أصعب مائة يوم على ترامب

أصعب مائة يوم على ترامب

أصعب مائة يوم على ترامب

 صوت الإمارات -

أصعب مائة يوم على ترامب

بقلم - عماد الدين أديب

 

تزداد دوائر الأزمة يوماً بعد يوم على الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، ويُتوقع أن تكون المائة يوم المقبلة من الأقسى والأسوأ والأكثر إضعافاً له.

وتؤكد المصادر المطلعة على شئون البيت الأبيض أن الرئيس -شخصياً- قد دخل دائرة الخطر على مكانته، وشعبيته، وسلطته، وعلاقته بأجهزة الدولة السيادية.

ويمكن تحديد ملفات الضغط على ترامب على النحو التالى:

أولاً: اقتراب صدور تقرير المحقق المستقل «موللر» حول حقيقة علاقة ترامب وحملته قبيل الرئاسة بالسلطات والأجهزة والأموال الروسية.

وفى هذا المجال نشرت صحيفتا «النيويورك تايمز» و«الواشنطن»، أمس الأول، تقارير صريحة وخطيرة تؤكد فيها أن تقرير «موللر» وتحقيقاته كشفت عن تورط ترامب وأسرته فى علاقات مشبوهة مع السلطات الروسية، وأن ترامب -شخصياً- «تحت سيطرة» الأجهزة الروسية.

وتتحدث التقارير الصحفية عن اتهام ترامب بأنه طلب من المترجم الخاص بالبيت الأبيض ألا يُطلع أياً من مساعدى الرئيس على فحوى ونص اللقاءات الخمسة التى تمت بينه وبين بوتين وجهاً لوجه منذ توليه الرئاسة.

ويُعتبر هذا الإجراء مخالفاً لقواعد البيت الأبيض والأعراف السائدة فى التعامل والتسجيل والشفافية فى لقاءات الرئيس الأمريكى مع أى من الزعامات الأجنبية.

ثانياً: أزمة ما يسمى «الحائط المسدود» فى اعتماد الموازنة العامة، مما يؤدى إلى تجميدها وتوقف صرف الحكومة أياً من الرواتب والأجور والاعتمادات حينما تصل العلاقة بين الرئيس (السلطة التنفيذية) والكونجرس (السلطة التشريعية) إلى خلاف حول رصد اعتماد ما أو تخفيض بند ما، وما يعانيه الآن مئات الآلاف من موظفى الحكومة الفيدرالية الذين لم يحصلوا على رواتبهم ويقفون الآن فى طوابير الضمان الاجتماعى طلباً لقروض «الفقراء والمحتاجين».

هذه الأزمة ترجع إلى رفض الحزب الديمقراطى الموافقة على بند صرف 5٫6 مليار دولار طلبها الرئيس لبناء الحائط الفاصل على الحدود مع المكسيك.

ثالثاً: حالة الصدام الدائمة بين الرئيس وأجهزته، بدءاً من البيت الأبيض إلى وزارة العدل إلى هيئة الاحتياطى الفيدرالى «البنك المركزى» إلى المباحث الفيدرالية إلى هيئة الاستخبارات، وصولاً إلى وزارة الدفاع وهيئة الأركان المشتركة.

هذه الخلافات الشخصية لها علاقة بطبيعة مزاج وأسلوب ترامب المتقلب والفجائى الذى ينتقل من النقيض إلى النقيض، مما أدى إلى حدوث أكبر عدد من الاستقالات والإقالات لأى رئيس أمريكى فى أول عامين من حكمه.

رابعاً: حالة الصراع الحادة التى يفرضها ترامب على حلفائه وأعدائه من الدول الأجنبية على حد سواء.

دخل الرجل صراعات مع الصين واليابان وكوريا الجنوبية والمكسيك وكندا وألمانيا وبريطانيا.

وفى ذات الوقت أحدث شروخاً مع حلفاء تقليديين مثل فرنسا والسعودية وحلف الأطلنطى والأمم المتحدة واليونيسكو ومؤتمر البيئة العالمى ومنظمة الأوبك والأونروا.

خامساً: دخول ترامب فى معارك عقوبات تجارية على جبهات عدة، تبدأ من الصين إلى إيران، ومن الاتحاد الأوروبى إلى تركيا التى هددها، بالأمس فقط، بالدمار المالى.

سادساً: عدم وجود استراتيجية واضحة وسليمة بالنسبة للوجود العسكرى فى أماكن مؤثرة مثل العراق وسوريا وأفغانستان.

هذا كله أدى -ولأول مرة منذ توليه الرئاسة- إلى ارتفاع معدل مقياس عدم الرضا الشعبى الداخلى عن أداء الرئيس لمهامه إلى نسبة 57٪، بارتفاع 5٪ فى الشهر الأخير، مما يعكس بدء حالة تململ فى الرأى العام.

ولا يخفى أن السند الرئيسى للرئيس هو دعم أركان حزبه الجمهورى له، ودعم القاعدة الشعبوية من جمهوره التقليدى الذى يتأرجح فى معدل الرضا بين 35٪ و40٪.

فى ذات الوقت تأتى تقارير مقلقة بأن الاقتصاد الأمريكى الذى يحمل عناصر قوة متزايدة منذ تولى ترامب للسلطة قد يتأثر سلباً فى النصف الثانى من العام 2019، مما قد يلقى آثاره السلبية على أسواق المال وسوق العقارات وتجارة الجملة ومعدلات الاستهلاك الفردى.

ذلك كله يجعل العام 2019، وأول مائة يوم فيه شديدة الصعوبة، ومهددة بقوة لمكانته، وحتى استمراره.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أصعب مائة يوم على ترامب أصعب مائة يوم على ترامب



GMT 21:27 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

قصة عِبَارة تشبه الخنجر

GMT 21:21 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

المرأة ونظرية المتبرجة تستاهل

GMT 21:17 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

«تكوين»

GMT 21:10 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

هل يعاقب فيفا إسرائيل أم يكون «فيفى»؟!

GMT 21:06 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

العالم عند مفترق طرق

GMT 22:12 2025 الخميس ,23 كانون الثاني / يناير

الإمارات تقدم مساعدات إنسانية لدعم الأمن الغذائي في تشاد
 صوت الإمارات - الإمارات تقدم مساعدات إنسانية لدعم الأمن الغذائي في تشاد

GMT 21:03 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

عشبة القمح تعزز جهاز المناعة وتساهم في منع السرطان
 صوت الإمارات - عشبة القمح تعزز جهاز المناعة وتساهم في منع السرطان

GMT 23:43 2015 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

أحلام تشعل أولى حلقات "المتاهة" مع وفاء الكيلاني

GMT 16:19 2018 السبت ,15 كانون الأول / ديسمبر

أفكار مُميَّزة لتصميم أرضيات الشّرفات بشكل رائع

GMT 22:11 2018 الخميس ,11 كانون الثاني / يناير

" قونكة " مدينة رائعة لشهر عسل مع أكثر المناظر الخلابة

GMT 13:28 2016 الجمعة ,29 كانون الثاني / يناير

فنانون مصريون وصلوا إلى عالم الشهرة في سن متأخرة

GMT 16:45 2018 الخميس ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرفي على أفكار ممتازة للتغلب على ضيق المطبخ

GMT 06:35 2018 الجمعة ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

قويض يؤكد دافعت بـ 10 لاعبين بعد التسجيل في شباب الأهلي

GMT 19:11 2018 الثلاثاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير الاعلام الكويتي يفتتح الملتقى الثانى للصحفيات الخليجيات

GMT 14:19 2018 الخميس ,21 حزيران / يونيو

تصاميم مميزة لجلسات مناسبة لفصل الصيف
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates