بقلم - عماد الدين أديب
الذى سوف يحسم اختيار الرئيس الأمريكى المقبل بعد 56 يوماً هم الكتلة التصويتية المترددة التى لم تلتزم فكرياً أو سياسياً باختيار مسبق.هناك دائماً فى الانتخابات الأمريكية ما يعرف بالقوى التقليدية ذات الولاء التاريخى لهذا الحزب أو ذاك، وهناك ولايات أو مدن ذات تاريخ تصويتى متكرر لحزب ما بعينه.كلما زادت نسبة القوى المترددة أو غير الملتزمة التقليدية بدعم مرشح أو حزب ما، زادت عملية عدم الحسم فى الانتخابات، وأصبح التنبؤ المسبق بالنتيجة أمراً شديد الصعوبة.وفى إحصاء واستطلاع أخير قامت به شبكة «سى.بى.إس» التليفزيونية حصل المرشح جو بايدن على تفوق محدود على منافسه الجمهورى دونالد ترامب بنحو عشر نقاط.ورغم هذه النتيجة المعلقة للاستطلاع فإن خبراء الحزب الديمقراطى يشعرون بعدم اطمئنان لها، وذلك لعدة أسباب:أولاً: أن الشريحة التى ذكرت أنها لم تحسم أمرها فى الاختيار، هى أكثر من 15٪ من عينة الاستطلاع، وهى نسبة كبيرة ومرجحة فى حال حسمها للخيار فى الساعات الأخيرة.ثانياً: أن هناك قوى جمهورية تقليدية، لكنها مترددة فى اختيار الرئيس ترامب بسبب طبيعة شخصيته السياسية وسلوكه الإنسانى.وهذه الشريحة قد تغلبها مشاعر الولاء للحزب على مشاعر التخوف من شخصية ترامب.ثالثاً: أن نفس جهات الاستطلاع فى الولايات المتحدة هى التى توقعت بالأرقام الفوز المريح لهيلارى كلينتون على منافسها دونالد ترامب عام 2016.هذه الانتخابات سوف تخضع لمنافسة قد تصل إلى احتدامات شديدة، ومفاجآت فى اتجاهات المزاج السياسى للناخبين.هذه الانتخابات سوف يكون فيها ما يسمى بعناصر تأثير اللحظة الأخيرة، التى يمكن أن تغير مسار التصويت، وهو عنصر حاسم.مثلاً لدى الرئيس ترامب مجموعة من القرارات الخاصة بالداخل وبالأسواق يتوقع أن تصدر كرشاوى انتخابية فى الشهر المقبل.ولا بد من التأكيد أن الوضع الاقتصادى وأحوال المواطنين المعيشية هى العنصر الحاكم والأساسى فى ترجيح فوز أو فشل أى من المرشحين.يتوقع أيضاً أن تسعى السياسة الأمريكية إلى السيطرة على أماكن التوتر العسكرية فى العالم -قدر الإمكان- بسبب حالة الانشغال الكامل بالوضع فى الداخل.ويتوقع أيضاً أن يحتفل الرئيس الأمريكى بنتائج وساطاته فى بعض ملفات الأوضاع فى الشرق الأوسط، والعراق، ومصالحة دول البلقان، وتدشين علاقات بين كوسوفو والبوسنة مع إسرائيل.الرهان الأكبر لترامب فى هذه الانتخابات على إسرائيل، وصوت الشرائح المتوسطة والشركات التى حققت عوائد ومميزات مالية واجتماعية فى عهده.لذلك يمكن القول إن الرئيس الأمريكى المقبل لم يُعرف بعد بشكل حاسم وقاطع.