سألنى شاب استوقفنى فى أحد شوارع عاصمة عربية، وقال لى بانزعاج شديد: «يا أستاذ، العالم العربى بيضيع»!
توقفت وسألته: خير يا ابنى لماذا تقول ذلك؟
قال: مشاكل فى كل مكان، مظاهرات فى السودان ومطالبة برحيل النظام، وغيوم ملبدة فى الجزائر حول المستقبل القريب، وحرب أهلية طاحنة فى ليبيا، ولا آفاق لتسوية سياسية داخلية، وهيستيريا المصالح الإقليمية والدولية تظهر فى سوريا، وتهديد بإفشال حكومة لم تتم شهرها الأول بسهولة فى لبنان.
وقبل أن أسترسل وأرد عليه، عاد وقال: والعراق فى دوامة داخلية، وتوقع مواجهات بين الحكم وحركة النهضة فى تونس، ومتاعب اقتصادية فى الأردن والمغرب، وصعوبات اجتماعية فى مصر، وخلافات طاحنة داخل مجلس التعاون الخليجى، وتآمر يومى من إسرائيل وتركيا وإيران على المنطقة، وشرور أمريكية روسية حول مستقبل المنطقة.
فجأة اسودت الدنيا فى عينى، ورأيت صورة الكابوس الكامل كما رسمها الشاب أمامى، وضاعت منى -للحظات- أى قدرة على التعقيب أو الرد.
فى الحقيقة إن ما ذكره من وصف للحال العربى الصعب المضطرب صحيح، ولكن هناك أيضاً إيجابيات:
1- ارتفاع مستوى تصنيف مصر فى مؤشرات الأداء الاقتصادى العالمى.
2- بدء العمل فى حقول الغاز المصرية، وزيادة حجم الصادرات المصرية وارتفاع الاحتياطى النقدى فى البنك المركزى.
3- دخول سوق المال السعودية مؤشر «فوتسى - راسل» للتداول، وهو خطوة جبارة ما كان أحد يتخيلها.
4- نجاح الإمارات فى تصنيع صاروخين للفضاء بأيدٍ إماراتية وطنية، ونمو مطرد فى أداء الاقتصاد الإماراتى.
5- تميز البحرين عالمياً كأحد أهم مراكز المصارف العالمية فى المنطقة، وكمنصة مالية جيدة.
6- بدء التخطيط لمشروع «نيوم» والجزر المحيطة به.
7- بدء تعافى أسواق المال الخليجية، وتوقع ارتفاع سعر برميل النفط عن متوسط 70 دولاراً.
8- توقع خطوات تنسيقية إيجابية فى القمة العربية المقبلة سيكون لها كبير الأثر على النظام الدفاعى العربى.
9- اعتبار مصر واحدة من أهم 3 بورصات صاعدة فى العالم.
10- تخصيص نسبة رئيسية فى خطة استثمارات الأسواق الناشئة فى العام 2019-2020.
باختصار هناك غيوم وهناك شمس، هناك كوارث وهناك إنجازات، هناك يأس وهناك أمل فى العالم العربى. المهم أن نفهم ونتحرك ولا نيأس.
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع
نقلا عن جريدة الاتحاد