معسكر تحالف الاعتدال العربى حقق هذا الأسبوع 4 نجاحات رئيسية تؤكد أن هذا التحالف (مصر - السعودية - الإمارات - البحرين) هو مركز التأثير والحركة الإيجابية فى المنطقة.
ورغم الشعور العربى التقليدى بالإحباط السياسى ومشاعر جلد الذات منذ سقوط دولة الأندلس فإن المحلل الموضوعى والمراقب المحايد من الممكن أن يرصد عدة عناصر موضوعية بصرف النظر عن انحيازاته السياسية أو مواقفه المسبقة يمكن تحديدها على النحو التالى:
1- نجاح الرياض السريع، والذكى، والمذهل فى عقد 3 قمم فى زمن قياسى وتحقيق أعلى نسبة حضور للزعامات الخليجية والعربية والإسلامية فى أقدس وأطهر المدن وأكثر الأيام فضلاً وبركة.
2- نجاح أبوظبى فى لقاء الشيخ محمد بن زايد مع «بومبيو» فى إحياء اتفاق الدفاع والتعاون العسكرى المشترك بين البلدين وتدعيم علاقات بدأت عام 1971 وتدعمت 1974 وشهدت زخماً وثقلاً منذ أن تولى الشيخ محمد ولاية العهد وملف تدعيم وتسليح وأمن الإمارات.
3- نجاح البحرين -رغم كل المحاولات المضادة- أن تكون مقراً لاستضافة المؤتمر الاقتصادى الخاص بالشكل الجديد والرؤية التى تسعى إليها إدارة الرئيس ترامب لمنطقة الشرق الأوسط.
4- خطاب الرئيس عبدالفتاح السيسى فى القمة العربية بمكة، الذى كان ورقة الحسم فى الثقل الاستراتيجى الإقليمى، حينما أعلن فيه بشكل مباشر لا يحتمل أى لبس، الدعم والتأييد غير المشروط لأمن دول الخليج العربى ضد أى مشروعات إقليمية مضادة سواء مصدرها دول أو وكلاء لها.
الآن نحن أمام 3 قمم ناجحة لها موقف واضح متطابق يدين إيران وحلفاءها، ونحن أمام تحالف أمريكى عسكرى نشط مع دول الخليج، ومع دور مصرى صريح وواضح مع هذه الدول، ومع شكل جديد يتم مناقشته وتداوله فى البحرين.
هذا كله يوصلنا إلى محطة أخرى وهى محطة عرض الملف الإيرانى فى مجلس الأمن ووضع طهران أمام 3 خيارات:
1- الصدام العسكرى الذى لا يعرف مخلوق على كوكب الأرض متى يبدأ وكيف ينتهى وما هو مداه وكلفته على جميع الأطراف.
2- القبول الإيرانى، بتعقل وحكمة، للتفاوض الجدى فى كل الملفات المطروحة أمريكياً وعربياً.
3- تأجيل الحسم إلى ما بعد الحسم المبدئى لمستقبل دونالد ترامب الرئاسى والذى تتضح ملامحه الأولى فى العام المقبل وذلك سوف يتطلب صبراً استراتيجياً إيرانياً غير مسبوق وقدرة تحمل الكلفة الاقتصادية الاجتماعية للعقوبات التى سوف تتصاعد ولن تتوقف على طهران وحلفائها فى المنطقة.
الإيجابى فى موقف التحالف العربى هو الآتى:
1- إنه لم يستدرج إلى الرد العسكرى على إيران فى عمليتى الناقلات وخطى ضخ البترول، ولكن احتوى الموقف ومارس أعلى درجات ضبط النفس.
2- تحرك جانب التحالف بذكاء ونجاح فى جعل المعركة محددة بين الحوثيين (حلفاء إيران) ودولتين فقط ولكن تم التحرك على جعلها:
أ- خليجية.
ب- عربية.
جـ- إسلامية.
3- الدفع بقوة، وهو ما يتم الآن، من خلال التنسيق بين هذه الدول وواشنطن خلال زيارة «بومبيو» للمنطقة وأوروبا، إلى «تدويل» المسألة على أساس أن ضرب مصالح ضخ النفط ومسارات نقله هو تهديد لاقتصاد دول الخليج والعالم العربى والاقتصاد العالمى كله بلا استثناء.
4- نجاح الإمارات والسعودية، من خلال الرئيس ترامب، فى تمرير صفقة سلاح مهمة بـ7 مليارات دولار فوق إرادة الكونجرس المضاد للرئيس.
5- أما هدية السماء ولا فضل لأحد فيها فهى إنهاء دورة الكنيست الإسرائيلى الحالية؛ لفشل رئيس الوزراء المكلف بعمل ائتلاف حاكم، وعقد انتخابات برلمانية جديدة فى 17 سبتمبر المقبل، ما يؤجل تحريك ملف صفقة القرن، الذى كان من الممكن أن يعقّد منطقة غير قابلة لتلقى المزيد من العقد والمشكلات الإضافية.
بعد العيد، هناك إيجابيات وصعود للغة العقل والاعتدال فى مواجهة هستيريا الجنون الإقليمى.