معركة الرئاسة الأمريكية ليست محسومة

معركة الرئاسة الأمريكية ليست محسومة!

معركة الرئاسة الأمريكية ليست محسومة!

 صوت الإمارات -

معركة الرئاسة الأمريكية ليست محسومة

عماد الدين أديب
بقلم : عماد الدين أديب

تبدأ يومَى الأربعاء والخميس المقبلين الجولة الثانية من المناظرات لاختيار المرشح الذى سيخوض انتخابات الرئاسة الأمريكية المقبلة فى مواجهة الرئيس الجمهورى الحالى دونالد ترامب.وبلغ عدد الذين يتنافسون على هذا الترشيح أكثر من 20 مرشحاً يتفاوتون فى الرؤى والأعمار والمناطق والقوى التى يعبّرون عنها، إلا أنهم جميعاً يتفقون فى «عدائهم الشديد» للحزب الجمهورى وممثله دونالد ترامب.وكما يقولون فإن سيكولوجية الثأر تؤدى بالضرورة، فى معظم الأحيان، إلى سلوك «ثأر مضاد».جاء دونالد ترامب بهدف رئيسى واحد، ممثلاً لقوى الرأسمالية المتوحشة المعبرة عن اليمين المتشدد المحافظ الأمريكى، كى «يمحو محواً» كل إنجازات الرئيسين الديمقراطيين السابقين، بيل كلينتون وباراك أوباما، «فى الداخل والخارج».مجموع سنوات حكم كلينتون وأوباما 16 عاماً، تمت خلالها أحداث وتغييرات جوهرية فى السياسات الأمريكية سياسياً واقتصادياً واجتماعياً، كان يُنظر لها من قبَل أقطاب الحزب الجمهورى على أنها «خيانة عظمى» لدور الولايات المتحدة كدولة عظمى وللدستور الأمريكى الذى صاغه الآباء المؤسسون.ويدير معركة الانتخابات الرئاسية فى الحزب الديمقراطى ما يُعرف باسم «اللجنة الوطنية الديمقراطية» التى تأخذ على عاتقها تنظيم الحملات والدعاية والسياسات والتوجهات العامة للمعركة الانتخابية.وتُختار اللجنة من المؤتمر الوطنى العام للحزب الذى ينعقد كل 4 سنوات.ومن الواضح أن هناك ضعفاً فى كفاءة وشعبوية الحزب الديمقراطى الذى يُعتبر «الحزب الذى يعبر عن الطبقات العاملة والطبقة المتوسطة والنقابات والأقليات»، وهى قوى كان يدافع عنها تقليدياً منذ أن تأسس عام 1792 على يد توماس جيفرسون ودخل فى طوره المؤسسى الجديد حينما بدأ تحالفاً مع النقابات عام 1932.حتى الآن تنحصر معركة الرئاسة بين نائب الرئيس الأمريكى السابق جو بايدن وبين الرئيس الحالى دونالد ترامب.المذهل أن هناك أوجه شبه فى نمط الشخصية بين بايدن وترامب، سواء فى السلوك أو مفردات الخطاب السياسى، أو ارتباط كل منهما بعلاقات خاصة حديدية مع القوى المؤثرة فى حزبه.ويدخل الآن الصراع الكلامى بين بايدن وترامب حول أى منهما أكثر حيوية وقدرة على أداء المهام الشاقة لمنصب رئيس الجمهورية، ولا توجد حتى بوليصة تأمين تؤكد بشكل حاسم أياً من 3 أمور:1 - لا أحد يضمن الإفلات الكامل لترامب من أزمة تقرير «موللر» الخاص بتورط الروس فى انتخابات الرئاسة.2 - لا أحد يضمن النجاح المؤكد لجو بايدن فى الجولة الثانية يومَى الأربعاء والخميس ثم الجولة الثالثة فى سبتمبر المقبل فى مناظرات ترشيح الحزب الديمقراطى.3 - ولا أحد يضمن إذا ما فاز بايدن بترشيح الحزب ونجا ترامب من أزمة تقرير «موللر» كيف سيكون وقتها «المزاج السياسى» للناخب الأمريكى شعبياً، وموقف قوى المجمع الانتخابى فى كل ولاية.فى السياسة الخارجية تتمنى كل من الصين واليابان وفنزويلا وإيران وكندا والمكسيك وفرنسا والاتحاد الأوروبى وحلف الأطلنطى وتركيا فوز بايدن وسقوط ترامب.وفى السياسة الخارجية أيضاً تتمنى كل من كوريا الشمالية وبريطانيا وإسرائيل ودول الخليج العربى فوز ترامب.وتدعو قطر وجماعة الإخوان (التنظيم الدولى) وداعش والقاعدة، ليل نهار، من أجل فوز مرشح ديمقراطى ورحيل الإدارة الجمهورية.ويتمنى البنتاجون استمرار ترامب من أجل المزيد من مبيعات السلاح، بينما يتمنى الاحتياطى الفيدرالى الأمريكى (البنك المركزى) رحيله بسبب سياساته النقدية وانتقاداته الدائمة لإدارة الاحتياطى الفيدرالى التى تتمتع باستقلالية وضع السياسات النقدية.نتائج الربع الأخير من هذا العام -حتى الآن- وصفها ترامب بأنها «ليست سيئة»، وهو يحتاج إلى أن يدخل معركة الرئاسة قريباً بقائمة نجاح كبيرة فى مجال الأداء الاقتصادى، زيادة الاستهلاك، تقليل البطالة، زيادة الوظائف، ارتفاع معدل التنمية، تحسين الميزان التجارى الكلى.يخطئ من يعتقد أن معركة الرئاسة الأمريكية لعام 2020 محسومة سلفاً، بالعكس سوف تكون معركة تكسير عظام داخل كل حزب على حدة، ثم تنتقل إلى تكسير عظام المرشح المنافس.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

معركة الرئاسة الأمريكية ليست محسومة معركة الرئاسة الأمريكية ليست محسومة



GMT 03:30 2024 الأحد ,22 أيلول / سبتمبر

القطب التيجاني... وحماية المستهلك الروحي!

GMT 03:11 2024 الجمعة ,20 أيلول / سبتمبر

تفّوق إسرائيل التقني منذ 1967

GMT 03:10 2024 الجمعة ,20 أيلول / سبتمبر

قد يرن «البيجر» ولا يُجيب

GMT 03:08 2024 الجمعة ,20 أيلول / سبتمبر

لبنان... الرأي قبل شجاعة الشجعان

GMT 01:24 2024 الأربعاء ,18 أيلول / سبتمبر

قصة الراوي

GMT 04:59 2024 الثلاثاء ,24 أيلول / سبتمبر

علاقة مفاجئة بين شرب القهوة وبناء العضلات
 صوت الإمارات - علاقة مفاجئة بين شرب القهوة وبناء العضلات

GMT 15:23 2017 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

تغير المناخ المستمر يشكل خطرًا على التوازن البيئي للطيور

GMT 17:51 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرف على أشهر المطاعم العربية الحلال في جنيف

GMT 18:46 2013 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

"سوني" تطرح بلاي ستيشن 4 في عدد من الدول

GMT 13:10 2013 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

انطلاق المؤتمر الدولي للحد من الزئبق

GMT 18:46 2017 الأربعاء ,01 شباط / فبراير

أفكار بسيطة لتجديد المنزل بأقل التكاليف الممكنة

GMT 23:13 2016 الإثنين ,18 إبريل / نيسان

الإضاءة الداخلية عنوان في هوية المكان

GMT 20:50 2013 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

إنفاق 237 مليار دولار سنويًا لدعم الطاقة في الشرق الأوسط

GMT 05:53 2017 الثلاثاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

إسطنبول مدينة رائعة تحضن كل الأمزجة التي تنبض بالحياة

GMT 09:41 2016 الأحد ,21 شباط / فبراير

بحث مشاريع الطاقة بين الأردن ومصر والعراق

GMT 19:07 2019 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

وفاة بطلة فيلم "لوليتا"

GMT 03:55 2019 الثلاثاء ,29 تشرين الأول / أكتوبر

إشادة كبيرة من الجمهور المشارك في حفل "الماسة كابيتال".

GMT 01:26 2019 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة تحضير تشيز كيك التفاح بطريقة سهلة وبسيطة

GMT 10:14 2019 الخميس ,06 حزيران / يونيو

إخراج عنكبوت صغير مِن أعماق أذن امرأة فيتنامية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates