيت أثناء محاولته الفرار لأسفل من الطابق العلوي من المنزل، ومعظم الأسرة كانت موجودة بالفعل في الطابق السفلي، وتمكنت من الاندفاع إلى بر الأمان، وتركوا رغات فقط.

وفر أفراد الأسرة إلى تركيا عام 2012، ولكن توقفت منذ عامين مدفوعات المعاشات التقاعدية من قبل الحكومة لعبد الرزاق، وهو ضابط متقاعد في الجيش السوري.

ولم تستطع العائلة تحمل تكاليف الإيجار، ولكنهم كانوا حريصين على تجنب مخيمات اللاجئين الكئيبة، إلا أن اطمئنانهم لأن وطنهم تحت سيطرة المتمردين، ولم يسبق له أن تعرض للقصف، جعلهم يقررون المخاطرة بالعودة إلى هناك.

وبقيت سهير فقط مع زوجها، الذي وجد عملًا في تركيا، وافتقدت والديها وإخوتها، وبعد عامين من محاولة إقناع زوجها بالسماح لها بأخذ الأطفال للاحتفال بالعيد، عبرت عائدة إلى سورية قبل أيام من بدء الحملة الروسية.

وتوفت رغات في ملابس العيد الجديدة وسوار ذب حبات اشترته لها عمتها المفضلة "رسمية"، التي درست هندسة الكمبيوتر قبل الحرب.

وأفادت "رسمية" بأنها لا تزال ترتدي سوار ابنة أخيها، مع اتشاحها بالسواد الدائم، حدادًا على روح الطفلة التي لا ذنب لها في هذا الصراع.

وأردفت: "لماذا الروس يقصفون الشعب السوري، ماذا فعلنا من خطأ، نريد أن يرى الناس ما يحدث في سورية، من فضلك أخبر العالم".

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مقتل طفلة سورية يثير كثيرًا من الجدل حول أهداف الطيران الروسي مقتل طفلة سورية يثير كثيرًا من الجدل حول أهداف الطيران الروسي



GMT 19:13 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 16:12 2018 الأحد ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

خليفة و بن راشد وبن زايد يهنئون رئيس بنما بذكرى الاستقلال

GMT 13:59 2015 السبت ,31 تشرين الأول / أكتوبر

تصاميم على شكل الماس لحقائب "إن إس باي نوف"

GMT 10:32 2016 الجمعة ,04 آذار/ مارس

لوني شتاءك بأجمل موديلات الأحذية الـ Pumps

GMT 01:32 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

عيش الرفاهية في فنادق ومنتجعات الجميرا الفخمة

GMT 01:28 2019 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

«بنتلي» تفوز بلقب الشركة الأكثر تقديرًا في بريطانيا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates