«لمن المـلك اليوم»

«لمن المـلك اليوم»؟

«لمن المـلك اليوم»؟

 صوت الإمارات -

«لمن المـلك اليوم»

بقلم - عماد الدين أديب

من يمتلك أى شىء، يخطئ تماماً حين يعتقد أنه المالك الأصلى والحقيقى له!

من يمتلك المال، أو السلطة، أو القوة، أو الشهرة، يجب أن لا يعتقد أنه وحده، دون سواه، هو مصدر هذا المال أو السلطة أو القوة.

المالك الأصلى والوحيد، والمسبب الحصرى لكل هذه الأمور، هو الخالق وليس المخلوق.

مالك الملك، هو من يهب ويأخذ، هو من يعطى وينزع، وهو على كل شىء قدير، سبحانه ليس كمثله شىء.

كلامى هذا قد يعتبره البعض «دروشة»، أو نوعاً من «التواكل»، أو تفسيراً نسبياً لعالم مادى تعتمد فيه كل عناصر السلطة والمال والقوة على أدوات ووسائل منهجية وهياكل علمية متعارف عليها.

هنا يصبح الكلام - نظرياً - صحيحاً، ولكن ضرورة الأخذ بالأسباب لا تعنى انعدام وجود المسبب الأساسى فى كل عناصر القوة والسلطان والشهرة.

مالك الملك هو وحده دون سواه المسيطر، والمدبر، والمطلع على كل ما كان، وكل ما يكون، وكل ما كان يمكن أن يكون، وسيكون.

إدراك هذه الحقيقة هو شرط لازم وأساسى لكل من يتمسك بسلطة أو مال أو أداة قوة حتى يفقد بوصلة روحه الإنسانية، ويفقد موازين عقله، ويعتقد - خاطئاً - أنه هو مصدر الحركة والقرار والمصير.

كثيراً ما تلعب سلطة المال أو الحكم أو بريق الشهرة بالعقول غير الفاهمة، والأرواح غير الصافية، والنفوس غير المتصالحة مع نفسها ومع الكون.

آمن بنفسك، آمن بقدراتك، لا ترضَ إلا بالأفضل، ولكن عليك دائماً أن تعلم أن سعيك كان، وما زال وسيظل، كله بيد الله.

قد يمنعك الله من سلطة أو مال أو قوة كى يعطيك ما هو أفضل، أو يحميك من مخاطر أو كوارث قد تطيح بك وبحياتك.

وقد يعطيك الله فوق ما تتصور كى يختبر حجم شكرك وعرفانك له، وأسلوب تصرفك فى السلطة أو المال، أو درجة استيعابك للشهرة.

فهم علاقة الخالق بالمخلوق، أو مالك الكون بالمملوك، وصاحب الأمر النهائى بالمأمور، وجبار السماوات والأرض بعباده هو مسألة جوهرية فى اتجاه بوصلة أى صاحب قرار.

السلطة مفسدة، والسلطة المطلقة مفسدة مطلقة، وطوق النجاة الوحيد من الوقوع فى شرَك عدم التوازن والغرور وغطرسة القوة هو الإيمان بأن الله وحده هو مصدر القوة الوحيد.

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

نقلا عن جريدة الوطن

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«لمن المـلك اليوم» «لمن المـلك اليوم»



GMT 21:27 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

قصة عِبَارة تشبه الخنجر

GMT 21:21 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

المرأة ونظرية المتبرجة تستاهل

GMT 21:17 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

«تكوين»

GMT 21:10 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

هل يعاقب فيفا إسرائيل أم يكون «فيفى»؟!

GMT 21:06 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

العالم عند مفترق طرق

GMT 22:12 2025 الخميس ,23 كانون الثاني / يناير

الإمارات تقدم مساعدات إنسانية لدعم الأمن الغذائي في تشاد
 صوت الإمارات - الإمارات تقدم مساعدات إنسانية لدعم الأمن الغذائي في تشاد

GMT 21:03 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

عشبة القمح تعزز جهاز المناعة وتساهم في منع السرطان
 صوت الإمارات - عشبة القمح تعزز جهاز المناعة وتساهم في منع السرطان

GMT 23:43 2015 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

أحلام تشعل أولى حلقات "المتاهة" مع وفاء الكيلاني

GMT 16:19 2018 السبت ,15 كانون الأول / ديسمبر

أفكار مُميَّزة لتصميم أرضيات الشّرفات بشكل رائع

GMT 22:11 2018 الخميس ,11 كانون الثاني / يناير

" قونكة " مدينة رائعة لشهر عسل مع أكثر المناظر الخلابة

GMT 13:28 2016 الجمعة ,29 كانون الثاني / يناير

فنانون مصريون وصلوا إلى عالم الشهرة في سن متأخرة

GMT 16:45 2018 الخميس ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرفي على أفكار ممتازة للتغلب على ضيق المطبخ

GMT 06:35 2018 الجمعة ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

قويض يؤكد دافعت بـ 10 لاعبين بعد التسجيل في شباب الأهلي

GMT 19:11 2018 الثلاثاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير الاعلام الكويتي يفتتح الملتقى الثانى للصحفيات الخليجيات

GMT 14:19 2018 الخميس ,21 حزيران / يونيو

تصاميم مميزة لجلسات مناسبة لفصل الصيف

GMT 10:25 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

نشوى مصطفى سعيدة بانتشار" سيلفي مع الموت "

GMT 19:09 2018 الثلاثاء ,27 آذار/ مارس

رأي رياضي..
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates