الحكم الجديد فى الرياض مكون من الملك سلمان بن عبدالعزيز ملكاً، والأمير مقرن بن عبدالعزيز ولياً للعهد، والأمير محمد بن نايف ولياً لولى العهد.
هذه الثلاثية هى الأولى من نوعها، لأنها تضم الشقيق الأكبر فى العائلة السعودية والأكثر كفاءة، وتضم الشقيق الأصغر من أولاد الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود وهو الأمير مقرن ثم تضم لأول مرة فى تاريخ المملكة أحد أحفاد الملك عبدالعزيز.
دخول الأحفاد على خط الحكم، مسألة تتم لأول مرة فى عهد الملك سلمان، سابع ملوك الأسرة السعودية الثالثة.
تعالوا كى نرى تركيبة كل رجل من الثلاثة:
الملك سلمان بن عبدالعزيز هو أمير الرياض لأكثر من نصف قرن، وهو بانى نهضة وعمران العاصمة، وهو أيضاً كاتم أسرار العائلة الحاكمة وأحد مراكز الثقة الكبرى لدى عدة ملوك مثل فيصل وخالد وفهد وعبدالله.
والملك سلمان هو الأمير الأكثر قرباً للإعلاميين العرب على مر السنين، وأبناؤه يمتلكون الحصة الأكبر فى الشركة السعودية للأبحاث التى تمتلك عدة مطبوعات دولية أهمها جريدة «الشرق الأوسط».
والملك سلمان هو الشقيق الكامل لما يعرف بآل فهد: وهم الملك فهد، والأمراء سلطان، ونايف، وتركى، وأحمد، وعبدالرحمن.
ويعرف عن الملك سلمان درايته العميقة بالشئون المحلية تفصيلياً وإلمامه الكامل بملفات الصراع العربية بالذات فى شئون دول الشام ومصر.
أما الأمير مقرن بن عبدالعزيز، فهو أصغر أبناء الملك عبدالعزيز الأحياء وبلغ من العمر 70 سنة، وهو طيار حربى مقاتل درس العسكرية والطيران فى بريطانيا، ويعرف عنه الصبر والكفاءة والانضباط فى كافة مناصبه المدنية التى تولاها فى «حايل» و«المدينة المنورة» وفى منصبه كرئيس لجهاز الاستخبارات العامة السعودية.
ويذكر أن أحداث الثورة المصرية فى يناير 2011 اندلعت وهو يرأس جهاز الاستخبارات السعودية كما أنه تَابَع بحكم منصبه تطورات الربيع العربى فى المنطقة.
والأمير مقرن يؤمن بسياسة الأبواب المفتوحة، وهو رجل بسيط، هادئ، مطلع على العالم، يجيد الإنجليزية، يهتم بصناعة القرار عبر استشارة كل أصحاب الخبرة.
والأمير مقرن صديق لمصر ومحب لها ومؤمن بدورها ولديه دراسات تفصيلية حول إمكانيات التعاون الأمنى، والتكامل الاقتصادى بين البلدين.
أما الأمير محمد بن نايف فهو الابن البارز لوزير الداخلية الأكثر تأثيراً فى مصر وهو الأمير نايف بن عبدالعزيز.
درس الأمير محمد بن نايف العلوم السياسية فى الولايات المتحدة، واهتم فى عمله بشئون أمن الدولة وتخصص فى معركة مواجهة الإرهاب الدينى، وفى عهده شهدت المملكة خلال العامين الماضيين أفضل تنظيم لمراسم الحج.
وباختيار الأمير محمد بن نايف أصبحت اختيارات العائلة الحاكمة فى السعودية واضحة لمدة عقد من الزمن على أقل تقدير.
الملك، وولى عهده، وولى ولى عهده هم فريق متجانس ومعبر تماماً عن تركيبة الأعمار فى العائلة السعودية الحاكمة.
ويتوقع لهذا الفريق أن يرتفع بمستوى الأداء فى شئون البلاد بسبب حالة التفاهم والتناغم بينه.
هذا كله يصب لصالح السعودية، وأيضاً يبشر مصر الجديدة باستمرار علاقات إيجابية مع الرياض.