اعترافات ومراجعات 46 شريف عمر ونادية عابد

اعترافات ومراجعات (46) شريف عمر ونادية عابد

اعترافات ومراجعات (46) شريف عمر ونادية عابد

 صوت الإمارات -

اعترافات ومراجعات 46 شريف عمر ونادية عابد

مصطفى الفقي
بقلم - مصطفى الفقي

إننا فى شهر رمضان وفى ظل ظروف إقليمية صعبة يحسن الخروج من الحالة النفسية السائدة إلى بعض النوادر والحكاوى القصيرة تسلية لليوم وبعدًا عن الأحزان ورغبة فى التغيير، وأتذكر عندما جرى تعيينى فى مطلع ثمانينيات القرن الماضى سكرتيرًا للرئيس الراحل محمد حسنى مبارك لشؤون المعلومات والمتابعة، فمع الأيام الأولى لعملى تزاملت مع شخصية تقترب منى فى العمر وتتسم بأنها لإنسان ظريف للغاية يشد الانتباه ويلفت النظر.

وأعنى به العقيد شريف عمر، مدير أمن مقر الرئيس حينذاك، حيث كنا نشترك فى سيارة واحدة أثناء تحركات ركاب الرئيس داخل القاهرة وخارجها فى المناسبات المختلفة، وقد كان ذلك الضابط الشاب قريبًا من الرئيس الراحل لأنه خدم معه فى القوات الجوية قبل أن يصبح الرئيس مبارك نائبًا لرئيس الجمهورية عام ١٩٧٥، وقد التقيت بالزميل الجديد فى إطار صداقة قوية، فنحن فى المكاتب معًا وفى تحركات السيارة معًا أيضًا، وبعد أيام قليلة قال لى إنه يريد منى خدمة صغيرة، فهو يقرأ مجلة صباح الخير بانتظام ومعجب جدًا بشخصية (نادية عابد) التى تكتب الصفحة الأخيرة فى كل عدد.

وهو يفهم المرأة جيدًا من خلال كتابات السيدة الفاضلة التى تحمل هذا الاسم فى مقالها الأسبوعى، وأضاف أنه حريص جدًا على الالتقاء بها والحوار معها حول ما كتبته عبر السنين الماضية، فأيدته فيما يقول، وأكدت له أنه سوف يراها قريبًا، ولم يكن يعرف أن ذلك اسم مستعار يستخدمه الكاتب الراحل مفيد فوزى فى مقاله الأسبوعى حينذاك، وذات صباح كان الرئيس يلتقى رؤساء تحرير الصحف فى مقر الرئاسة فنقلت إلى شريف عمر بشرى مهمة، وهى أنه سوف يرى نادية عابد اليوم وتهيأ شريف بظرفه وذكائه للقاء كاتبته المفضلة، وأثناء الاجتماع دعوت زميلى شريف للقاء نادية عابد، وكانت صدمته الكبيرة عندما اكتشف أن نادية عابد التى رسم لها أجمل الصور فى خياله ليست إلا الأستاذ مفيد فوزى، رئيس تحرير جريدة صباح الخير، وتلميذ إحسان عبدالقدوس وأحمد بهاء الدين، ولم يكن مصدقًا أبدًا أن رجلًا يستطيع، مهما كان حجمه الأدبى ومكانته الروائية، أن يتقمص شخصية امرأة بمشاعرها وانفعالاتها على النحو الذى عرفه فى المقالات التى قرأها لنادية عابد عبر السنين، ولو أنه كان يعرف أن ذلك هو قلم مفيد فوزى مباشرة لاختلف طعم الكلمات ومذاق السطور وطبيعة الانفعالات، ومازالت هذه الطرفة تداعب خيالى كلما التقيت بصديقى العزيز، اللواء شريف عمر، فيما بعد، والذى يذكرنى دائمًا بذلك ونضحك معًا مع سنوات ذلك الزمن، وهو الذى يذكرنى أيضًا بما جرى لى فى الأسابيع الأولى لانتدابى فى مؤسسة الرئاسة عندما كنا معًا ضمن الوفد المصرى المرافق للرئيس الراحل مبارك، حيث فوجئت بأن الركاب الرسمى يتضمن سيارة فخمة وراء سيارات الحراسة مباشرة، وهى مخصصة لى كمسؤول للمعلومات، فتوهمت أن ذلك تقديرًا لى نتيجة اختيارى لمنصبى الجديد، وجلست أنظر حولى داخل السيارة، الثلاجة الصغيرة، وشاشات للتليفزيون، ومظاهر الراحة فى تلك السيارة الأمريكية الفارهة، وعند انتهاء المهمة ذهبت إلى صديقى وقلت له: إن مكانتى كبيرة لديكم..

لقد كانت سيارتى أكبر وأهم سيارة فى الركاب كله، فضحك كثيرًا وقال لى: سوف أشرح لك فيما بعد ماذا حدث، وعند عودتنا إلى القاهرة عرفت منه أن السيارة التى كنت أستعملها أثناء زيارة نيويورك هى سيارة خدعة بديلة لسيارة الرئيس يتم استخدامها للتمويه إذا تعرض موكب الرئيس لسوء، فهى الهدف الأول الذى يمكن التضحية به إذا جرى مكروه للركاب الرسمى، بحيث تكون السيارة التى كنت أركبها هى الفداء الطبيعى لسيارة الرئيس نتيجة التمويه والخداع الذى تتطلبه مقتضيات الأمن أحيانًا، وكم كنت مندهشًا لهذا التفسير إذ أدركت يومها أننى سوف أتعلم الكثير فى موقعى الجديد، وهذا ما حدث بالفعل، لذلك فالشكر موصول لصديقى الرائع شريف عمر بدءًا من قصة نادية عابد وصولًا إلى سيارة الخداع الرئيسية فى موكب الرئيس.. تحية لصديقى وزميلى، أطال الله فى عمره.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اعترافات ومراجعات 46 شريف عمر ونادية عابد اعترافات ومراجعات 46 شريف عمر ونادية عابد



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

GMT 17:40 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تطرأ مسؤوليات ملحّة ومهمّة تسلّط الأضواء على مهارتك

GMT 19:20 2020 السبت ,31 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العذراء الأحد 31 تشرين أول / أكتوبر 2020

GMT 15:06 2020 الإثنين ,17 آب / أغسطس

طريقة تحضير ستيك لحم الغنم مع التفاح الحار

GMT 20:28 2018 الأربعاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

غادة عادل تنشر صورتها مع زميلاتها في إحدى صالات الجيم

GMT 22:38 2018 الثلاثاء ,11 أيلول / سبتمبر

الغساني يبدي سعادته بالأداء الذي يقدمه مع الوحدة

GMT 16:15 2015 الأربعاء ,04 شباط / فبراير

"بي بي سي" تطلق موقعًا جديدًا على الإنترنت

GMT 21:06 2021 الإثنين ,26 إبريل / نيسان

طقس غائم وفرصة سقوط أمطار خلال الأيام المقبلة

GMT 20:01 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 06:47 2021 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

ابرز النصائح والطرق لتنظيف السيراميك الجديد لمنزل معاصر

GMT 08:14 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

"أدهم صقر" يحصد برونزية كأس العالم للخيل في باريس

GMT 09:42 2019 الأربعاء ,19 حزيران / يونيو

"بيوتي سنتر" مسلسل يجمع شباب مصر والسعودية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates