تريدون العيش يا أولاد
آخر تحديث 20:25:53 بتوقيت أبوظبي
الاثنين 21 تموز / يوليو 2025
 صوت الإمارات -
أخر الأخبار

تريدون العيش يا أولاد (...)؟

تريدون العيش يا أولاد (...)؟

 صوت الإمارات -

تريدون العيش يا أولاد

علي الرز
بقلم - علي الرز

في بدايات الثورة السورية العام 2011 انتشرتْ مقاطع فيديو بالصوت والصورة لضباط معروفين في نظام بشار الأسد يعذّبون متظاهرين موقوفين وهم يكررون عبارة: «بدكن حرية يا ولاد (...)» أو «بدكن كرامة يا اخوات (...)».

هذه اللازمات اللغوية تجاوزتْ حدودَ «فشات الخلق» إلى رسْم حدودٍ جديدةٍ لطبيعةِ النظام بينها أن مَن يرتكب جريمةَ الحلمِ بالحرية أو خيانةَ الجنوحِ إلى الكرامة مكانه القبر فوراً مع مهانةٍ مباشرة على الهواء... كون السجون ضاقت بمَن فيها ولم تعد تستطيع استيعابَ وافدين.

من ذاك المشهد وطبيعته، إلى لبنان وطبائع أهل سلطته الجديدة. فرغم أن النظامَ السياسي والاقتصادي والاجتماعي مختلفٌ، وخصوصاً لجهة الإرث التراكُمي للحريات العامة والخاصة، إلا أن المسارَ التَجاهُلي لمطالب الناس المُحِقَّة، والتي هي بكل وضوحٍ نتاج اعتداء الحُكْم عليهم، يمكن أن يُعتبر جزءاً من منظومةِ قَمْعٍ تتدرج صعوداً لتتماهى يوماً ما مع ممارساتِ دولٍ قريبة، وخصوصاً أن لا شيء يبشّر بخيرٍ أو يشي بأن الحاكمَ الفعلي للبلاد سيتخلّى عن تحويلها إلى نموذج حوثي أو حشْدي أو حماسي.

تركتْ المنظومةُ الحاكمةُ في لبنان حريةَ التعبيرِ إلى مرحلةٍ لاحقةٍ وانشغلتْ بسلبِ الناس أموالهم وصحّتهم وتعليمهم ومدّخراتهم وأعمالهم وأحلامهم، ثم أكملتْ عمليةَ الالغاء الاقتصادي بإلغاءٍ جَسَدي عبر نيترات الأمونيوم وبيروتشيما، وأكملتْ الإلغاءَ الجسدي بزرعِ ألغامِ القهْر كي يموت الناس مرتين، مرةً بالتفجير وأخرى بتجاهُل مسبباته وتحديد المسؤوليات عنه... وللمرة الأولى وَجَدَ اللبنانيون أنفسهم أمام «مجرمون وقحون» يردّون على مَن يطالب بحقه بدعوته إلى تبليط البحر أو الهجرة، ويرفعون شعار«نحن أو جهنم».

ومع تَغَيُّرِ الأولويات، وعلى طريقة النموذج الذي يعشقه الممانعون، قد يضيق صدرُ الحاكمِ الفعلي للبنان والواجهات المُساعِدة له، وقد يزداد توتّره بسبب الفارق الكبير بين شعارات «النصر والوقت والزمان والصبر الاستراتيجي» وبين العجز الفعلي عن وقْف الضربات على رأس المحور، فيعمد إلى ترجمة ردّه كالعادة ضدّ الحلقة الأضعف، الناس، ويبدأ بمحاسبتهم على طريقة «بدكم دولاراتكم في المصارف يا ولاد (...)؟ وبدكم تحولوا مصاري لولادكم اللي عم يدرسوا برا يا اخوات (...)؟ وبدكم تعْرفوا المسؤول عن تفجير المرفأ وموت أهلكم وأحبابكم يا (...)؟ وبدكم تاكلوا وتشربوا وتتعالجوا بالمستشفيات وتدرسوا بالجامعات الخاصة يا (...)؟ وبدكم الدعم يضلّ على الرغيف والدواء يا (...)؟ وبدكم توقف معابر تهريب المحروقات وغيرها يا خونة وعملا اسرائيل؟ وبالآخِر بدكم حكومة كمان؟ ومِن اختصاصيين؟ وضمان بقاء المبادرة الفرنسية؟ عن جَدّ اللبناني وقح وابن ستين ألف وقح».

حتى الآن، «ينعم» اللبنانيون بفارقٍ بسيط في الممارسة بين نظامه الحاكم وأنظمة الممانعة، وهذه «منّة» أو قُل «هبة» مشروطة بحُسن السلوك، فهم ما زالوا يملأون الفضاء صخباً احتجاجاً على بحْر الهلاك، فيما الحاكِمُ الفعلي يتضامن معهم لفظياً ويُغْرِقُهُم فيه عملياً. أما اذا تَمادوا في السباحةِ عكْس التيار فقد تفْقد الـ «هِبةُ» وظيفتَها وقد يُضطر الحاكِمُ «المتفضّل» إلى تغيير سلوكه، فينفذ صبْرُه ويقول «جاري مش أحسن مني»... مع معرفته أن الجارَ عليه الزمنُ جار وكاد يضيع لولا بنادق الإيجار.

سيبقى اللبنانيون ينشدون الكرامةَ والعيشَ المحترمَ، ويقاومون من أجل بلدٍ... لا «نجمة» في الهلال المُمانِع.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تريدون العيش يا أولاد تريدون العيش يا أولاد



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

النجمات العرب يتألقن بإطلالات أنيقة توحّدت تحت راية الأسود الكلاسيكي

القاهرة ـ صوت الإمارات
اجتمعت عاشقات الموضة الشهيرات في الوطن العربي خلال الساعات والأيام الماضية على تفضيل اللون الأسود لتزيين أحدث ظهور لهن، حيث تكاثفت إطلالات النجمات المتألقات بالأزياء السوداء، وزينت مواقع التواصل الإجتماعي، وطغت على اختياراتهن الأناقة والتفاصيل المعاصرة، كما تنوعت تلك الأزياء بين ما يناسب النزهات الصباحية، وأخرى للسهرات، ولأنه اللون المفضل في كل المواسم دعينا نلقي نظرة على أحدث إطلالات النجمات، لعلها تلهمك لاختيار إطلالتك القادمة على طريقة واحدة منهن. إطلالة نانسي عجرم ملكة البوب العربي نانسي عجرم عادت لصيحتها المفضلة في أحدث ظهور لها، من خلال اختيار موضة الجمبسوت المرصع الذي تفضله كثيرا في حفلاتها، ولم تتخل الفنانة اللبنانية عن لونها المفضل الذي رافقتها مؤخرا بكثير وهو اللون الأسود، حيث اختارت جمبسوت مرصع كليا بالت...المزيد

GMT 16:20 2017 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

دنيا سمير غانم تعتذر لنادية لطفي لغيابها عن تكريمها

GMT 11:27 2017 السبت ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

"داعش" يقطع رؤوس 15 شخصًا من مقاتليه في أفغانستان

GMT 21:41 2016 الأحد ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تسمحوا للعلاقات السابقة بتدمير علاقتكم الزوجية

GMT 14:13 2017 الثلاثاء ,21 شباط / فبراير

سهر الصايغ تواصل تصوير أحداث مسلسل "الزيبق"

GMT 15:02 2016 الخميس ,01 كانون الأول / ديسمبر

المغنية كاتي بيري تتألق في فستان فضي مثير

GMT 12:41 2019 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 7 تجارب في الوجهة السياحية الأكثر شهرة في اليونان
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
Pearl Bldg.4th floor
4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh
Beirut- Lebanon.
emirates , Emirates , Emirates