أزمة عقولنا

أزمة عقولنا

أزمة عقولنا

 صوت الإمارات -

أزمة عقولنا

بقلم : عماد الدين أديب

عندنا أزمة فكرية خطيرة فى التأييد، أو الاعتراض السياسى، تتلخص فى أن مَن يؤيد يبنى تأييده على محبته وإيمانه بشخص، ومن يعترض يبنى اعتراضه على كراهيته أو رفضه لهذا الشخص.

مواقفنا ليست موضوعية، ولكنها شخصانية، بمعنى أننا لم نؤيد أو نعترض بناء على «الفعل» الذى قام به الشخص، لكن بناء على «مشاعرنا»، أو مصالحنا مع الشخص، وليس الموضوع.

المذهل أننا كثيراً ما نحتج على شخص نكرهه، رغم أن قراره هذا كان فى صالحنا، وكثيراً ما نؤيد شخصاً كان قراره هذا ضد مصالحنا.

المذهل أكثر أننا نؤيد على طول الخط مَن نحب، ونعارض على طول الخط من نكره!

مواقفنا ليست على طبيعة الإنجاز، ولكن طبيعة الشخص!

يقول أستاذنا الدكتور زكى نجيب محمود، صاحب أهم مدرسة فى «الوضعية المنطقية» فى تعريف التخلف والتقدم «إنك كلما فصلت الشخص عن الموضوع كنت متقدماً، وكلما ربطت الشخص بالموضوع أصبحت متخلفاً».

إذا قلت لأحد أقطاب اليسار عن نظرية خاطئة وأقنعته كذباً أن صاحبها هو «لينين»، سوف يصدقها مهما كانت غير عاقلة وغير منطقية، وإذا نسبت لأحد أنصار المذهب الشيعى مقولة «لم يقلها» الإمام على -رضى الله عنه- سوف يأخذها مأخذ الجدية والتقديس.

إن هذه العقلية وهذا السلوك هو الذى أدى إلى تراجع العقل العربى إلى قرون عن بقية الفكر العالمى، لأنها ببساطة لا تعتمد على دعم الواقع وتأييد الإنجاز ورفض الأخطاء والخطايا مهما كان فاعلها ومهما كان مصدرها.

أزمتنا قبل أن تكون فى السياسة أو فى الاقتصاد هى فى عدم انفتاح العقل، واستثارة الفكر، واحترام المنطق والواقع.

المصدر : صحيفة الوطن

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أزمة عقولنا أزمة عقولنا



GMT 05:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

يتفقد أعلى القمم

GMT 05:44 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا و«تكويعة» أم كلثوم

GMT 05:43 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

تحولات البعث السوري بين 1963 و2024

GMT 05:42 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الهروب من سؤال المصير

GMT 05:42 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الهروب من سؤال المصير

GMT 05:42 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا والنظام العربي المقبل

GMT 05:41 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 05:41 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

2024... سنة كسر عظم المقاومة والممانعة

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 20:03 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

يبشّر هذا اليوم بفترة مليئة بالمستجدات

GMT 08:02 2016 الثلاثاء ,01 آذار/ مارس

جورج وسوف يستقبل أحد مواهب"The Voice Kids" فى منزله

GMT 02:49 2017 الجمعة ,06 تشرين الأول / أكتوبر

وصفة صينية الخضار والدجاج المحمّرة في الفرن

GMT 14:30 2017 الخميس ,05 كانون الثاني / يناير

صغير الزرافة يتصدى لهجوم الأسد ويضربه على رأسه
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates