سلامة الإنسان فى حفظ اللسان

سلامة الإنسان فى حفظ اللسان

سلامة الإنسان فى حفظ اللسان

 صوت الإمارات -

سلامة الإنسان فى حفظ اللسان

عماد الدين أديب

هناك مثل شعبى من الشام القديمة يقول: «سلامة الإنسان فى حفظ اللسان»!.

ومعنى المثل ببساطة هو أنك إذا أردت أن تعيش فى سلام وسلامة مع الآخرين عليك أن تصمت وتبتلع لسانك وتجعل أفكارك لا تغادر شفاهك!

وقد يؤدى ذلك -فى أغلب الأحيان- إلى سلامة الإنسان فى علاقاته مع الغير، لكن ذلك لا يؤدى إلى شعور الامتنان بالسلم مع ضميره!

وإذا كان الفيلسوف الألمانى «شيللر» قد قال: «إن الله هو العدد اللانهائى، وهو الضمير الأعظم والمطلق فى هذا الكون»، فإن الله سبحانه وتعالى لا يرضى عن صمت الإنسان تجاه المظالم وعدم إحقاق الحق.

وفى الشرع الإسلامى، وفى السنة النبوية المطهرة فإن «الساكت عن الحق شيطان أخرس».

وحالة الخرس المجتمعى هى الباب الواسع الذى يدخل منه الاستبداد إلى أى مجتمع أو هيئة أو جماعة.

وأزمتنا أننا انتقلنا من حالة الخرس التى أصابتنا أكثر من نصف قرن ثم انفجرنا بحالة من الهستيريا والجنون والصراخ الدائم والاعتراض الدائم والاحتجاج المستمر عقب 25 يناير 2011.

انتقلنا من النقيض إلى النقيض، وهى حالة حادة وغير متوازنة تؤدى دائماً إلى عدم الحكمة فى الحكم على الأشياء، ولا تؤدى إلى إصدار القرارات الصائبة بالنسبة لمصير البلاد ولا مستقبل العباد.

وإذا كان هذا المثل الشعبى الخاص بحفظ اللسان قد جاء من سوريا فإن عشرات الألوف من الشعب السورى الصبور قد قطعت ألسنتهم وتم اعتقالهم وتدمير بيوتهم وتشريد أسرهم لأنهم لم يصمتوا.

المذهل أن معظم ضحايا الحروب الأهلية فى سوريا والعراق وليبيا واليمن هم من الذين لم ينحازوا لهذا أو ذاك، بل وقفوا طوال الصراع موقف المتفرج.

سلامة الإنسان ليست دائماً فى حفظ اللسان!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سلامة الإنسان فى حفظ اللسان سلامة الإنسان فى حفظ اللسان



GMT 21:44 2025 الخميس ,23 كانون الثاني / يناير

دولار ترمب

GMT 21:43 2025 الخميس ,23 كانون الثاني / يناير

لغز اليمن... في ظلّ فشل الحروب الإيرانيّة

GMT 21:43 2025 الخميس ,23 كانون الثاني / يناير

هزيمة "حماس" لا تعني تجاوز الشعب الفلسطيني

GMT 21:42 2025 الخميس ,23 كانون الثاني / يناير

وعد ترمب ووعيده من المناخ للصحة

GMT 21:42 2025 الخميس ,23 كانون الثاني / يناير

الواقعية والغرابة في مأساة غزة

GMT 21:41 2025 الخميس ,23 كانون الثاني / يناير

تنصيب ترمب وعوالم التفوّق التكنولوجي

GMT 21:40 2025 الخميس ,23 كانون الثاني / يناير

أميركا... واستحقاقات العهد الذهبي

GMT 21:40 2025 الخميس ,23 كانون الثاني / يناير

ترامب ومصير العالم

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 23:43 2015 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

أحلام تشعل أولى حلقات "المتاهة" مع وفاء الكيلاني

GMT 16:19 2018 السبت ,15 كانون الأول / ديسمبر

أفكار مُميَّزة لتصميم أرضيات الشّرفات بشكل رائع

GMT 22:11 2018 الخميس ,11 كانون الثاني / يناير

" قونكة " مدينة رائعة لشهر عسل مع أكثر المناظر الخلابة

GMT 13:28 2016 الجمعة ,29 كانون الثاني / يناير

فنانون مصريون وصلوا إلى عالم الشهرة في سن متأخرة

GMT 16:45 2018 الخميس ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرفي على أفكار ممتازة للتغلب على ضيق المطبخ
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates