بقلم - عماد الدين أديب
أعظم حقيقة لكل من يشغله التفكير هى:
«أنت لا تعرف حجم ما لا تعرفه»!
للأسف هناك ملايين فى العالم، وبالذات فى عالمنا العربى، يعتقدون جازمين أنهم يملكون مفاتيح العلم والمعرفة والحكمة ولديهم كل مخازن الأسرار ومكنون الحقائق، وأعماق أعماق المحادثات السرية، وكافة المعلومات المنشورة والسرية، المتداولة والمخبأة فى أعماق الخزائن!
باختصار، هؤلاء يؤمنون -كذباً- بأنهم أكبر العلماء ببواطن الأمور، وهم -للأسف- أكبر الجهلاء!
وأخطر أنواع الجهلاء هم الذين لا يدركون جهلهم، ويعتقدون -عن إيمان عميق- أنهم وحدهم دون سواهم الذين يملكون الشفرات السرية لكل الصناديق السوداء!
وأزمة هؤلاء أنهم لا يعرفون ولا يدركون حجم ما لا يعرفونه. ولا يعلمون ولا يدركون أنهم لا يعلمون.
أزمة هؤلاء أنهم مصابون بالجهل ويجهلون أنهم جهلاء!
ويقول الفلاسفة: «أكبر أشكال الجهل هو رفض شىء لا نعرف أى شىء عنه».
إنهم مثل الذى يرفض الذهاب إلى مطعم لا يعلم اسمه، أو قائمة طعامه، أو أسعاره، أو القائمين عليه، أو مدى كفاءة الطهاة العاملين فيه!
هؤلاء -للأسف- لديهم حالة من «الاكتفاء المزور» و«الامتلاء الكاذب» بكم الجهل الذى يمتلئون به ويعتقدون كذباً أنه معرفة وليس جهلاً!
كان سقراط يقول: «الخير الوحيد تجده فى العلم، وأحد أكبر الشرور فى الشر هو الجهل!»
وأخطر ما فى الجهلاء هو بناء مواقف افتراضية من أحداث أو أشخاص على ضلالات أو عبارات غير مسئولة أو مغرضة من هنا أو هناك.
كم من الأشخاص خسرنا، وكم من الفرص التاريخية ضاعت علينا، وكم من الخسائر تكبّدنا بسبب الجهل بالحقائق والأشخاص والمعلومات والأرقام.
العلم هو الحقيقة، والجهل هو الضلالات والأوهام!
وكان الإمام على بن أبى طالب، رضى الله عنه وأرضاه، يحذر الناس من الجهل والجهلاء، واليوم نتذكر إحدى عباراته الحكيمة التى كان يقول فيها ناصحاً: «رأس الجهل معاداة الناس».
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع
نقلا عن جريدة الاتحاد